أحمد يوسف
توقع اقتصاديان استمرار هبوط أسعار الذهب عالميا الى نحو 1200 دولار للأوقية، وذلك خلال العام الحالي، وقالا لـ «الأنباء»: ان هناك عددا من المؤشرات التي تؤكد على انخفاض أسعار أوقية الذهب من جديد متخطيا جميع حواجز الدعم الى 1200 دولار للأوقية مما يعني انخفاض سعره بأكثر من 40% من أعلى ذروة له والتي سجل فيها نحو 1924 دولارا، في سبتمبر 2011.
وأرجعا أسباب تراجع أسعار أوقية الذهب الى 4 عوامل وهي :جني أرباح ونمو الاقتصاد وزيادة القوة الشرائية وضخ الولايات المتحدة لعملة جديدة من فئة الـ 100 دولار،وأخيرا أزمات الديون السيادية في منطقة اليورو.
وأشارا الى ان تراجع شراء الذهب من قبل الصين والهند وهما أكبر مشتر للذهب في العالم، زاد من انخفاض الطلب عليه، وبالتالي انخفضت أسعاره خلال الشهر الماضي، وهو مؤشر قوي على استمرار التراجع في الأسعار خلال العام الحالي، إذا ما أحجمت كل منها عن الشراء.
بداية، قال الخبير الاقتصادي حجاج بوخضور :ان أسعار الذهب شهدات منعطفات كبيرة خلال الـ 30 عاما الماضية، لكن تسليط الضوء عليه مؤخرا جعله في بؤرة الاهتمام أكبر.
وأضاف ان انخفاض أسعار الذهب خلال الشهر الماضي مسجلا 1333 دولارا للأوقية انما يرجع الى 4 عوامل، أولا: جني أرباح، ثانيا: نمو الاقتصاد وزيادة القوة الشرائية، ثالثا:ضخ الولايات المتحدة لعملة جديدة من فئة المئة دولار، رابعا: أزمات الديون السيادية في منطقة اليورو. واستطرد بوخضور في شرح أسباب التراجع، مؤكدا على ان السبب الاول والذي يكمن في جني الأرباح، حيث ظلت أسعار الذهب فوق الـ 1550 دولارا لفترة طويلة وكان لابد من عملية جني أرباح.
وبالنسبة للسبب الثاني، فإن معظم الاقتصاد الناشئ والدول الكبرى قد سجلت نموا ملحوظا خلال العام 2012، وهذا ما يجعلها تحجم نسبيا عن شراء الذهب، وذلك في إشارة على قوة اقتصادها، بالإضافة الى تخلي (الصين والهند) اكبر مشتر للذهب في العالم عن شراء الكميات المطروحة او تجميع الذهب كوعاء للقيمة ومن المعروف انهما يحتويان على أكثر من نصف سكان العالم قاطبة.
وعن السبب الثالث يقول بوخضور: ان انخفاض أسعار الذهب جاء قبل وقت قصير من إعلان الولايات المتحدة الأميركية عن طرحها لعملة جديدة من فئة الـ 100 دولار، وان عملية الانخفاض كانت مقصودة لضمان عدم ارتفاع أسعار السلع الأولية والرئيسية هناك بعد طرح العملة الجديدة.
ورابعا: طرح البنوك المركزية لبعض دول منطقة اليورو كميات كبيرة من الذهب، مقابل ضعف الطلب عليه، جعل الذهب في مسار الاتجاه النزولي لضعف الطلب مقابل الكميات المطروحة.
وتوقع بوخضور ان تستمر أسعار الذهب الخام نحو 1200 دولار للأوقية خلال العام الجاري، وذلك بناء على الأسباب المتقدمة الذكر.
يوافقه على ما تقدم الخبير الاقتصادي ميثم محمود حيدر، مؤكدا على ضعف الأسباب التي كانت تؤدي في السابق الى ارتفاع أسعار أوقية الذهب عالميا.
وقال انه يبدو ان مقولة ان الذهب ملاذ آمن أصحبت قديمة، وذلك نظرا لأهميته التاريخية، خصوصا ان الذهب ليس له قيمة في أمور الحياة اليومية.
وأشار الى ان الذهب وشراءه من قبل البنوك المركزية، كان درءا للتخوف من أي ضعف في الاقتصاد، وبالتالي يتسبب ذلك في ضعف شديد في العملة المحلية لأي دولة لا تمتلك احتياطيات ذهبية، إلا انه ومع التحسن الملحوظ في معظم الاقتصادات، لاسيما الاقتصادات الناشئة أصبح التوقع بتداول أسعار الذهب عالميا لـ 1200 دولار للأوقية أمرا متوقعا.