باسدال الستار على جلسة تداولات سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) امس يكون المتداولون قد عانوا كثيرا من حال التباين الذي سيطر على مجريات الاداء لاسيما مع اغلاقات الدقيقة الأخيرة التي أصبحت «علقم السوق» الذي يتجرعه الصغار بمرارة.
ورغم الأداء المتوازن للبورصة في الجلستين الاولى والثانية في نهاية الربع الاول والجلسات الثلاث في بداية الربع الثاني من العام الحالي الا أن دور المحافظ والصناديق الاستثمارية كان العامل الأبرز في اختراق المؤشرات القيادية لمستوياتها القياسية.
وتسري بعض الشائعات عن ارباح الربع الاول وان كان الحـــديث عنها مبكـــرا وعن عمليات تجميع تقــودها بعض المجموعات الاستثمارية بهدف الاستــئثار بعدد كبير من الاسهم التي وصلت الى أسعار مغرية للشراء فيما ظلت القطاعات الاكثر استقطابا للمستثمرين هي الخدمات والاستثمار ثم الصناعة. «كونا» استطلعت آراء محللين ماليين ومتداولين حول كيفية تأثر الأداء العام بحركات التصحيح وجني الارباح والعمليات المضاربية على مدار اسبوع شهدت فيه البورصة متغيرات متلاحقة.
وقال المحلل المالي نايف العنزي ان الضغط المتعمد الذي شهده السوق على مدار 5 جلسات كان الى حد كبير منظما من جانب صناع السوق الذين ارادوا التهدئة لايجاد نوع من الانسجام بين اسواق المال في المنطقة والسوق الكويتية لانهم جميعا ضمن منظومة استثمارية واحدة.
وأضاف قائلا: ان ما يميز السوق خلال الاسبوع المتباين هو الحركات التصحيحية التي تتم في الجلسة الواحدة ماجنب السوق أية هزات عنيفة، مضيفا ان هذا التوجه يجعل المستثمر أكثر ارتياحا لجهة ضخ أمواله في بورصة يغلب عليها العقلانية والمنطق الاستثماري.
وعدد العنزي حركات تصحيحية طالت بعض الاسهم ولكنها عادت مجددا الى تحقيق قفزاتها ومنها سهما بيت التمويل الكويتي وزين للاتصالات وهو الأمر الذي اثر نوعا ما على نفسيات المتداولين الذين يأملون رؤية الاسهم القيادية في حال ارتفاع متتال.
ورأى رئيس جمعية «المتداولون» تحت التأسيس محمد الطراح أن مجريات الحركة رغم التباين الملموس فيها تعكس أداء مرضيا نظرا لقوة الشركات المدرجة التي تعتبر الأهم في المنطقة الخليجية نظرا لمشروعاتها التي تشمل بلدانا اقليمية علاوة على توغلها في السوق المحلية.
وأضاف «نتوقع من مديري المحافظ والصناديق الاستثمارية وصناع السوق قيادة السوق الى تسجيل أرقام تاريخية اعتمادا على السيولة التي تضخ من جانب المستثمرين المحليين والأجانب خاصة الخليجيين.
وقال المتداول حسين جمال ان التباين في الأداء العام للبورصة جاء نتيجة لاغلاقات الدقيقة الأخيرة التي تصب في صالح الكبار الذين دائما ما يدفعون المؤشر السعري في اللحظة الاخيرة الى صعود مفتعل يؤثر على التداولات.
وأضاف «ليس بالضرورة أن يعبر ارتفاع المؤشر السعري عن واقع الاداء على خلاف المؤشر الوزني الذي يعكس وضعية السوق بصورة غير وهمية بدليل التحركات المتأنية منذ بداية العام».
وتوقع المتداول فيصل العبد الكريم أن يعاود السوق قفزاته المعهودة بدعم صريح من الاسهم الرخيصة التي قادت أداء السوق على مدار شهر مارس الماضي «ما ينبئ بأنها ستلعب الدور نفسه في تداولات الربع الثاني أيضا».
وعبر عن اعتقاده أن «العمليات المضاربية والشائعات ستكونان حاضرتين في أوساط المتداولين لأن المرحلة المقبلة سينتظرها الجميع لما تحمله من بيانات مالية للشركات المدرجة».
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )