شريف حمدي
في ظل إصرار شريحة كبيرة من المتداولين بسوق الكويت للأوارق المالية على عدم قراءة الميزانيات الختامية للشركات المدرجة، والتي تكشف عن كثير من الحقائق عن الأداء الفعلي لكل شركة بالتفاصيل الخاضعة للتدقيق من قبل الجهات المختصة، نجد أن المتداول يفرط في هذه الميزة الكبيرة لبناء مراكز استثمارية على أسس سليمة تجنبه الكثير من الخسائر التي قد يتعرض لها وربما تضيع عليه فرص واعدة لتحقيق مكاسب كبيرة.
ورغم أن أغلب النصائح التي توجه للمستثمرين من قبل المختصين والمحللين المعتمدين تتركز حول أهمية قراءة الميزانيات، إلا أن عقلية المستثمر لاتزال مبرمجة على أساليب بالية لم يعد معمول بها في أسواق المال، فتجده يلهث وراء الشائعات ويبيع عندما يبيع الآخرون، ويشتري عندما يشتري الآخرون.
وفي كثير من الأحيان لم يعلم لماذا اشترى أو لماذا باع، كما أنه رغم مكوثه سنوات داخل بورصة الكويت إلا أنه لم يفطن بعد إلى طبيعة هذا السوق شديد الخصوصية نظرا لسيطرة الكتل العائلية عليه.
وأغلب المستثمرين في بورصة الكويت لا يعبأون بالمؤشرات الوزنية التي تقيس أداء الشركات الكبيرة ذات القيمة الرأسمالية والسيولة العالية، وتجدهم ينصرفون إلى مؤشرها السعري الذي يمكن رفعه أو خفضه بحفنة من الدنانير.
وللإنصاف، فإن هناك شريحة من المتداولين ـ ولكنها قلة ـ هي التي تهتم بقراءة الميزانيات، بل وتذهب للعموميات وتستفسر من مجالس الإدارات عن كل شاردة وواردة بالميزانية المطروحة للنقاش.
وبفضل قراءة الميزانيات يتجنب المستثمر شراء أسهم شركات خاسرة لأكثر من 75% من رأسمالها، ولا يقع في مصيدة شراء أسهم شركات أصولها هشة أو اغلب قروضها قصيرة الأجل، أو أن مطلوباتها أعلى من إيراداتها، كما يحدث مع الكثيرين من الذين يشترون ويبيعون تحت شعار «يقولون».