توقع بنك الكويت الوطني في نشرته الاقتصادية لدول الخليج نمو الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية في العام 2012 بواقع 3.8% بالأسعار الثابتة، وتوقع الوطني أن تبقى بيئة الأعمال قوية، مدعومة بالسياسة المالية التوسعية ورغم أن مؤشرات القطاع الخاص قد أشارت إلى بعض التباطؤ في النشاط في النصف الثاني من العام 2011، إلا أن جزءا من هذا التباطؤ يعزى إلى عوامل مؤقتة، كما إن تعيين بعض الأفراد في مواقع اقتصادية رئيسية في الحكومة في أواخر العام 2011 يشكل دلالة على الرغبة في تحفيز الإصلاحات الاقتصادية التي تقوم بها المملكة.
ولحظ الوطني أن إنتاج النفط الخام السعودي قد ارتفع بشكل حاد بأكثر من مليون برميل يوميا ليصل إلى 9.8 ملايين برميل يوميا ما بين شهري مارس وأغسطس من العام الماضي، إذ تحركت المملكة للتعويض عن خسارة حوالي 1.5 مليون برميل يوميا من الإنتاج الليبي.
ومع عودة الإنتاج الليبي في العام 2012، فقد تقوم المملكة بخفض بعض من هذه الزيادة، ما يساهم في إعادة بناء مخزون القدرة الإنتاجية الاحتياطية لتتمكن من الاستجابة لصدمات مستقبلية (القدرة الاحتياطية الحالية بين 2 و2.5 مليون برميل يوميا). ولكن من غير المحتمل أن يكون هذا الخفض في الإنتاج السعودي عن مستويات الذروة في العام 2011 كبيرا، إذ لاتزال أساسات سوق النفط العالمي قوية. وبالنتيجة، فقد يحافظ الناتج المحلي الإجمالي النفطي للسعودية بالأسعار الثابتة على مستوياته في العام 2012.
في المقابل، توقع الوطني أن يكون القطاع غير النفطي قد نما بواقع 5% في العام 2011، متأثرا ببيئة الأعمال العالمية الضعيفة، كما أن تأثير الإجراءات الإنفاقية الحكومية التي تركزت على المستهلك والتي أعلن عنها في أوائل العام 2011 قد يكون جاء أقل قليلا من المتوقع خلال العام الماضي، لكن انعكاسها قد يظهر أكثر في العام 2012، مثل الإعانة الجديدة للبطالة البالغة قيمتها 5 مليارات دولار سنويا التي تدعم القطاع الاستهلاكي، أو برنامج بناء المساكن التي تبلغ قيمته 67 مليار دولار والذي يمتد على عدة سنوات ومن شأنه أن يدعم الاستثمار. وستحصن هذه القوى المحلية المحركة للنمو الاقتصادي الاقتصاد السعودي ضد أي صدمات اقتصادية محتملة قد يتلقاها من الخارج.
من جهة ثانية، توقع الوطني أن يستقر معدل التضخم في نطاق 5% و6% بعد أن بلغ معدل 5% في العام 2011. وقد تراجع تضخم أسعار المواد الغذائية بمقدار النصف من 8% إلى 4% خلال 12 شهرا لغاية شهر نوفمبر 2011، فيما كان معدل تضخم السكن المساهم الرئيسي في الضغوط التضخمية، لكن يؤمل أن يبدأ بالتراجع قليلا في أواخر السنة 2012/2013 في ضوء برنامج بناء المساكن الذي وضعته الحكومة.
وأشار الوطني الى أن المصروفات الحكومية في السعودية قفزت بنسبة 23% في العام 2011 بسبب إنفاق إضافي بقيمة 27 مليار دولار في أوائل السنة، ولكن هذا المبلغ قد تم تغطيته وأكثر من خلال زيادة إيرادات قطاع النفط والغاز بنسبة 50% بفضل ارتفاع أسعار النفط. ويقدر أن يكون فائض الميزانية قد ارتفع من 5% من الناتج المحلي الإجمالي في العام 2010 إلى 14%في العام 2011. ومع بقاء أسعار النفط على حالها نوعا ما، رأى الوطني أن الميزانية ستسجل فائضا مماثلا في السنة القادمة نسبته 14% من الناتج المحلي الإجمالي.
وفي الإطار نفسه، رأى الوطني أن الإيرادات النفطية القوية ستخلق فوائض هائلة جديدة في الحساب الجاري بنسبة 20% - 25% من الناتج المحلي الإجمالي في عامي 2011 و2012.