هشام أبوشادي
في اطار سلسلة الندوات التي يعقدها بنك الكويت الوطني لتنمية الوعي الاستثماري لدى عملائه وعموم الاوساط الاستثمارية في الكويت حول واقع الاسواق العالمية، وايضا اسواق المال في الدول النامية والتطورات الاقتصادية العالمية، عقد البنك مساء اول من امس ندوة تناول فيها المحاضرون من المسؤولين في البنك ازمة الائتمان العالمية وانخفاض الدولار وارتفاع اسعار النفط واسواق المال في المنطقة.
وركزت الندوة المخصصة بشكل اساسي لعملاء حساب الذهبي من ذوي الملاءة المالية العالية، على الفرص الاستثمارية وافضل استراتيجيات الحماية الناجحة لرأس المال وتنميته.
وفي بداية الندوة التي حضرها عدد كبير من قياديي البنك في مقدمتهم نائب الرئيس التنفيذي للبنك عادل الماجد، استعرض الرئيس التنفيذي لشركة الوطني للاستثمار صلاح يوسف الفليج المنتجات الاستثمارية المبتكرة التي تم تصميمها على نحو يستهدف بشكل رئيسي حماية رأس المال وضمان نموه المستدام، كما استعرض المزايا التي تحملها الفرص الاستثمارية المتيسرة لعملاء حساب الذهبي في الاسواق المحلية والاقليمية.
وفي معرض تعليقه حول الاسباب الرئيسية لتنظيم هذه الندوة، اوضح الفليج ان الطفرة الراهنة في السيولة التي تشهدها الكويت بصورة خاصة ومنطقة الشرق الاوسط بصورة عامة جراء ارتفاع اسعار النفط ادت الى ارتفاع غير مسبوق في الطلب على المنتجات الادخارية والاستثمارية محليا وعالميا، ورافق ذلك تنام ملحوظ في اقبال المستثمرين على المنتجات التقليدية والبديلة التي تلبي احتياجاتهم.
والى جانب صلاح الفليج، رئيس شركة الوطني للاستثمار، الذي ترأس الندوة واستهلها بمحاضرة سلط من خلالها الضوء على التجربة الاستثمارية لبنك الكويت الوطني، فقد شاركت في الندوة، التي شهدت حضورا لافتا، نخبة من المحاضرين ضمت كلا من نائب مدير عام ونائب مدير الخزينة في الوطني جورج ريشاني، ومدير ادارة البحوث لاسواق الشرق الاوسط وشمال افريقيا كريم كمال، بالاضافة الى ضيف الشرف مايك آزلن، الرئيس التنفيذي لشركة فرونتير كابيتال مانجمنت، الذي هو مدير صندوق الوطني فرونتير متعدد الاصول وصندوق الذهبي متعدد الاصول - الفائزين بجائزة صناديق التحوط العالمية 2008 للمنتج الاكثر ابتكارا في الشرق الاوسط، والذي استعرض امام الحضور من العملاء والمستثمرين تطورات التخصيص الاستراتيجي للاصول والتنوع العالمي.
وختم الفليج تعليقه بالقول ان الندوة التي شهدت حضورا لافتا وفرت فرصة فريدة جمعت عملاء حساب الذهبي وفريق الادارة في الوطني للخوض في نقاش مثمر وبناء حول البيئة الاستثمارية الراهنة في اطار التأثيرات التي تخلفها التغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية على الاسواق المحلية والعالمية.
وتجدر الاشارة الى ان حساب الذهبي المخصص لذوي الملاءة المالية العالية يقدم لعملائه مجموعة متكاملة من الخدمات المصرفية الخاصة التي تتسم بالتميز والخصوصية عن طريق مسؤولي الحسابات الشخصية المتمرسين في الخدمة، كما يحظى عملاء الذهبي بمجموعة متميزة من العروض والخصومات الخاصة والمقدمة من شركاء حساب الذهبي.
ويتم التأهل للانضمام الى مجموعة عملاء الذهبي والاستفادة من مزايا هذا الحساب عن طريق ايداع مبلغ اجمالي لا يقل عن 30.000 دينار في اي من حسابات بنك الكويت الوطني بفائدة أو دون فائدة أو راتب محول الى البنك الوطني بقيمة 1.500 دينار او اكثر.
إدارة الصناديق
واستعرض الرئيس التنفيذي لشركة فرونتيير كابيتال مانجمنت مايك آزلن ادارة الصناديق وتوزيع المخاطر، مشيرا الى ان تنويع الاستثمار وتقليل التكلفة في ادارة الصناديق والمحافظ المالية يعتبران تفوقا في الاداء.
واكد اهمية تنويع الموجودات لتكون 40% اسهما و40% سندات و20% نقدا في مكونات الصناديق أو المحفظة المالية، مشيرا الى انه يصعب على اي مسؤول في ادارة الاموال التنبؤ باتجاهات الاسواق العالمية، وان تنويع الاستثمار يعد من اهم عناصر نجاح الصناديق لتشمل عملية التنوع الاسواق المتقدمة والناشئة والنامية لتجنب مخاطر الهبوط، مشيرا الى ان جميع الاموال في سوق لندن منيت بخسائر في سنة 2000 بنسبة 44%.
أزمة الائتمان
ومن جانبه، استعرض نائب مدير عام ونائب مدير الخزينة في بنك الكويت الوطني جورج ريشاني ازمة الائتمان والرهن العقاري في أميركا، مشيرا الى ان هناك تحولا من الانظمة المالية المنظمة الى غير المنظمة، وتحولا من الاستثمار طويل الاجل الى قصير الاجل، وان المستثمرين في معظم الاسواق يسيرون وفق سياسة القطيع، مشيرا الى ان القرارات السيئة التي اتخذت في اميركا سواء على الجانب الاقتصادي او المالي او النقدي كانت وراء ازمة الرهن العقاري والتي ادت الى خسائر ضخمة ونزيف متواصل، مشيرا الى تفاوت في تقديرات الخسائر، فهناك دراسات قدرتها بنحو 300 مليار دولار واخرى بنحو 500 مليار دولار، والدراسات الاكثر تشاؤما قدرتها بأنها ستصل الى ثلاثة تريليونات دولار، ولكن افضل تقدير تريليون دولار، وقال ان سياسة القطيع تدفع الى انفجار الفقاعة، وان ازمة الرهن العقاري في بدايتها لم يعترف بها الفيدرالي الاميركي الامر الذي جعل قراراته تأتي متأخرة بعد ان انفجرت هذه الازمة، ما دفعه لاتخاذ قرارات لم يتخذها منذ عام 1930، فقد قام بضخ مئات المليارات وقام بخفض متواصل في اسعار الفائدة واشار ريشاني الى ان الاقتصاد الاميركي يدخل مرحلة الكساد، مشيرا الى انه كان في السابق عندما يبكي الاقتصاد الاميركي كانت الاقتصاديات العالمية تذرف دما، اما مع التطورات الاقتصادية العالمية، فاصبح الاقتصاد الاميركي يبكي وحده، فاقتصاديات الدول الخليجية تشهد نموا، بفضل ارتفاع اسعار النفط، وفي اوروبا، هناك انفصال بفضل العملة الموحدة وهي اليورو، والاقتصادان الصيني والهندي لم يتأثرا.
أسواق المنطقة
وتناول مدير ادارة البحوث لأسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كريم كمال اسواق المنطقة والنصائح التي يجب ان يتبعها المستثمرون، حيث شدد على اهمية الاستعانة بالمهنيين والجهات المختصة لخلق محفظة عالمية متنوعة، مطالبا بأهمية توزيع المحفظة الاستثمارية عالميا لتشمل الاسواق العالمية والاسواق الناشئة والاسواق النامية، وكذلك توزيع اصول المحفظة الاستثمارية لتشمل الاسهم والسندات والعقار.
وقال انه عند الاستثمار للتقاعد، فإنه لابد من تخصيص جزء من الدخل بصفة دورية للاستثمار، وأنه لابد ان يكون الاستثمار لفترة طويلة من الزمن لتحقيق العوائد المرجوة، والحد من المضاربة والاعتماد على المتخصصين لإدارة الجزء الأكبر من المحفظة، واستعرض اداء اسواق الشرق الاوسط وشمال افريقيا، مشيرا الى انه في عام 2007 تمثل في تحقيق عائد 47% ونسبة مخاطر 11%، وعائد الاسواق النامية 36% بنسبة مخاطر 21% فيما ان عائد اسواق العالم 7% ونسبة المخاطر 13%.
وتناول الخدمات التي تقدمها شركة الوطني للاستثمار، مشيرا الى انها توفر خدمات في الكويت ودبي وتركيا، وانها قامت بتقديم استشارات مالية في مجال الاستحواذ فاقت 5 مليارات دولار، كما انها تدير اموالا تقدر بأكثر من 11 مليار دولار.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )