أكدت مصادر مجموعة «جنرال موتورز» الأميركية لصناعة السيارات حرصها على استقلال شركة «ساب» السويدية المملوكة لها بعد أن تقدمت الشركة امس للسلطات المعنية بطلب لحمايتها من الإفلاس.
وذكر بيان لـ «جنرال موتورز» امس أن عمال «ساب» البالغ عددهم 4 آلاف سيواصلون عمليات الإنتاج تحت إدارة مدير قضائي مشرف على عملية الإفلاس.
ومن الاقتراحات المحتملة لإنقاذ شركة «ساب» تحالفها مع شركة «أوبل» الألمانية التي تملكها «جنرال موتورز» أيضا.
وكانت شركة ساب أوتوموبيل السويدية التابعة لجنرال موتورز قد طلبت أمس الحماية القانونية من الدائنين للسماح لها بإعادة الهيكلة وطلب تمويل جديد لمواصلة الانتاج.
وفي مواجهة ديون هائلة تقوم جنرال موتورز نفسها بإعادة هيكلة أنشطتها.
وقالت في خطة قدمت لوزارة الخزانة الأميركية هذا الاسبوع إن ساب ستتحول إلى وحدة مستقلة بحلول أول يناير 2010.
ومنيت الشركة السويدية بخسائر بلغت ثلاثة مليارات كرونة (340.1 مليون دولار) في 2008 وذلك بحسب وثائق أرسلتها إلى محكمة سويدية. وتتوقع تكبد خسائر مشابهة في العام الحالي بسبب انخفاض الطلب وزيادة فائض الطاقة الانتاجية وتقادم منتجاتها وارتفاع التكاليف.
وقال العضو المنتدب لساب يان اكي يونسون في بيان «استطلعنا وسنواصل استطلاع كل الخيارات المتاحة لتمويل و/أو بيع ساب وتقرر أن القيام بعملية إعادة تنظيم رسمية سيكون أفضل السبل لخلق كيان مستقل بشكل حقيقي جاهز للاستثمار».
وفي دعواها لطلب الحماية القانونية من الدائنين قالت ساب إن جنرال موتورز قالت إنها «لن تقدم مزيدا من التمويل للخسائر المتوقعة للشركة (ساب)» لكنها ستوفر سيولة للشركة السويدية للمضي في إعادة التنظيم.
ولم يتضح على الفور ما إذا كانت جنرال موتورز ستغطي الخسائر المتوقعة هذا العام. وستقيم المحكمة ما إذا كانت خطة ساب للعودة إلى الربحية قابلة للتنفيذ.
وأفادت صحيفة داجينس انداستري اليومية السويدية امس بأن جنرال موتورز مستعدة لضخ 400 مليون دولار لمساعدة وحدتها السويدية على التحول إلى الربحية إذا ضمنت الحكومة السويدية قروضا أخرى لساب بقيمة 590 مليون دولار.
ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تذكر أسماءها قولها إن الهدف هو تحقيق مبيعات تتراوح بين 120 و130 ألف سيارة وتحقيق أرباح في 2011 أو 2012. وباعت الشركة أكثر بقليل من 93 ألف سيارة في 2008.
غير أن كثيرا من المحللين يعتقدون أن ساب ستحتاج إلى ضخ تمويل أكبر بكثير للعودة إلى الربحية ويشككون في مستقبل العلامة التجارية.
الجدير بالذكر أن «ساب» أنتجت العام الماضي 2008 نحو 94 ألف سيارة ولكنها تسجل خسائر منذ عدة سنوات.
وجاءت خطوة طلب الإفلاس بعدما ذكرت الحكومة السويدية أنها لن تستحوذ على «ساب» بعد أن أعلنت «جنرال موتورز» اعتزامها التخلص منها في إطار خطتها لإعادة الهيكلة.
ومن جهة أخرى قد تحتاج شركة أوبل الألمانية لصناعة السيارات والمملوكة لمجموعة «جنرال موتورز» الأميركية إلى ضمانات حكومية بقيمة 3.3 مليارات يورو للخروج من عثرتها الحالية.
وذكر تقرير مجلة «دير شبيجل» في عددها المقرر صدوره الاثنين المقبل أن الضمانات الحكومية بقيمة 1.8 مليار يورو لن تكفي لإنقاذ «أوبل» واستقلالها عن «جنرال موتورز» المتعثرة.
وأكد وزير الاقتصاد الألماني الجديد كارل تيودور تسو جوتنبرج للمجلة ضرورة الحفاظ على الوظائف في «أوبل» ولكنه طالب الشركة في الوقت نفسه بطرح الوسائل الكفيلة للعودة إلى النجاح الاقتصادي وتحقيق الأرباح.
ومن جانبها، قالت الشركة إن الإدارة تعكف في الوقت الحالي على رسم صورة واقعية مع مراعاة التغييرات في الأسواق الأوروبية بعد تراجع المبيعات بشكل كبير منذ نوفمبر الماضي.
وأشارت الشركة إلى استعدادها الكامل للتعامل مع أعضاء لجنة منح القروض وجميع الأطراف الأخرى المعنية بتحسن أحوال الشركة الألمانية.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )