أوضح تقرير صادر عن شركة مشاريع الكويت لإدارة الأصول «كامكو» تناول أداء أسواق الأسهم الخليجية منذ بداية عام 2009 انه ورغم الخسائر القياسية التي لحقت بجميع الأسواق المالية الخليجية والعالمية، الا ان بعض أسواق الأسهم الخليجية استطاعت تحقيق ارتفاعات في قيمها السوقية بينما بعض الأسواق استمرت في النزف الذي بدأ خلال شهر سبتمبر من العام الماضي حيث سجلت خسائر تراوحت بين الحادة والمقبولة في الإجمال، وبعد تسجيل خسارة في قيمتها السوقية تخطت الـ 536 مليار دولار خلال عام 2008 أو ما يعادل خسارة نسبتها 47%، استطاعت أسواق الأسهم الخليجية أن تزيد من قيمتها السوقية 963 مليون دولار لتسجل نحو 599 مليار دولار كما في 27 ابريل الجاري.
وقال التقرير ان الارتفاعات في أسعار الأسهم المدرجة في السوق المالية السعودية ساهمت في ارتفاع قيمتها السوقية بـ 22.7 مليار دولار مما نتج عنه الارتفاع الإجمالي للأسهم الخليجية حيث ان جميع الأسواق الأخرى باستثناء سوق أبوظبي للأوراق المالية والتي ارتفعت بنسبة 3.46% منذ بداية السنة، كما سجلت الأسواق الخليجية خسائر في قيمتها السوقية بلغت نحو 24.1 مليار دولار حيث ان نحو نصف تلك الخسائر سجل في سوق الدوحة بخسارة بلغت 12.5 مليار دولار.
أداء متباين منذ بداية العام
وكان أداء أسواق المال الخليجية متباينا منذ بداية عام 2009 حيث شهد مؤشر السوق المالية السعودية (تداول) ارتفاعا ملحوظا بنسبة 12.86% ليسجل 5420.79 نقطة مدفوعا بالارتفاعات القوية التي سجلت خلال الشهر الجاري والتي بلغت نسبتها 15.24%. أما الأسواق الأخرى فقد شهدت مؤشراتها العامة انخفاضات بنسب مختلفة باستثناء المؤشر العام لسوق أبوظبي للأوراق المالية حيث ارتفع بنسبة 3.46%. ومن جهة أخرى، كانت سوق الدوحة للأوراق المالية أكبر الخاسرين مقارنة مع الأسواق الخليجية علما بأن الأداء المالي للشركات المدرجة في سوق الدوحة هو الأفضل مقارنة مع الشركات المدرجة في الأسواق الخليجية، حيث فقد مؤشر الدوحة العام 21.06% من قيمته منذ بداية عام 2009.
وعن مؤشرات التقييم لأسواق الأسهم الخليجية، قال التقرير انه وبالنسبة لمؤشرات التقييم لأسواق الأسهم الخليجية بعد أن وصلت إلى مستويات قياسية خلال عامي 2007 و2008 نتيجة لتضخم أسعار الأسهم والطفرة الاقتصادية التي تزامنت مع الارتفاع القياسي في أسعار النفط ومشتقاته، فإن مؤشرات التقييم قد تحسنت في معظم أسواق الخليج ليصل معدل مضاعف السعر للربحية ومضاعف السعر للقيمة الدفترية إلى 7.92 مرات و1.41 مرة كما في نهاية عام 2008 نتيجة للانخفاض الكبير في أسعار الأصول خلال الربع الأخير من عام 2008. كما ان معدل مضاعف السعر للربحية لأسواق الأسهم الخليجية وصل حاليا إلى مستوى 16.26 مرة مدفوعا بالنتائج المالية المتواضعة لمعظم الشركات خلال الربع الأخير من عام 2008 والتي أثرت سلبا على نتائج السنة بكاملها.
هذا وتعتبر سوق أبوظبي للأوراق المالية من أرخص الأسواق الخليجية وبمضاعف سعر إلى الربحية 7.44 مرات مقارنة مع 50.8 مرة لسوق الكويت للأوراق المالية والذي يعتبر حاليا من أغلى الأسواق الخليجية.
أرباح الشركات الخليجية
وعن ربحية الشركات المدرجة في أسواق الأسهم الخليجية، اشار التقرير الى ان أرباح الشركات الـ 610 المدرجة في البورصات الخليجية قد تأثرت سلبا بنتائج الأزمة المالية والائتمانية العالمية حيث انخفض إجمالي الأرباح ليصل إلى 38 مليار دولار بانخفاض نسبته 43% مقارنة مع أرباح العام 2007 والتي بلغت 66.6 مليار دولار كما جاء هذا الانخفاض في الأرباح الإجمالية على أثر الانخفاض الحاد في قيمة الأسهم المدرجة والذي نتج عنه انخفاض ملحوظ في إيرادات الاستثمار وقيمة المحافظ المالية وبالتالي مخصصات القروض المتعثرة والانخفاض في قيمة الاستثمارات بالإضافة إلى انخفاض أرباح كبرى الشركات العاملة في قطاع البتروكيماويات وخصوصا شركة الصناعات الأساسية السعودية (سابك) حيث انخفضت أرباحها بنسبة 18.5% لتصل إلى 5.9 مليارات دولار، وكذلك شركة المملكة القابضة التي خسرت نحو 8 مليارات دولار اثر الانخفاض الحاد في قيمة محفظتها المالية من الاستثمارات الخارجية وخصوصا في أسهم سيتي بنك.
وقد استمر الضعف في أداء الشركات المدرجة في أسواق الأسهم الخليجية إذ انعكس في انخفاض أرباح الربع الأول من عام 2009 حيث سجلت 250 شركة من أصل 610 شركات مدرجة في أسوق الخليج انخفاضا في أرباحها نسبته 29.1% لتصل إلى 6.9 مليارات دولار مقارنة مع 9.71 مليارات دولار خلال الربع الاول من عام 2008.
وقال التقرير ان سوق الكويت للأوراق المالية تصدرت المرتبة الأولى من حيث التراجع في أرباح السنة المالية 2008 مقارنة بأسواق المال الخليجية، مسجلة إجمالي ربح قدره 20 مليون دينار (69 مليون دولار) مقارنة مع 4.4 مليارات دينار (15.2 مليار دولار) خلال عام 2007.
أما بالنسبة لنتائج عام 2008 للشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية فقد انخفضت بنسبة 46.4% لتصل إلى 12.3 مليار دولار.
كما سجلت أرباح الشركات الـ 43 المدرجة في سوق الدوحة للأوراق المالية ارتفاعا في أرباحها المجمعة لعام 2008 لتصل إلى 7.84 مليارات دولار ونسبة نمو بلغت 31% مقارنة مع عام 2007.
كما حققت الشركات المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية نموا في مجمل أرباحها الصافية بنسبة 9.9% لتصل إلى 9.71 مليارات دولار لتشكل نحو 25% من إجمالي أرباح الشركات الخليجية لعام 2008.
أما بالنسبة لربحية الشركات المدرجة في سوق دبي للأوراق المالية فقد تأثرت هي بدورها من نتائج الأزمة المالية وانخفاض أسعار الأصول المدرجة وأسعار العقارات والتباطؤ في النمو الاقتصادي للإمارة إذ انخفضت الأرباح الإجمالية للشركات المدرجة بنسبة 40.2% لتصل إلى 5.7 مليارات دولار.
في حين سجلت أرباح الشركات المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية لعام 2008 ارتفاعا نسبته 6.1% لتصل إلى 25.74 مليار درهم إماراتي (7 مليارات دولار).
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )