أحمد يوسف
في تمام الساعة الثامنة و47 دقيقة من يوم الخميس الماضي تم اسدال الستار على نظام التداول القديم في سوق الكويت للاوراق المالية واستبداله بنظام اكثر تطورا وحداثة وذلك استعدادا لمرحلة جديدة من التداولات تستوعب 40 الف صفقة و160 الف امر خلال ساعات التداول اليومية وايضا مضاعفة اجهزة الربط لدى شركات الوساطة المالية لـ700 جهاز.
هذا ما اعلنه سوق الكويت للاوراق المالية، مشيرا في الوقت نفسه الى ان مجريات التداول ستشهد مرونة اكبر وسرعة اعلى استجابة لمضاعفة السرعات والسعات التقنية وايضا استعدادا للانطلاق لمرحلة اكثر ديناميكية وتطورا.
ورغم اعلان مدير السوق صالح الفلاح دخول السوق مرحلة جديدة من التطوير تستغرق 5 سنوات الا ان مصادر رأت ان التطور الذي لاحق سوق الكويت للاوراق المالية قد تأخر بعض الشيء عن معظم اسواق المال العالمية الامر الذي يدعونا الى اتخاذ خطوات وقرارات من شأنها العمل على تحقيق المزيد من الحداثة للحاق بركب تقدم اسواق المال العالمية، وايضا لتكون احدى الخطوات الداعمة لتحويل الكويت لمركز مالي وتجاري عالمي.
وقالت المصادر انه اذا كان النظام المتطور هو احدى الآليات الجديدة التي تتبعها ادارة السوق وتتبعها بعض الخطوات الداعمة لتحقيق السوق مكاسب اكبر من خلال تطوير متلاحق في الادارة فإن ذلك يمثل اكبر انجاز يحسب لادارة البورصة خلال العام الحالي.
واشارت المصادر الى ضرورة مواكبة تطوير النظام وحداثته بتطوير متعمد للادارة الامر الذي من شأنه احداث ارتياح لدى اوساط المتعاملين ويعمل كمحفز لجذب مزيد من الاستثمارات الاجنبية داخل الكويت.
«الأنباء» استطلعت آراء بعض المتداولين والمحللين الماليين للكشف عن ماهية تطوير نظام التداول. وفيما يلي التفاصيل:
في البداية قال نائب رئيس مجلس ادارة شركة الاستشارات المالية «ايفا» صالح السلمي ان برنامج التطوير الذي انتهجته ادارة سوق الكويت للاوراق المالية يعد خطوة على الطريق الصحيح وان كانت قد تأخرت بعض الشيء عن الانظمة التي تتعامل معها بورصات الدول القريبة فضلا عن اسواق المال العالمية.
وتابع ان التطوير مطلوب وعلى العكس صار ضرورة ملحة هذه الايام نظرا للتطور الهائل في التكنولوجيا الحديثة في العالم من ناحية ومن ناحية اخرى لعدم حدوث اي اعطال في النظام القديم من شأنها احداث تأثيرات على المتداولين.
واشار الى ان تسهيل التداول باستحداث برامج جديدة والتعامل مع اجهزة تكنولوجية حديثة يعد امرا محمودا واولويات عمل في القطاع المالي وليست اسواق المال فقط.
ويلتقط طرف الحديث رئيس مجلس ادارة الشركة الدولية للمنتجعــات حسين العتال مؤكـــدا على ان خطـــوات التطوير تأخرت كثيـــرا عن اســواق المـــال المحيطـــة بالكويــــت فضـــلا عن العالميـــة لكنه في الوقت ذاته شكر الجهد الذي ادى الى هذا التطوير ودعا الـــى الاستمـــرار في هذا الاتجـــاه.
وطالب العتال بضرورة احداث تغيير وتطوير نظام الادارة البشرية في السوق من تدريبات مكثفة الى العمل بتطبيق قوانين من شأنها زيادة سرعة وتيرة العمل وايضا تقلل الخلافات مع مجموعة الشركات المدرجة في السوق وذلك حفاظا على اموال المساهمين.
وبين ان زيادة عدد الصفقات والاوامر وايضا العمل على تنظيم قوانين امور جيدة من شانها العمل على تحقيق مزيد من المكاسب للسوق وشركاته وتضيف ابعادا اخرى نحو ثقل الكويت كمركز اقليمي في المنطقة من جذب شركات اجنبية اكثر للعمل في الكويت بما يعني ضخ سيولة اكثر.
ومن جانبه اعرب نائب رئيس مجلس ادارة شركة نور للاستثمار المالي ناصر المري عن سعادته بنظام التداول المطور داعيا ادارة سوق الكويت للاوراق المالية الى الاتجاه نحو برامج التداولات الالكترونية الاكثر تطورا وحداثة وذلك لما لها من فوائد كبيرة على التداول في البورصة.
وقال المري ان البرامج المطورة للتداول الآلي من شأنها تنفيذ الاوامر بدقة وسرعة شديدة كما تتيح الربط المباشر مع ادارة المقاصة فضلا عن تحقيق اكبر قدرة من السرعة في انجاز الاعمال دون اخطاء.
ولفت الى ان استحداث تكنولوجيات حديثة من شأنه اسراع وتيرة العمل الامر الذي يعود على مجمل الشركات المدرجة في سوق الكويت للاوراق المالية.
وعلى صعيد متصل قال متداول اول بشركة اوريون للوساطة المالية محمود العتيبي ان التطور ساعدنا كثيرا كمتداولين على سرعة تنفيذ الاوامر بالاضافة الى السرعة في متابعة باقي الصفقات مع العملاء هذا من جانب ومن جانب آخر قلل الزمن اللازم لمتابعة باقي الاعمال عبر الموقع الالكتروني.
ومن جهته قال عضو مجلس ادارة شركة الوسيط للاعمال خليفة العجيل ان نظام التداول المطور الذي اعتمدته ادارة البورصة تم تجريبه من قبل شركــات الوساطة المالية والتي اثبتت مقدرته وحسن ادائه عن النظام القديم الامر الذي يتواكب مع زيادة الاوامر وكميات التداولات وحجم الصفقات التي يتم التعامل معها يوميا.
واكد على وجود اجماع لدى العاملين في التداول بالشركة على حسن اداء النظام، مشيرا الى ضرورة السير في هذا الاتجاه لتحقيق اكبر مكاسب سواء للسوق او للشركات المدرجة.
ولم يختلف مدير اول وساطة مالي في شركة «kic» للوساطة فهد الشريعان في الرأي عن سابقيه، مشيرا الى ان النظام الجديد يتميز بتقليص زمن اتمام الصفقات كما ساعد على زيادة عدد الصفقات في آن واحد الامر الذي انعكس ايجابيا على مجريات التداولات.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )