أحمد يوسف
ربما لم يدر بخلد الكثير من رجال الاقتصاد والأعمال ان ينتهي حال بورصة الكويت اليوم بمزيد من نزيف الخسائر المستمر والذي أتى على استثمارات هرمية عتية لنحو عقد بأكمله. وتقول مصادر ذات صلة انه مع استمرار تداعيات الأزمة التي حلت على المنطقة خلال سبتمبر الماضي ولم يتم احتواء او معرفة حجمها حتى اللحظة، غير النذر من القرارات الوقائية الأولية والتي لم تجد مع تزايد التداعيات الأمر الذي أدى إلى الاستغاثة المستمرة من قبل المعنيين بالاقتصاد بضرورة الاستفادة من تجارب الدول السابقة والتي تتلخص في دخول «المال العام» ـ مع كامل الاحترام لحرمته ـ في عملية الإنقاذ والتي كلما تأخر استخدامه باتت الكلفة تتضاعف مع تزايد حجم الخسائر المتوقعة.
لكن التصريحات الأخيرة لمحافظ المركزي قطعت الشك باليقين في ترك الدولة شركات الاستثمار تواجه مصيرها دون مد يد العون.
وتشير الى انه بالنظر الى تداولات البورصة منذ الإعلان عن المحفظة الوطنية نجد انها لم تلعب دور صانع السوق بعد ولسبب او لآخر فإن لسان الحال يقول ان أسهم الدينار تتلاشى وفي حقيقة الأمر تكمن الخطورة في تغيير شكل الاستثمار في الكويت ككل فمن المعروف ان هذه الأسهم لها العديد من الارتباطات الخارجية والتي استطاعت خلال السنوات الـ 5 الماضية رسم صورة جيدة للأوضاع الاقتصادية داخل الكويت والآن اعتقد ان الصورة تتغير الأمر الذي يشكل مزيدا من التحديات على مجمل الأوضاع الاقتصادية بحيث اذا تم تغيير الصورة فمن الصعب إعادتها مرة أخرى بل وان عادت لما كانت عليه ستكون التكلفة اكبر بكثير بالإضافة الى عنصر الزمن.
وفي السياق تقول المصادر ان رأس المال جبان بل ويبحث عن المكان الآمن المستقر ومادامت بعض التشريعات في الكويت قد أكل عليها الدهر وشرب وباتت لا تصلح لمتطلبات اليوم، فأصبح المستثمر يفكر بجدية في الخروج الى تشريعات أكثر مرونة تتعاون مع متطلبات ومتغيرات العصر وليس أدل على ذلك من قرار مجموعة الاتصالات المتنقلة زين بنقل مقرها الرئيسي خارج الكويت.
وعلى صعيد التداولات في السوق نجد ان سهم مجموعة الاتصالات المتنقلة «زين» في السوق الكويتي على مدى 12 جلسة من بداية العام الحالي حتى الآن قد حقق خسائر كبيرة في 6 جلسات منها في حين أغلق مرتفعا في 5 جلسات وجاء مستقرا دون تغيير في جلسة واحدة، لتكون المحصلة النهائية لتداولات السهم خلال العام الحالي هي التراجع بنسبة 11.9% تقريبا وبخسائر بلغت 100 فلس، حيث أنهى السهم جلسة أمس عند مستوى 740 فلسا بينما كان إغلاقه بنهاية عام 2008 عند مستوى 840 فلسا.
كما بلغ إجمالي تداولات السهم خلال جلسات العام الحالي نحو 58 مليون سهم تمثل نحو 3.5% من إجمالي تداولات السوق خلال هذه الجلسات والتي كانت في حدود 1.6 مليار سهم، وبلغت قيمة تداولات سهم زين نحو 46.67 مليون دينار تمثل نحو 10.6% من إجمالي قيم تداولات السوق والتي بلغت 438.87 مليون دينار.
أما إجمالي عدد الصفقات المنفذة على سهم زين خلال جلسات تداول العام الحالي فبلغت 2301 صفقة تمثل نحو 6.04% من إجمالي صفقات السوق الكويتي خلال هذه الجلسات والتي بلغت 38086 صفقة.
أما عن تداولات السهم خلال جلسة الامس فنجد أنه جاء على رأس قائمة أعلى القيم والصفقات حتى بداية الساعة الثانية من التداولات، وجاء السهم متراجعا بحده الأدنى عند مستوى 690 فلسا بخسائر بلغت 50 فلسا وبكمية تداول بلغت نحو 2.25 مليون سهم بلغت قيمتها 1.56 مليون دينار تقريبا من خلال تنفيذ 142 صفقة ليصل متوسط الكميات في هذه الأثناء إلى نحو 15.88 ألف سهم في الصفقة الواحدة.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )