صرحت رئيسة مجلس الإدارة للشركة العربية للاستثمار نجاة السويدي، أن التقارير الأخيرة لإدارة البحوث بالشركة أفادت بحدوث قفزات واضحة في أسعار معظم أسهم البنوك الإسلامية المدرجة في البورصات الخليجية، إبان الأشهر الثلاثة الأخيرة، وبالذات عبر الأسابيع الستة الماضية.
وفي هذا الصدد، أوضحت السويدي أن مؤشر الشركة العربية للاستثمار لإجمالي العائد من البنوك الإسلامية المدرجة في البورصات الخليجية (والمعروض على شاشة خدمة رويترز)، قد قفز من 455.48 نقطة في العاشر من مارس 2009 إلى 787.58 نقطة في العاشر من مايو 2009، أي بنحو 73%، خلال الستين يوما الماضية فقط. وخلال فترة الشهر المنقضي بين العاشر من أبريل إلى العاشر من مايو، ارتفع المؤشر بنحو 33% أي خلال قرابة الثلاثين يوما فقط.
كما أوضحت السويدي، أن جميع البنوك الإسلامية المدرجة في البورصات الخليجية، باستثناء بنكين، قد حققت ارتفاعات ملموسة في أسعار أسهمها خلال الفترة من العاشر من فبراير 2009 إلى العاشر من مايو 2009.
فعلى سبيل المثال، ارتفع سعر سهم بيت التمويل الخليجي بنحو 81% خلال تلك الفترة، وصعد سعر سهم بنك الجزيرة بنحو 73%، وسعر سهم بنك إثمار بنحو 68%، وبنك دبي الإسلامي بنحو 50%، وبنك الشارقة الإسلامي بنحو 43%، وبنك الكويت الدولي بنحو 41%، وبنك الراجحي بنحو 29%. هذا، بينما بلغ متوسط نسبة الزيادة في أسهم باقي البنوك الإسلامية الخليجية التي سجلت حركة صعودية خلال تلك الفترة نحو 10%.
وأفادت السويدي بأن هذه التحولات الصعودية العريضة في أسهم تلك البنوك تأتي انعكاسا واضحا لحالة الاستقرار والتعافي التي بدأت تدب في الأسواق الخليجية وإن كانت بنسب متفاوتة بعد أن عانت من انعكاسات أزمة الائتمان العالمية، مما حمل السلطات الحكومية والنقدية في هذه الدول على طرح حزم من الإجراءات العلاجية وتبني سياسات نقدية فاعلة لتنشيط هذه الأسواق. كما اشارت السويدي الى أنه ما يلاحظ ارتفاع أسعار معظم أسهم البنوك الإسلامية المدرجة في البورصات الخليجية بنسب تفوق معدلات الصعود في أسواق تلك البنوك، ويعود ذلك في الغالب إلى كون الأنشطة المالية المقتدية بأحكام الشريعة الإسلامية تقوم على التداول الفعلي للأصول وليس على المعاملات الورقية، مما يجعلها الأقدر على الاستفادة من تحسن الأجواء الاستثمارية.
وأضافت السويدي أنه، من هذه المنطلقات، قد قامت الشركة العربية للاستثمار بإنشاء «صندوق الخليجي للمصارف الإسلامية» الذي يتداول أسهم تلك البنوك، وأن الصندوق قد تأسس منذ أواسط فبراير من هذا العام ولكن قرار إطلاقه تم التريث فيه لضمان أقصى فائدة للمستثمرين.
ومن جانبه عقّب النائب الأول للرئيس التنفيذي للبحوث وتطوير الأعمال د. فريد ليان، بأن تأسيس وهيكلة «صندوق الخليجي» قد سبقته جملة من الدراسات الموسعة لأوضاع البنوك الإسلامية المدرجة في البورصات الخليجية امتدت لأكثر من عام كامل، وأسفرت عن استنباط مؤشر تنفرد به الشركة العربية للاستثمار، وهو يشكل أداة تفاعلية لرصد حركة أسهم الصندوق. كما أن توقيت إطلاق الصندوق للاكتتاب أتي بعد تعقب دقيق لأداء أسهم المؤسسات المصرفية الإسلامية ذات العلاقة، حتى اطمأنت اللجان المختصة بالشركة إلى أن الصندوق بات يحظى بفرصة كبيرة لتحقيق الربح للمستثمرين فيه.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )