محمود فاروق
أكد رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب بشركة الأهلية القابضة عبدالله العوضي ان خسائر الشركة البالغة 48 مليون دينار بواقع 55 فلسا للسهم الواحد هي خسائر غير محققة نجمت عن أمور خارجة عن السيطرة فضلا عن المعايير المحاسبية الجديدة التي فرضت نفسها على الأهلية القابضة والعديد من الشركات الاخرى موضحا ان مجلس الإدارة اتجه إلى عدم توزيع أرباح عن 2008 لمواجهة الأزمة الاقتصادية وللحفاظ على المركز المالي للشركة.
وأفاد العوضي خلال الجمعية العمومية للشركة التي انعقدت أمس بأن خسائر الشركة جميعها خسائر دفترية وليست حقيقية جاءت لوجود عوامل عدة أثرت في أدائهم وخارجة عن إرادة الشركة، معظمها يتعلق بالأمور المحاسبية والمعايير العالمية الجديدة في عالم المحاسبة مضيفا ان الشركة ورغم الظروف الصعبة التي مر بها السوقان المحلي والعالمي نجحت في المحافظة على متانتها، وبالرغم من التحديات التي نجمت عن الأزمة العالمية إلا ان الشركة واصلت ممارسة جزء كبير من أنشطتها على النحو المعتاد خلال عام 2008، فقامت على سبيل المثال لا الحصر بإجراء زيادة كبيرة في حصتها في مركز دبي للرفاهية، وهو مشروع مبتكر وفريد من نوعه في مدينة دبي للرعاية الصحية، ويمثل المرحلة الثانية من التعاون مع جامعة ديوك لتصل إلى 50٪.
بيانات مالية
وبين انه وبالرغم من تحقيق خسائر إلا ان حقوق المساهمين تبلغ الآن بعد إعلان الخسائر وأخذ جميع المخصصات نحو 107 ملايين دينار بينما تبلغ التزامات الشركة نحو 106 ملايين دينار وهو يعكس موقف الشركة المالي الجيد حيث مازالت التزاماتها مقارنة بحقوق المساهمين مقبولة وقال نحن راضون عن أداء الشركة في ظل الأزمة المالية التي عصفت بالعديد من أسواق العالم.
وقال العوضي ان خسائر الشركة تتركز في احتساب قيمة ملكيتنا في احدى شركاتنا الزميلة والبالغة 40% والمسجلة في ملكية الشركة بحدود 30 مليون دينار حسب آخر ميزانية وحسب القيمة العادلة فتراجع تقييمها في ميزانية 2008 إلى 5 ملايين فقط بعد احتسابها بالقيمة السوقية وهو ما يعني أنها مثلت نحو 50% من إجمالي الخسائر.
وذكر العوضي فيما يتعلق ببقية الخسائر انها نجمت عن تقييم العديد من الاصول من قبل مدققي الحسابات حسب القيمة السوقية وليس القيمة العادلة وهو ما مثل ظلما كبيرا للعديد من الشركات إذ استبعدت كل شيء غير ملموس من الأصول لاسيما الشهرة وما شابهها من الأصول.
وأضاف العوضي ان لدى الشركة العديد من الأصول الجيدة وهي مقيدة بسعر التكلفة وقيمتها السوقية ضعف ما هي مسجلة به حيث تم احتساب هذه الأصول أيضا ضمن سعر التكلفة وليس السعر العادل إذ تم التزام التحفظ في إعداد هذه البيانات المالية قدر المستطاع.
وبين العوضي ان تفصيل الخسائر أيضا يأتي من انخفاض تقييم بعض العقارات المملوكة للشركة بنحو 8 ملايين دينار ومازالت هذه الأصول موجودة ولم تقم الشركة ببيعها كاشفا ان الشركة لديها ملكيات وحصص مميزة في العديد من الاستثمارات الناجحة مثل حصتها في بنك الاعتماد في لبنان حيث تبلغ حصة الشركة نحو 31% تم تقييمها مؤخرا بحدود 15 مليون دينار ومسجلة لدى الشركة بـ10 ملايين دينار فقط. وأضاف ان الشركة لديها أيضا ملكية تبلغ 38% في شركة الموارد العقارية مسجلة لدى الشركة بـ16 مليون دينار بينما تم تقييمها بنحو 26 مليون دينار وكذلك تمتلك الشركة قطعة ارض في دبي تبلغ مساحتها 90 ألف متر مربع في منطقة الخور آخر تقييم لها بلغ 20 مليون دينار بينما هي مسجلة في دفاتر الشركة بـ10 ملايين دينار فقط. مشيرا الى ان الأهلية، اقتربت كذلك من جني الثمار التي طال انتظارها من استثمارها في شركة الموارد العقارية المتحدة، وذلك من خلال تأجير أبراج المكاتب في الجزء الأخير من عام 2008 واستمرار عملية تسويق مجمع التسوق، الذي تم تأجير جزء كبير منه، وقد تم افتتاح المشروع رسميا في مارس من عام 2009.
وقال العوضي ان الشركة وبقدر عال من التفاؤل تتطلع إلى المضي قدما في تحقيق الأهداف الرئيسية والمخطط لها في عام 2009 حيث أوشكت عملية تأسيس شركة الثقة للتأمين على الانتهاء، حيث إن الشركة استغلت عام 2008 في تجميع الموارد البشرية وتطبيق النظم، متوقعا أن تبدأ الشركة عملياتها بحلول الربع الثاني من عام 2009، بمحفظة من العملاء من الشركات والأفراد يفترض أن تؤمن لها النجاح في المستقبل.
وأضاف ان الشركة قامت أيضا بتعزيز وضع خدماتها المالية في البحرين من خلال الحصول على موافقة بنك البحرين المركزي على الترخيص لشركة استثمار من الفئة الأولى للشركة الأهلية ـ البحرين. وقد قمنا بدمج شركتينا الفرعيتين في البحرين، وهما الأهلية البحرين، والأهلية للأوراق المالية، في شركة واحدة تحت مسمى الأهلية ـ البحرين، وذلك لاستيفاء الشروط والمتطلبات الرقابية المحلية. وتسير عمليات الكيان المدمج بكل سلاسة ودون عوائق.
وحول اولويات الأهلية في عام 2009 شدد العوضي على ان عملية إدراج شركة أريبكو في سوق الكويت للأوراق المالية في قائمة الأولويات، ونعتزم الشروع في الإجراءات الرسمية في هذا الصدد بمجرد أن تظهر في السوق علامات التحسن العام. وبناء على الخطة الموضوعة سلفا، سوف تواصل الشركة الأهلية القابضة الاحتفاظ بحصة متوقع ألا تقل عن 51% في أريبكو، وستظل الشركة تمثل الذراع العقارية للشركة الأهلية القابضة. وقال العوضي في عام 2009، نأمل أيضا أن نقوم بإجراء عدد من عمليات التخارج من بعض استثماراتنا التي أكملت مرحلتي النمو والاحتضان، والتي تعتبر متاحة للبيع بهامش. ورغم ذلك، تظل القرارات المتعلقة بنوع وتوقيت عمليات التخارج رهن ظروف السوق والسيولة بشكل عام مضيفا ان الشركة تسعى إلى الدخول في شراكات إستراتيجية في عدد من الجبهات، أهمها الخدمات المالية، بهدف تحقيق أقصى قدر من العوائد قليلة المخاطر على تلك الاستثمارات، وذلك عبر المشاركة مع كيانات ذات قدرة على إضافة قيمة من خلال المعرفة القطاعية، أو من خلال اقتناص فرص السوق، أو من خلال شبكات التوزيع. ومرة أخرى، نرى أن هذه الخطة تعتمد على أحوال السوق المفضية إلى تلك الشراكات.
صكوك لاجون سيتي
وكشف العوضي ان العام الحالي سيشهد إعادة هيكلة إصدار صكوك لاجون سيتي لأريبكو، التي تضمنها الشركة. ورغم سجلنا الحافل في خدمة هذا الالتزام بالسرعة المطلوبة، واستمرار قدرتنا على الاحتفاظ بالمبلغ الأصلي بما يزيد على 250% من خلال الأراضي التي نملكها ومن خلال الحسابات المدينة، فإننا نشعر بأن الظروف المالية الراهنة تمثل تحديا مهما لقدرتنا على استيفاء جدول عمليات الاسترداد نصف السنوي. وعلى هذا الأساس، وبالاتفاق مع الجهة المديرة للإصدار، بدأنا بالفعل في العملية، ونتوقع نجاحها عند إتمامها.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )