زكي عثمان
اعلن نائب رئيس مجلس ادارة شركة البترول الوطنية اسعد السعد ان الشركة اقتربت من انجاز التصاميم الهندسية لمشروع تحديث مصافي التكرير والمعروف بمشروع «الوقود النظيف»، مبينا ان التصاميم الهندسية ستكون جاهزة خلال شهر يونيو المقبل على ان تعقبه مرحلة طرح مناقصات المشروع خلال شهر اغسطس المقبل وذلك عقب الحصول على الموافقات اللازمة بخصوص ميزانية المشروع.
وقال السعد في تصريحات صحافية على هامش الاحتفال الذي اقامته امس الشركة بمناسبة توزيع جوائز رئيس مجلس ادارة الشركة لافضل اداء في مجال الصحة والسلامة والبيئة، ان الميزانية التقديرية التي سترفع الى مجلس ادارة مؤسسة البترول والخاصة بمشروع «الوقود النظيف» ستتراوح بين 4 و5 مليارات دينار، موضحا ان تحديد التكلفة النهائية للمشروع سيتوقف على نوع الوحدات الانتاجية التي سيتم انشاؤها بهدف انتاج وقود صديق للبيئة.
الوقود النظيف
واضاف ان مشروع تحديث المصافي سيقترن فقط بتحديث مصفاتي ميناءي عبدالله والاحمدي نظرا لوجود قرار بايقاف مصفاة الشعيبة من العمل بحلول العام 2011، مبينا ان الدراسات المبدئية للمشروع تستهدف رفع انتاج مصافة ميناء عبدالله من 270 الف برميل يوميا الى 460 الفا وايضا خفض الطاقة الانتاجية لمصفاة ميناء الاحمدي من 425 الف برميل يوميا الى 340 الف برميل يوميا وبذلك تكون الشركة قد رفعت الكمية الاجمالية لانتاج المصفاتين من 600 الف برميل يوميا الى 800 الف.
وذكر السعد ان المشروع الضخم يستهدف انشاء عدد من الوحدات التحويلية الجديدة مع تحديث بعض الوحدات الانتاجية الحالية وصولا لانتاج منتجات تكريرية ذات مواصفات عالية الجودة وصديقة للبيئة وهو ما يتماشى مع متطلبات الاسواق العالمية خصوصا مع التشديد الخاص بخفض الملوثات الجوية عبر استخدام وقود منخفض الكبريت بنسبة تصل الى صفر في المائة.
واوضح ان مصافي التكرير الكويتية لا تنتج هذا النوع من الوقود في الوقت الراهن، وعليه فإن متطلبات المرحلة المقبلة تفرض على «البترول الوطنية» سرعة تحديث وحداتها سعيا لانتاج الوقود النظيف.
وردا على تساؤل حول السبب وراء قيام مؤسسة البترول بالتعاقد على شراء كميات من البنزين عالي الجودة من الخارج، قال السعد ان السبب وراء ذلك تلبية احتياجات السوق المحلي في ظل احتمالات دخول بعض انواع السيارات الجديدة التي قامت بعض الشركات العالمية بتصنيعها مؤخرا وتعتمد في تشغيلها على هذا النوع من الوقود، غير المتوافر محليا وبالتالي فإن «المؤسسة» قامت بالتعاقد سعيا لتوفير متطلبات السوق المحلي انتظار التنفيذ مشروع تحديث المصافي الذي سيوفر هذه المنتجات عند الانتهاء منه بحلول العام 2012.
واكد السعد ان مشروع «الوقود النظيف» ليس فقط مشروعا تجاريا كما يتصور البعض، بل انه مشروع حيوي وفني، مبينا ان الكويت قد تفقد دورها في الاسواق المجاورة في حال عدم تنفيذ هذا المشروع والذي كان في السابق مجرد تحديث لبعض الوحدات، لكنه تحول الآن الى مشروع ضخم لا يقل حجما او تكلفة عن مشروع انشاء المصفاة الجديدة، وذلك حتى تحافظ الكويت على مكانتها ضمن الدول المنتجة لمنتجات تكريرية عالية الجودة تتوافق مع متطلبات الاسواق في السنوات المقبلة.
ارتفاع التكلفة
وحول السبب وراء ارتفاع التكلفة التقديرية للمشروع من مليار دينار الى نحو 5 مليارات دينار، اكد السعد ان هذه الميزانية كانت في بداية المشروع في العام 2003 حيث كانت بهدف تحسين نوعية بعض المنتجات، غير ان المشروع اختلف تماما في الوقت الراهن ليتحول الى مشروع ضخم يتضمن بناء وحدات كاملة جديدة فضلا عن رفع الطاقة التكريرية للمصافي.
وعن السبب وراء تراجع كمية انتاج مصفاة ميناء الاحمدي من 425 الف برميل يوميا الى 340 الفا بحسب ما هو مقدر بالمشروع الجديد، قال السعد: ان وحدة انتاج النفط الخام رقم 3 بمصفاة ميناء الاحمدي تعتبر من اقدم الوحدات الانتاجية والتي توفر نحو 200 الف برميل يوميا لمحطات توليد الكهرباء وبحسب ما هو مخطط له سيتم توقيف العمل بهذه الوحدة نظرا لأن الوقود الناتج منها لن يكون له فائدة عند الانتهاء من مشروع المصفاة الجديدة، وبالتالي فإن توقفها عن الخدمة امر طبيعي، على ان يتم بناء وحدات جديدة بالمصفاة تلبي احتياجات المرحلة المقبلة، مشيرا الى ان مصفاة ميناء الاحمدي ستشهد بناء مصنعين جديدين للغاز، اضافة الى 3 مصانع لانتاج الغاز حاليا.
كما اكد ان السبب وراء رفع الطاقة الانتاجية لمصفاة ميناء عبدالله الى 460 الف برميل يوميا يعود الى المساحات الكبيرة المتوافرة بالمصفاة والتي تصلح لاحتضان عدد من الوحدات الجديدة بما يتوافق ومتطلبات المشروع.
وحول مصفاة الشعيبة «القديمة»، قال السعد ان قرار المجلس الاعلى للبترول واضح في هذا الخصوص، وهو وقف العمل بالمصفاة بحلول العام 2011 وعليه فإن الشركة تقوم حاليا بوضع خطة زمنية تتواكب و3 محاور رئيسية هي التوفيق الزمني بين تشغيل مشروع المصفاة الجديدة و«مشروع الوقود النظيف» وايضا توقيف مصفاة الشعيبة، مبينا ان «البترول الوطنية» ستحتفظ بموقع المصفاة الحالي لاستخدام الخزانات الموجودة بها نظرا لأن هذه الخزانات تشكل 75% من موقع المصفاة، في حين انها ستقوم في وقت لاحق بدراسة افضل البدائل للوحدات الانتاجية الحالية في «الشعيبة» والتي ستتوقف عن العمل.
ثقة وتعاون
وكان رئيس مجلس الادارة لشركة البترول الوطنية فاروق الزنكي قد ألقى كلمة في بداية الاحتفال، قال فيها: ان التقيد بشروط السلامة في الاداء والسلوك يتطلب قناعة تامة وممارسة تقترن بتحقيق بيئة عمل سليمة والمحافظة عليها، كما ان المحافظة على معايير العمل تتطلب التزاما وتعاونا من الجميع فضلا عن الثقة في كل العاملين.
واضاف الزنكي قائلا: لقد حققتا «البترول الوطنية» اداء ممتازا في مجالات الصحة والسلامة والبيئة خلال العام 2007 - 2008 ومنها الحصول على جوائز من مجلس السلامة البريطاني والجمعية الملكية لمنع الحوادث.
من جانبه، قال مدير الصحة والسلامة والبيئة في «البترول الوطنية» فهد الديحاني ان السنوات الاخيرة شهدت قدرا كبيرا من الاهتمام والمشاركة والالتزام بتعزيز اداء الصحة والسلامة والبيئة.
واضاف ان الجائزة تهدف الى تشجيع روح المنافسة وهو ما سيعزز من جهود الشركة في مجالات السلامة، مبينا ان الجائزة تشمل كل المستويات من مواقع واقسام وعاملين ومقاولين.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )