أحمد المغربي
فتش في حافظة نقودك فقد تكون محظوظا تحمل أوراقا نقدية ذات أرقام تسجيل مميزة يدفع لك فيها محبوها عشرات أضعاف قيمتها، ومن يدري فقد تصبح مليونيرا، هكذا بضربة حظ، إذا كنت تمتلك رقما يصادف تاريخ ميلاد أحد الأثرياء الشباب أو يماثل رقم سيارته أو هاتفه الجوال، وهي تجارة أنعشت أسواقا وأدت إلى فوز العديدين وتحقيق حلم الثراء لهم.
وقد انتقل الهوس بالأرقام المميزة إلى قطر وانتقل من أرقام السيارات والجوالات إلى الأرقام المطبوعة على العملات النقدية الورقية والظاهرة ليست مقصورة على قطر فقط، ولكنها انتشرت في كافة دول الخليج، ويستطيع أي متصفح للمنتديات على الإنترنت أن يشاهد إعلانات البيع والشراء لهذا النوع الجديد من الأرقام المميزة.
وفي رصدها حول تلك الأرقام المميزة وتجارتها في منطقة الخليج، أشار موقع العربية نت إلى أن انتشار إعلانات هذه العملات ذات الأرقام المميزة في الصحف القطرية بشكل أسبوعي جعل أناسا عاديين يهتمون ويفحصون أرقام النقود التي في حوزتهم، خاصة إذا عرفنا أن عملة ورقية ذات رقم مميز قد يصل سعرها إلى 5 آلاف ريال، وهي من فئة 500 ريال مثلا (الدولار يساوي 3.7 ريالات)، والأعجب من ذلك أن القيادات والأجهزة المصرفية لا علم لها حتى الآن بهذه الظاهرة الجديدة، أما موقف الشرع من هذه الظاهرة فقد كان التحريم وعدم جواز بيع نقد بنقد باعتباره من الربا المحرم.
ومن بين القصص المثيرة التي تنتشر بين الشباب، قول احدهم: أهم العملات التي اشتريتها ورقة من فئة 10 ريالات وتحمل رقم 222222 ودفعت مقابلها 500 ريال وورقة أخرى فئة ريال واحد تحمل رقم 555055 اشتريتها بخمسة ريالات فقط، كما أنني أحرص حاليا على فحص أرقام أية ورقة نقدية تصل إلى يدي، سواء كانت من المصروف الذي آخذه من والدي أو من أي مصدر آخر وحول أقصى سعر دفع في رقم مميز قال إنه كان مبلغ 5 آلاف ريال، وكان مقابل ورقة من فئة 500 ريال تحمل رقم 111111.
وفي إمارة أبوظبي أجري مزاد غريب من نوعه حول أرقام السيارات حيث رست اللوحة رقم 1 من لوحات الفئة الخامسة لإمارة أبوظبي على رجل الأعمال الإماراتي سعيد عبد خوري، ليدخل بمبلغ الـ 52 مليون و200 ألف درهم، الذي دفعه مقابل شرائها، موسوعة غينيس من أوسع أبوبها، ويصبح مالك أغلى لوحة سيارة في العالم بعد فوزه في المزاد الذي شهدته العاصمة الإماراتية أبوظبي مساء 16 فبراير 2008 (الدولار يساوي 3.67 دراهم).
وبنتيجة هذا المزاد السادس من نوعه في أبوظبي تبلغ جملة الأرقام المميزة التي بيعت 483 رقما منذ انطلاق أول مزاد في 5 ديسمبر 2007، وتسجل إمارة أبوظبي 9 من بين أعلى 10 أرقام مميزة على مستوى العالم، وهذه الأرقام إضافة إلى الرقم 1 هي الرقم 5 وبيع بـ 25.2 مليون درهم، والرقم 7 وبيع بـ 11.4 مليون درهم، والرقم 12 وبيع بـ 8.95 ملايين درهم، والرقم 11 وبيع بـ 8 ملايين درهم، والرقم 55 بمبلغ 6.5 ملايين درهم، والرقم 16 بمبلغ 6.05 ملايين درهم، والرقم 45 بمبلغ 5 ملايين درهم، والرقم 10 بمبلغ 4.5 ملايين درهم، وكان الرقم الوحيد من خارج الإمارات من نصيب هونغ كونغ وهو الرقم 9 وبيع بمبلغ 13 مليون دولار (تعادل 5.99 ملايين درهم).
وكان المزاد الذي نظمته «الإمارات للمزادات» في فندق «قصر الإمارات» في أبوظبي شهد إقبالا كبيرا من الحضور الذي رغب معظمه في شراء اللوحة الأكثر تميزا بين لوحات الفئة الخامسة، فيما لم يشأ الكثيرون تفويت فرصة حضور المزاد الذي يعد الأبرز في تاريخ المنطقة، كونه حقق أرقاما قياسية وشهد إقبالا كبيرا من وسائل الإعلام المحلية والعالمية التي توافدت لتغطية الحدث.
وكان أطرف ما شهده المزاد فوز طفل يبلغ من العمر 10 سنوات بالمزاد على الرقم 51 ودفع فيه الطفل هزاع الحمادي الذي حضر المزاد بصحبة والده مبلغ 2.150 مليون درهم.
وقال المدير الإداري لـ «الإمارات للمزادات» عبدالله المناعي «رغم تحذير الكثيرين من المبالغة في التفاؤل بتحطيم ريع اللوحة رقم 1 للرقم القياسي العالمي، كنت على ثقة تامة بإمكانية كسرنا لذلك الرقم وتحقيق إنجاز عالمي جديد، لاسيما مع التوافد الجماهيري الكبير الذي شهده المزاد والذي فاق توقعاتنا.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )