هل هما متنافران أم منسجمان؟
عزيزي القارئ إن لم تكن من ذوي القناعات السياسية في الكويت، فنحن على يقين بأن موضوع هذا المقال تبادر إلى ذهنك أو «على الأقل» أنك تحاورت وتناقشت عن جدوى النظام الديموقراطي في الكويت، فمن منا لم يقم بذلك.
علينا الآن التأكيد على أننا لم نكتب هذا المقال لأهداف سياسية، ولكن هاجس المواطنة المظلومة هو السبب!
كثر السجال وطال النقاش و«علت الأصوات» ولم نصل إلى نتيجة...
مما لا شك فيه أننا في الكويت نعاني من سوء التخطيط والتخبط الإداري وضياع القرار، ولكن ما السبب.. هل هي الديموقراطية كما يعتقد البعض؟
نحن نرى أن إجابة هذا السؤال بسيطة ولكنها تكمن في مراجعة مبادئ الإدارة المهنية، فهذه المبادئ تؤكد أن لكي يكتسب أي قرار فاعلية، فإنه يجب أن يتخذ من موقع سلطة تنفيذية واضحة وذات مصداقية، ويجب على هذه السلطة أن تكون مسؤولة بشكل صريح عن نتائج قرارها، فبالتالي عملية اتخاذ القرار السليمة ليست ديموقراطية بل بالعكس تغلب عليها صفات الدكتاتورية، وذلك لضمان فاعلية هذه القرارات عن طريق تحديد واضح للمسؤولية.
ولكن يجب علينا التنويه الى أن القرارات لا تقع من السماء، فأفضلها هي تلك التي تتخذ بناء على تأمل وتأن ودراسة وصياغة ونقاش وجدال، ومن ثم اقتناع واتفاق وإجماع، أليست هذه هي الديموقراطية؟
كما يتعين علينا أن نفرق بين كيفية تشكيل الرأي والوقوف عليه من جهة... وما نحن بصدده من قرارات واختيارات لا تتحمل القيل والقال من الجهة الثانية. فالوصول لمرحلة اتخاذ القرار يتم بطريقة «ديموقراطية»، ولكن اتخاذ القرار يتم عن قناعة وينفذ بحزم!
«فالديرة تحتاج» لمن يتخذ القرارات السليمة والموفقة التي تحقق التوازن بين إجماع الأغلبية على الرأي الذي يبنى عليه القرار وصرامة موقف صاحب القرار على ضمان ترجمة هذا الرأي إلى أفعال على أرض الواقع وتحقيق المراد، والحرص في نفس الوقت على صيانة الأمانة والنهوض بواجب المسؤولية.
ولا يمكن لنا إلقاء اللوم على الديموقراطية عند إخفاق قراراتنا... كما يتعين عليك يا صاحب القرار ألا تجزع وتهلع «البني آدم معرض للخطأ»... بل أنظر في أسباب الإخفاق، وذلك لتفاديها عند إعادة تشكيل الرأي واتخاذ القرار من الجديد.
وفي النهاية،،،
دعوة من آيديليتي للإستماع بديموقراطية والتنفيذ بحزم.
البريد الإلكتروني: [email protected]
الموقع : www.idealiti.com
follow us on twitter:@idealiti
* زاوية أسبوعية هادفة تقدمها كل اثنين شركة آيديليتي للاستشارات في إطار تشجيعها على إنشاء وتطوير واحتضان ورعاية المشاريع التجارية المجدية واقتناص الفرص أو معالجة القصور في الأسواق.
واقرأ ايضاً:
مقالة سابقة بعنوان ثقافة «الاستقالة»
مقالة سابقة بعنوان «شكراً..»
مقالة سابقة بعنوان «إفساد الفرد»
مقالة سابقة بعنوان «الإدارة الذكية... »
مقالة سابقة بعنوان مفاهيم «معكوسة...»
مقالة سابقة بعنوان «طَموح محمد البسيط»
مقالة سابقة بعنوان «معقولة..؟! »
مقالة سابقة بعنوان «لا تطق طاسة وبالبيت أقرع!»
مقالة سابقة بعنوان «العبرة في النهاية»
مقالة سابقة بعنوان «خير اللهم اجعله خير...»