أحمد يوسف
اختتم مؤتمر الكويت الثاني للعلاقات العامة امس انشطته، حيث تم عقد ورش عمل تحدث فيها مدير المعلومات بمؤسسة أبحاث إيكو نيجيل ميدلميس عن كيفية تطوير وتطبيق نظام قياس شامل متصل باستراتيجية التجارة العالمية من خلال اعادة توظيف العلاقات العامة وتكثيف دورها استعدادا للتغيرات والمخاطر. وتحدث في الجلسة الثالثة المدير العام لهيل آند نولتون - الكويت كيفن هاسلير حيث تطرق لدور العلاقات العامة في التعامل مع الأزمات التي قد تواجهها أي مؤسسة أو شركة موضحا انه في عالمنا اليوم وفي ظل السرعة في انتقال المعلومات تبقى المؤسسات في مواجهة أزمات محتملة من يوم لآخر.
وأضاف ان المتلقي تصله المعلومة بسرعة ومن خلال عدد من الوسائل المتنوعة فيمكن ان تصل المعلومة من خلال الشبكات الإخبارية أو عبر الانترنت أو من خلال رسالة نصية عبر جهازك النقال لذا فمن الصعوبة ان تخفي أي معلومة حول الأزمة التي تتعرض لها المؤسسة عن الجمهور.
وفي تعريفه لماهية الأزمة قال هاسلير إنها حادثة يمكن ان تؤثر في سمعة المؤسسة او مستقبلها أو وضعها القانوني، مؤكدا ان الازمات أصبحت ذات طابع عالمي في ظل الانتشار السريع للمعلومات بعكس الأزمنة الماضية عندما كان انتقال المعلومات يحتاج أياما عدة.
وقال إن أول اربع وعشرين ساعة عقب حدوث الأزمة تعد مرحلة مفصلية وإذا لم تبادر بابلاغ جمهورك فإنك ستصبح في موضع اتهام حتى تثبت العكس، وهنا يبرز دور العلاقات العامة التي لا تنصب مهمتها في حل الأزمة وإنما في معالجة آثارها.
وشدد على أهمية التواصل الدائم بين فريق إدارة الأزمة والجمهور الذي لابد ان يظل دائما على علم بكل التطورات حتى انفراج الأزمة واستعادة الثقة.
وكان آخر المتحدثين في الجلسة الثالثة من مؤتمر الكويت للعلاقات العامة 2008 أستاذ الإعلام بجامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا في الكويت د.مسعود الكندري والذي تطرق لمواصفات المستشار التنفيذي الناجح في مجال العلاقات العامة، واشار في كلمته إلى رغبة كل من يعمل في العلاقات العامة ان يصبح مديرا، ولكن الفرق بين الرغبة في المنصب والأحقية فيه هو الفرق بين مستشار إعلامي موثوق ومواطن من الدرجة الثانية، مؤكدا ان الكثيرين ممن يعملون في المجال يقعون في دائرة التصنيف الأخير.
وحدد د.الكندري ثلاثة محاور تجعل القائم بالعلاقات العامة يتطور ويصبح مستشارا أساسيا للهيئة التنفيذية في الشركة وهي توافر معتقدات شخصية تعتمد على قيم مميزة ورغبة في التطوير، الى جانب انشاء شبكة داخلية وخارجية متعددة الأبعاد يراها المدراء التنفيذيون أساسية، نادرة، ولا يمكن الاستغناء عنها بين كبار مستشاريهم، إلى جانب تطوير مهارة الاتصالات التكتيكية الوحيدة التي يتجنبها معظم من يعملون في المجال.
وعقب ختام الجلسة الثالثة كان الحضور على موعد مع عرض تطبيقي لدور العلاقات العامة من خلال دراسة حالة قدمتها شركة الاتصالات المتنقلة «زين» والمشروع الوطني للترشيد.
مدير أول العلاقات والاتصالات بشركة زين خلود الفيلي قامت بعرض تجربة الشركة في تغيير اسمها التجاري والخطوات التي سبقت هذا التغيير وأيضا الخطوات المصاحبة لعملية التغيير ثم الخطوات التالية للتغيير من أجل ترسيخ الاسم الجديد لدى الجمهور العريض لشركة زين.
وأشارت في بداية حديثها إلى ان رؤية الشركة كانت تركز على توحيد الشعار في مختلف الفروع لتصبح شركة عالمية بمعنى الكلمة باستخدام هذا الشعار الموحد والرؤية والإحساس الواحد واللغة العالمية الواحدة.
وأضافت ان الارتقاء والوصول بطموحات المشتركين لخدمات عالمية من أجل ان يصبح عميل الشركة موطنا عالميا بغض النظر عن البلد الذي يعيش فيه كان هدف الشركة والذي واجهته تحديات عدة تمثلت في التأكيد على رغبة الشركة في توسعة نشاطها في ظل وجود موظفين مستعدين لمرحلة التغيير.
وحرصت الشركة على استمرار علاقتها القوية مع وسائل الإعلام والجمهور على حد سواء مع حرصها على الاتصالات الوثيقة مع وسائل الإعلام الدولية وشركائها في كل مكان والممولين وشركات الاتصالات والوزارت المعنية.
التجهيز لحملة تغيير الاسم سبقه عامان من الاستعداد من خلال اجتماعات مكثفة وتعاون وثيق بين إدارات المواد البشرية والفنية والمبيعات والتسويق وخدمة العملاء والشئون القانونية، كم تم تكريس فريق عمل لمدة ستة أشهر من أجل تجهيز خطة التغيير بشكل مفصل.
استعانت الشركة بأفضل الوكالات والمستشارين والمنظمات المتخصصة للترويج للحدث من خلال خطة تفصيلية للتعاملات مع العملاء والموظفين عبر بيانات صحفية ومقابلات في وسائل الإعلام المحلية والدولية.
وقامت شركة الاتصالات المتنقلة «زين» قبل تغيير الاسم التجاري بإطلاق حملة إعلانية تشويقية تركز على الشعار الجديد والإحساس دون الكشف عن الاسم الجديد.
وفي اليوم المنتظر أطلق الاسم الجديد للشركة بمشاركة موظفي الشركة وهم أول عناصر النجاح وتم إطلاق الحدث من خلال بث فضائي مباشر في كل من الكويت والبحرين والأردن والسودان بمشاركة كبار الشخصيات والعملاء والوزراء وعدد من أصحاب المؤسسات الإعلامية.
واختتمت عرضها لتجربة الشركة في تغيير اسمها التجاري مؤكدة ان نجاح دور العلاقات العامة في تلك الحملة لم يتوقف عند هذا الحد حيث تم بعد عملية التغيير إطلاق حملة إعلامية من خلال الملصقات ومن خلال المقابلات في وسائل العلام لترسيخ الاسم الجديد لدى الجمهور والعملاء.
وفيما يتعلق بدراسة الحالة الثانية حول الحملات الناجحة للعلاقات العامة قام القائمون على مشروع ترشيد الطاقة بعرضها أمام الحضور حيث أوضح م.طلال القحطاني ان فكرة المشروع وهي الأولى من نوعها قامت بمخاطبة جميع شرائح المجتمع من خلال 11 لغة. وقد تم تجهيز أكبر مركز اتصالات في الكويت خلال عشرة أيام لتنفيذ الحملة الهادفة إلى توفير الطاقة من مياه وكهرباء في الكويت وغرس مفاهيم فعلية للمحافظة على موارد الكويت مع نشر الوعي الاستهلاكي لدى الجمهور وتغيير العادات والانماط الاستهلاك اليومية وتقديم حلول عملية لترشيد الاستهلاك مما يؤدي لتأمين الاقتصاد الوطني.
وأضاف ان الحملة هدفت إلى تجنب أو تقليل انقطاع التيار في فترة الصيف مع تسليط الضوء على أسباب الهدر في الطاقة ومخاطبة الجميع وحثه على الترشيد مع اقتراح الوسائل الكفيلة بالحد من الهدر في الطاقة. من جانبه، عرض الأمين العام للمشروع الوطني لترشيد الطاقة أحمد الدوسري للوسائل الإعلامية التي استخدمت في الحملة والتي تنوعت ما بين الملصقات في الطرقات والرسائل النصية القصيرة والإعلانات المتلفزة والإذاعية والاتصالات الهاتفية والبريد الإلكتروني إلى جانب المنشورات وإعلانات دور العرض السينمائي. وأكد ان حملة ترشيد حققت أهدافها حيث تم توفير 66 مليون دينار خلال ثلاثة أشهر ولم يتم القطع المبرمج للكهرباء نتيجة الأحمال الزائدة التي عانت منها الكويت في أشهر الصيف خلال الأعوام الماضية.
وقد اختتم مؤتمر الكويت الثاني للعلاقات العامة انشطته بجلسة حوارية أتيحت من خلالها الفرصة للحضور لطرح الأسئلة على المتحدثين حول العنوان الرئيسي لمؤتمر هذا العام وهو تطبيق الاتجاهات الحديثة في عالم الاتصال داخل وخارج المؤسسة.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )