هشام أبو شادي
اتسمت حركة التداول في سوق الكويت للاوراق المالية في بداية تعاملات الاسبوع امس بالتنوع في عمليات الشراء بين اسهم الشركات القيادية واغلب اسهم الشركات الرخيصة وان كان طابع المضاربات لايزال مسيطرا على آلية التداول.
وعلى الرغم من استمرار الضبابية والافتقار الى الاستقرار السياسي الا ان المؤشرات العامة للبورصة سجلت ارتفاعا جيدا خاصة المتغيرات الثلاثة بفعل عمليات الشراء الملحوظة على اغلب اسهم الشركات القيادية خاصة سهم زين الذي شهد تداولات نشطة وارتفاعا ملحوظا في سعره السوقي، وهذا النشاط الملحوظ لهذه الاسهم يأتي في سياق تقرير «الأنباء» الاسبوعي المنشور امس والذي اكدنا فيه أن اسهم الشركات القيادية خاصة اسهم قطاع البنوك ستكون الملاذ الآمن خلال العام الحالي والعام القادم لجميع الاوساط الاستثمارية في ظل الوضع الصعب الذي تواجهه باقي الشركات، وعلى الشق السياسي، تترقب الاوساط الاستثمارية والاقتصادية الكشف عن التقرير النهائي للجنة المالية والاقتصادية لمجلس الامة حول مشروع قانون الاستقرار المالي والتعديلات التي ادخلت عليه والتي في اطارها سيحدد استجواب كتلة العمل الشعبي لرئيس الحكومة، كما ان هناك ترقبا ايضا لجلسة مجلس الامة التي ستعقد غدا الثلاثاء ومدى انعكاسها على الوضع السياسي في ظل استمرار الضبابية حول القرار النهائي في شأن الاستجوابات المقدمة ضد رئيس الحكومة والتي لاتزال تدفع باتجاه خيار حل مجلس الامة، لذلك فان الاسبوع الجاري يمكن اعتباره اسبوع الحسم السياسي.
المؤشرات العامة
ارتفع المؤشر العام للبورصة 33.3 نقطة ليغلق على 6586.4 نقطة، كذلك ارتفع المؤشر الوزني 6.94 نقاط ليغلق على 356.10 نقطة.
وبلغ اجمالي الاسهم المتداولة 310.7 ملايين سهم نفذت من خلال 6117 صفقة قيمتها 54.1 مليون دينار.
وجرى التداول على اسهم 124 شركة من اصل 204 شركات مدرجة، ارتفعت اسعار اسهم 54 شركة وتراجعت اسعار اسهم 41 شركة وحافظت اسهم 29 شركة على اسعارها و80 شركة لم يشملها النشاط.
تصدر قطاع الشركات الخدماتية النشاط بكمية تداول حجمها
114.6 مليون سهم نفذت من خلال 1942 صفقة قيمتها 18.8 مليون دينار.
وجاء قطاع الاستثمار في المركز الثاني بكمية تداول حجمها 98.7 مليون سهم نفذت من خلال 1769 صفقة قيمتها 7.9 ملايين دينار.
واحتل قطاع العقار المركز الثالث بكمية تداول حجمها 29.6 مليون سهم نفذت من خلال 389 صفقة قيمتها 1.4 مليون دينار.
وجاء قطاع البنوك في المركز الرابع بكمية تداول حجمها 28.2 مليون سهم نفذت من خلال 998 صفقة قيمتها 17.8 مليون دينار.
وحصل قطاع الشركات غير الكويتية على المركز الخامس بكمية تداول حجمها 19 مليون سهم نفذت من خلال 318 صفقة قيمتها 3.2 ملايين دينار.
شراء متنوع
اتسمت حركة المؤشر السعري بالتذبذب مع سيطرة اللون الأخضر على اغلب مراحل التداول مع تصعيده في الثواني الأخيرة من 20 نقطة الى 33.3 نقطة، كما تم تصعيد المؤشر الوزني من 5.7 نقاط الى 6.9 نقاط، ويلاحظ ان نسبة صعود المؤشر الوزني التي بلغت نحو 2% أعلى من نسبة صعود المؤشر السعري وذلك نتيجة القوة الشرائية على اغلب اسهم الشركات القيادية خاصة سهم زين الذي جعل السوق زين، بالاضافة الى القوة الشرائية التي شهدتها اسهم البنك الوطني والتمويل الكويتي الأمر الذي خلق استقرارا جيدا في السوق في ظل النشاط المضاربي على العديد من اسهم الشركات الرخيصة.
ومن الواضح انه مع اقتراب فترة الربع الأول من العام الحالي، تسعى العديد من المجاميع الاستثمارية لرفع قيم اصولها في البورصة، وكذلك بعض الصناديق الاستثمارية التي تركز على اسهم الشركات القيادية باعتبار انها تمثل المراكز المالية الأساسية لدى هذه الصناديق، وفي مقابل ذلك، فانه لم يبق أمام الشركات التي لم تعلن نتائجها المالية لعام 2008 والبالغ عددها نحو 130 شركة سوى اسبوعين من الفترة القانونية التي تنتهي نهاية الشهر الجاري، ومن الواضح ان هناك عددا كبيرا من الشركات يتوقع ان يتم وقف تداول اسهمها الأمر الذي سينعكس سلبا وبقوة، على الأداء العام للسوق، لذلك فانه من المتوقع ان يشهد الاسبوع المقبل عمليات بيع على اسهم الشركات المرشحة بقوة لوقف تداول اسهمها بسبب تأخر نتائجها المالية عن الفترة القانونية حيث لم تتخذ الجهات المسؤولة قرارا بتمديد هذه الفترة.
آلية التداول
حققت اغلب اسهم البنوك ارتفاعا في اسعارها بفعل عمليات الشراء الملحوظة خاصة على سهمي البنك الوطني وبيت التمويل الكويتي، فيما تداول سهم البنك التجاري دون ارباح، حيث تداول على سعر 990 فلسا ليغلق على دينار و20 فلسا.
وبشكل عام، فإن هناك بعض المبررات وراء صعود اسهم البنوك واستمرار صعودها في الفترة المقبلة، أولها: ان هذه الأسهم تمثل أهم الأسهم المرهونة، وبالتالي من صالح اصحابها وصالح البنوك ان يتم تصعيدها لتقليل الضغوط عليهما.
ثانيا: تمثل ايضا أهم المراكز المالية لدى صناديق الاستثمار والمحافظ المالية، لذلك فان تصعيد اسهم البنوك والشركات القيادية الاخرى عن مستويات اغلاقها في نهاية العام الماضي يؤدي الى التحسن المالي في نهاية الربع الاول، ثالثا: في ظل الاوضاع الصعبة لباقي الشركات، فان سهم البنوك اصبحت الاكثر امانا لدى الاوساط الاستثمارية نظرا لقدرتها على تحقيق ارباح تشغيلية وتوزيع ارباح في نهاية العام.
حققت اغلب اسهم الشركات الاستثمارية ارتفاعا في اسعارها في تداولات نشطة على بعض الاسهم، فرغم سيطرة عمليات البيع لجني الارباح على سهم الصفاة للاستثمار الذي تراجع خلال مراحل التداول من 102 فلس الى 97 فلسا الا ان عودة الشراء على السهم ادت الى استيعاب عمليات البيع وارتفاع السهم الى 102 فلس مرة اخرى، واستمرت التداولات مرتفعة على سهم اكتتاب القابضة الذي حقق ارتفاعا ملحوظا في سعره، فيما انه رغم التداولات النشطة على سهم المدينة للتمويل الا انه حافظ على سعره السوقي، وواصل سهم الدولية للاجارة الارتفاع بالحد الاعلى مطلوبا دون عروض في تداولات ضعيفة نسبيا، فيما انخفض سهم جلوبل في تداولات محدودة، واستقر سهم داو الاستثمار على سعره في تداولات ضعيفة.
وبشكل عام فانه من اصل 46 شركة استثمارية مدرجة، لم تعلن سوى ثلاث شركات نتائجها المالية، ما يعني ان هناك 43 شركة لم تعلن في الوقت الذي لم يتبق سوى اسبوعين فقط على انتهاء الفترة القانونية، ومن الواضح ان عددا كبيرا من هذه الشركات ستتجاوز الفترة القانونية وان تعلن نتائجها المالية، الأمر الذي سيؤدي الى وقف تداول اسهمها، ورغم ان هناك عددا كبيرا من الشركات لم تعلن نتائجها المالية الا ان اهمية شركات الاستثمار تكمن في انها اكثر الشركات تأثرا بالازمة، فضلا عن ان وقف تداول اسهمها سيعطي مؤشرات سلبية جدا، خاصة ان هذه الشركات خاضعة لرقابة البنك المركزي.
وتباينت حركة اسعار اسهم الشركات العقارية بين الصعود والهبوط في تداولات مرتفعة نسبيا على بعض الاسهم، فقد حقق سهم ارجان ارتفاعا بالحد الاعلى مطلوبا دون عروض وكذلك سهم الدولية للمنتجعات مدعوما بالمعلومات حول توزيعات جيدة للشركة.
الصناعة والخدمات
حققت اغلب اسهم الشركات الصناعية ارتفاعا في اسعارها في تداولات مرتفعة على بعض الاسهم، فقد ارتفع سهم الخليج للكابلات بالحد الاعلى لقرب انعقاد الجمعية العمومية للشركة، كذلك ارتفع سهم منا القابضة بالحد الاعلى بفعل عمليات المضاربة على السهم، فيما استقر سهم الصناعات الوطنية على سعره السابق.
وفي قطاع الخدمات، شهد سهم زين تداولات قياسية ادت لارتفاعه بالحد الاعلى مدفوعا باستمرار التفاؤل بالارباح الايجابية للشركة في العام الماضي والتوقعات الجيدة بنموها في العام الحالي، بالاضافة الى عمليات التوسع المتواصلة للشركة رغم الازمة الاقتصادية والتي اخرها اعلان الشركة عن الاستحواذ على نسبة 31% من شركة «ونا» المغربية بشراكة مع صندوق اجيال الاستثماري، الأمر الذي يعطي مؤشرات قوية حول الوضع المالي للشركة والقدرات الكامنة فيها والتي ستدفعها لتحقيق نمو قوي في ارباحها المستقبلية، لذلك فانه يتوقع استمرار الاتجاه الصعودي للسهم، وسجل سهم صفاة طاقة تراجعا بالحد الادنى في اطار عمليات البيع لجني الارباح، فيما ان سهم مجموعة الصفوة واصل الارتفاع.
وحقق سهم امريكانا ارتفاعا بالحد الاعلى في تداولات مرتفعة في اطار الارتفاع الملحوظ لاسهم اغلب الشركات التابعة لمجموعة الخرافي.
وفي قطاع الشركات غير الكويتية استمرت حركة تداولاته في الضعف مع استمرار التداولات المرتفعة نسبيا على سهم التمويل الخليجي، وبشكل عام فقد استحوذت قيمة تداول اسهم 6 شركات على 54.9% من القيمة الاجمالية للشركات التي شملها التداول البالغ عددها 124 شركة.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )