انطلقت أمس انشطة الدورة الواحدة والعشرين لمعرض المعارض العقارية في الكويت- معرض العقار والاستثمار- في القاعة 8 بأرض المعارض بمشرف والذي تنظمه مجموعة توب اكسبو بالتعاون مع شركة معرض الكويت الدولي، برعاية وزير التجارة والصناعة ووزير الدولة لشؤون مجلس الامة أحمد باقر وبحضور وكيل وزارة التجارة والصناعة رشيد الطبطبائي، وبمشاركة نخبة كبيرة من الشركات العقارية والمالية والتي تجاوز عددها 75 شركة لتعرض أكثر من 250 مشروعا عقاريا واستثماريا من 15 دولة خليجية وعربية وعالمية.
وبهذه المناسبة، قال العضو المنتدب لمجموعة توب اكسبو وليد القدومي ان انعقاد المعرض في هذا الوقت تصادف مع موجة الانهيارات في الأسواق المالية العالمية والتي انعكست وللاسف بشكل سلبي على الاسواق المالية الخليجية المفترض أنها غير معنية بذلك، بل وبعيدة عن العوامل والاسباب التي أدت الى انهيار كبرى المؤسسات المالية الاجنبية.
تراجع الأسواق
وأضاف ان العامل النفسي كان له الاثر الاكبر في تراجع الاسواق الخليجية والتي بدأت في استعادة عافيتها المؤقتة نتيجة لتحرك حكومات المنطقة ومعالجتها لبعض أسباب التراجع، واضاف وبالرغم من موجة الانهيارات المالية وجدنا أن العقار كان صامدا أمام عاصفة الانهيارات هذه، بل واستقطب الكثير من رؤوس الاموال التي فرت من أسواق المال لتجد لها الملاذ الامن في العقار الذي كان وما يزال المحرك القوي والفعال لاقتصاديات العديد من دول المنطقة.
وبين القدومي أن اسواق العقار خلال الازمة الراهنة لم تتاثر كثيرا سواء من حيث استمرارية المشاريع أو ارتفاع أسعارها، بل ولوحظ في نفس الفترة اطلاق العديد من المشاريع العملاقة في عدد من دول المنطقة والتي تتطلب استثمارات بمليارات الدولارات.
وحول انعكاس ازمة اسواق المال الراهنة على المعرض وانشطته، قال القدومي: لقد اعتدنا على هذه الظاهرة بين الحين والاخر وان كانت هذه الاكبر، ولم يمر عام الا ونشهد فيه اما صعودا او تراجعا كبيرا لاسواق المال، وهذا بالتأكيد يؤثر على الحالة النفسية للمستثمرين، الا اننا وفي كلا الحالتين كنا نرصد اقبالا كبيرا على الاستثمار في العقار وخصوصا في اوقات التراجع التي يرغب فيها المستثمر بالتعامل مع ادوات استثمارية مضمونة ومأمونة الجانب وهي موجودة دائما في العقار والذي في اسوأ ظروفه يحافظ على قيمته، وأضاف القدومي أن الحكمة القديمة كانت تقول قسم مالك لـ 3 : الثلث الاول لحياتك وطعامك والثلث الثاني لاستثمارك وتجارتك والثلث الثالث لعقارك، فان فقدت مال الحياة والطعام ومال التجارة بقى العقار الذي يعوضك عن ذلك، وقال القدومي: ولو عملنا بهذه الحكمة وجعلنا العقار اساس الاستثمار في حياتنا فلن نتأثر اطلاقا بحالات المد والجزر التي نراها باستمرار في اسواق المال.
وعن انعكاساتها على سوق العقار الخليجي توقع القدومي ألا تؤثر اطلاقا، بل مؤكدا لان الطلب القياسي سيستمر على المباني والخدمات وقطاع العقارات عموما في دول الخليج خلال العشر سنوات القادمة على أقل تقدير، وذلك لكون دول المنطقة تخطط حاليا لمشروعات عديدة عملاقة سيتم الشروع في تنفيذها في غضون الفترات القريبة المقبلة، وهي المشاريع التي تحتاج لاستثمارات محلية وخارجية، ولأعداد كبيرة من العمالة، فضلا عن أن هذه المشاريع ستحتاج في المقابل إلى طاقات بشرية كبيرة لإعمارها وتعميرها والاستفادة منها.
الطفرة الخليجية
وفي السياق ذاته أكد القدومي أن الطفرة الخليجية الحالية تعتبر طفرة حقيقة تشمل كل أشكال وأحجام العقارات التي يجري تشييدها لديها، فالدول تنمو وأعداد السكان في تزايد مستمر، لذلك فان طفرة سوق العقار الخليجي هي طفرة حقيقية ناجمة عن حاجة فعلية وهي ليست فقاعة مؤقتة كما كان يتوقع الكثيرون، ويضيف القدومي أن هناك فرصا استثمارية كبيرة وهائلة في أسواق الدول الخليجية، وهذه الفرص تنمو بشكل مطرد، ما يجعل هناك في المقابل حاجة مستمرة لكل الخدمات المصاحبة والتي تتطلبها هذه الفرص الاستثمارية ومن أبرزها وأهمها العقار.
وعن المعرض والمشاريع المعروضة فيه قال القدومي ان معرض العقار سيعرض مجموعة كبيرة من المشاريع والفرص الاستثمارية المميزة التي تقدمها الشركات المحلية والخليجية والعربية والاجنبية، فقد أحصينا ما يقارب 250 مشروعا عقاريا في أكثر من 15 دولة منها مختلف دول مجلس التعاون الخليجي، ومن الدول العربية الاردن ومصر وسورية ولبنان والمغرب واليمن ومن الدول الاسلامية ماليزيا وتركيا ومن الدول الاجنبية بريطانيا واسبانيا وبلغاريا وتايلند.
السوق الإماراتي
واستعرض القدومي الحالة العقارية التي تشهدها أسواق دول الخليج في الوقت الحالي فقال: بالنسبة للسوق الإماراتي الذي شهد تنفيذ العديد من المشاريع الضخمة في إمارة دبي وما يشهده هذه الايام من عرض مشاريع مدن جديدة ومبان تعانق السحاب، مازال السوق الاكثر فعالية واستقطابا في المنطقة، واضاف ان السوق يشهد أيضا طفرة جديدة في باقي الامارات وخصوصا أبوظبي وعجمان والتي بدأت بدورها تستقطب المشاريع الكبرى والاستثمارات المتنوعة، حتى أن أسعار الأراضي والعقارات في هذه الإمارات قد نمت بشكل كبير منذ السنة الماضية بفضل هذه الاستثمارات وعادت بالنفع والفائدة الكبيرة على المستثمرين وخصوصا الشركات والمستثمرين الكويتيين الذين يشكلون النسبة الكبرى في حجم الاستثمارات في الدولة.
العقار السعودي
وعن السوق العقاري السعودي قال القدومي انه قد جذب الأضواء وانتباه المطورين العقاريين من داخل وخارج المملكة خصوصا في ظل الإصلاحات التشريعية والتسهيلات الأخرى التي طرأت على هذا السوق الذي يعد الأكبر في المنطقة.
واضاف أن جميع التوقعات تشير إلى أن القطاع العقاري السعودي سيشهد نموا متواصلا خلال السنوات المقبلة، حيث يعاني السوق حاليا من عجز في الوحدات السكنية وان هذا العجز سيرتفع مع استمرار الزيادة السكانية والتطور الاقتصادي.
السوق العماني
اما بخصوص السوق العماني فقد أكد القدومي ان هذا السوق يعتبر من أكثر أسواق المنطقة تميزا وذلك نتيجة للطلب المتزايد من الخليجيين عليه لما تتمتع به السلطنة من طقس معتدل، بالإضافة إلى الأمن الداخلي الذي تمتاز به فضلا عن الأسعار المناسبة لجميع الفئات.
واستعرض القدومي الحالة العقارية في مملكة البحرين قائلا أنها تعد أيضا من الدول التي تخطو خطوات متزنة نحو الطفرة العقارية، حيث تشهد المملكة مجموعة فريدة ومميزة من المشاريع العقارية السكنية والتجارية والتي ستضعها في مصاف الدول الاكثر ربحية في الاستثمار خلال السنوات الخمس القادمة.
عقارات قطر
واستعرض القدومي الحالة العقارية في بلد المستقبل دولة قطر التي تخطو اليوم خطوات حثيثة وجبارة لتطوير البنية التحتية واقامة المشاريع العقارية الضخمة، وتعد قطر اليوم ورشة عقارية كبيرة استقطبت عددا كبيرا من الشركات العقارية الاقليمية والمستثمرين للدخول في مشاريع تطوير مشتركة مع الشركات القطرية.
وأكد في الوقت ذاته ان الفرص الاستثمارية في القطاع الإسكاني في الكويت مازالت كبيرة جدا، وذلك بسبب اتساع الفجوة بين المعروض والمطلوب من الوحدات السكنية، وطالب القدومي بضرورة اعادة النظر في قوانين التمويل العقاري وتملك الشركات للعقارات السكنية واعطاء القطاع الخاص فرصة أكبر لتنفيذ المشاريع السكنية، خصوصا في ظل التنافس الكبير في المنطقة والذي دفع معظم الشركات العقارية الكويتية الكبرى للاتجاه نحو الاسواق الخليجية لتنفيذ مشاريع اسكانية عملاقة.
أهمية المعارض
وأضاف القدومي أن المعارض العقارية المتخصصة التي اعتادت مجموعة توب اكسبو تنظيمها بشكل دوري تحظى وبشكل متزايد باهتمام شريحة كبيرة من المواطنين الكويتيين والمقيمين، بل حتى المواطنين والشركات الخليجية التي بات كثير منها يحرص على الحضور والمشاركة في هذا المعرض بشكل مستمر.
وأكد القدومي أن المستثمر والمواطن الكويتي بات ينتظر وبكل شغف كل دورة من دورات معارض المجموعة، لاسيما أن توب اكسبو قد استطاعت وبفضل من الله أن تستقطب شريحة متنوعة من الشركات العقارية المحلية والخليجية التي تمتلك منتجات متنوعة من المشاريع سواء منها الاستثمارية أو الإسكانية محليا وخليجيا بل حتى عالميا والتي تلبي حاجات ورغبات شريحة كبيرة من المستثمرين والمواطنين.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )