محمود فاروق
شهد سوق الكويت للاوراق المالية استمرارا لحركته التصحيحية التي استهدفته على مدار ثلاثة اسابيع متوالية مختلفة ومتذبذبة في حدتها نظرا لموجة الاحباط والتشاؤم والخوف التي سيطرت على المتداولين نتيجة لتفعيل المناورات العسكرية الايرانية والحرب النفسية التي اشتدت بين ايران من جهة واميركا واسرائيل من جهة اخرى، حيث اوجد ذلك نوعا من الهلع لدى اوساط المتعاملين على الرغم من وجود صعوبة في توجيه ضربة عسكرية من قبل اميركا خاصة، نظرا للمشاكـــــل التي تعاني منها في العــــراق وافغانستــــان.
وبالتالي يصعب فتح جبهة عسكرية ثالثة امام اميركا، حيث يعتبر ذلك اقوى العوامل السلبية التي تأثر بها السوق خلال الفترة الماضية والذي انعكس على المؤشر بطريقة سلبية جعله يمر بحركة تصحيحية فنية بحتة، حيث شهدت جميع المؤشرات الرئيسية للسوق انخفاضا الاسبوع الماضي.
وانخفض المؤشر السعري 88.5 نقطة ليغلق على 14806.9 نقاط بانخفاض نسبته 0.6%، اما المؤشر الوزني فقد شهد انخفاضا بواقع 9.54 نقاط ليغلق على 730.70 نقطة بانخفاض نسبته 1.29%، ومنيت القيمة السوقية الرأسمالية للشركات المدرجة بخسائر بلغت 725 مليون دينار بانخفاض نسبته 1.2% مقارنة مع نهاية الاسبوع قبل الماضي والبالغة 60.8 مليون دينار بارتفاع قدره 1.3 مليون دينار وما نسبته 2.2% عن نهاية العام الماضي.
كما سجلت المتغيرات الثلاثة انخفاضا ملحوظا، فقد تراجعت القيمة 12% وعدد الصفقات 6% والكمية المتداولة 20%، حيث استمر المعدل اليومي للقيمة المتداولة 103 ملايين دينار اي بانخفاض بلغت نسبته 43% عن متوسط القيمة المتداولة في الشهور الستة الاولى من العام الحالي، والذي كان عند معدل 183 مليون دينار.
وشهد السوق حالة من الترقب والعزوف عن الشراء والهدوء النسبي في معظم جلسات التداول وذلك انتظارا للاعلانات المتبقية للنصف الاول من العام الحالي للشركات، خاصة الشركات القيادية كشركة الاتصالات المتنقلة (زين) ومجموعة الصناعات الوطنية القابضة، كما تعرضت اسهم البنوك الى حركة تصحيحية مبالغ فيها في منتصف الاسبوع الماضي مما ساعد على انخفاض مؤشرات السوق بشكل خاص اضافة الى الاحجام عن التداول والتناقض الذي يشهده السوق من خلال مؤشره العام ما بين صعود وهبوط مفاجئ الذي سيطر على الاسبوع الماضي ما عدا اليوم الاخير للتداول على الرغم من اعلان 6 بنوك من اصل 9 مدرجة بالقطاع وجميعها نتائج جيدة مقارنة بالعام الماضي، حيث بلغت نسبة الارتفاع في ارباحهـــا 22%.
كما شهد السوق ايضا عمليات بيع عشوائية ومكثفة الى ان خفت وتيرتها على نهاية الاسبوع الماضي، فالتأثيرات النفسية كانت من العوامل الرئيسية للتأثير على المتداولين مما انعكس ذلك على المتداولين على الرغم من وجوب قناعة بعمليات التصحيح الفنية الحالية، خاصة بعد المكاسب الكبيرة التي حققها المؤشر منذ بداية العام، فالتذبذب الذي شهده السوق الاسبوع الماضي هو رد فعل طبيعي بعد الانخفاضات الحادة التي فقد فيها 946 نقطة، حيث تعتبر المرحلة الثانية من عملية التصحيح وعلى الرغم من ذلك شهد السوق في آخر يوم من تداولات الاسبوع ارتفاعا بقيادة اسهم البنوك التي عاد اليها النشاط بعد عمليات البيع الشديدة التي استهدفت الاسهم خلال الاسبوع الماضي.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )