منى الدغيمي
غالبا ما تتوارث الأسر الغنية أصولها جيلا بعد جيل وتظل تتناقل هذه الثروة لعقود طويلة من الزمن قد تمتد لمئات السنين، وتختلف الاجيال في عملية ادارتها للثروة والتفكير في المال الذي توارثوه عن الاجيال السابقة فبعد أن يتمكن الجيل الأول من الأسرة من تحقيق اختراق يمكنه من تكوين ثروة ضخمة، فإنه يعمل على وضع أسس استمرار بقاء هذه الأصول داخل نطاق الأسرة وعلى النحو الذي يضمن استمرار تركزها وعدم تفتيتها بين أفراد الأسرة من بعد.
ولمعرفة كيف يفكر الأثرياء الشباب في المال، اجرت مورغان ستانلي لإدارة الثروات الخاصة مسحا لمئات المقابلات مع كبار العملاء الذين تتراوح أعمارهم بين سن 18 و40 سنة.
والنتيجة التي توصلوا اليها أن التحدي الذي يواجه الجيل القادم من الأغنياء هو القوالب النمطية حول الميراث.
وسلطت الضوء عبر الدراسة على كيفية تفكير او رؤية اغنياء الالفية الممتازين في المال او ما يطلق عليهم «سوبر ريتش القرن» حيث اشارت الى ان الكثير من الدراسات افادت بأن الثروة يمكن أن تضيع لأنها تمر من جيل إلى جيل وذلك عبر تمرير نصيب الأسد من مال «الطفل العامل» أي الجيل الذي عقب الحرب العالمية الثانية إلى جيل الألفية أي جيل القرن 21.
وقالت مؤلفة الدراسة روزنتال: «ما من شأنه أن يفاجئ الناس فعلا هو فقط كم هو مهم لهذا الجيل من الشباب صاحب الثروة أن يحصل على وظيفة»، مشيرة الى ان 81% من عينة الاستطلاع يعتقدون أنه من المهم أن يكون لهذا الجيل مستقبل مهني ناجح».
وتضيف: «حتى وبعد حصولهم على ثرواتهم من الاموال، فان 68% من الشباب شملهم الاستطلاع يعتقدون أنهم سيواصلون العمل.
وهناك عدد قليل من أكثر مستطلعي الراي يختلفون في الآراء وهي كالتالي:
٭ 63% من جيل الألفية يصفون أنفسهم وكلاء على ثرواتهم، مقارنة مع 46% من الأشقاء الأكبر سنا.
٭ 58% يرون ان ثرواتهم كوسيلة لمساعدة المجتمع (مقابل 38% من الورثة القدامى).
٭ 74% يقولون ان ثرواتهم كمصدر لتمكينهم من مواصلة ما هو أهم (مقابل 54% من الجيل الأكبر سنا).
واشارت روزنتال الى أن نتائج المسح أيضا تحدت فكرة أن وسائل الاعلام الاجتماعي تمثل هاجس الجيل الجديد من اصحاب الثروات وسيكون سعيدا بإدارة أمواله افتراضيا.
واستدركت: لكن عندما يتعلق الأمر بالحديث إلى مستشار... يريدون أن يقابلونه شخصيا.
وتضيف: «يبدو ان النظرة متفائلة وجميلة لنتيجة المسح في هذه الدراسة، حيث ان جيل الورثة من الشباب يبدون أكثر اهتماما في رد الجميل لمجتمعاتهم وإدارة اموالهم بحصافة».
وتقول: «مع ذلك، فإنه من المهم أن نضع في اعتبارنا أن كل من شارك في هذه الدراسة هو عميل لبنك مورغان ستانلي.
وهذا يعني أن الدراسة قد أظهرت بالفعل اهتماما كبيرا من قبل جيل الشباب صاحب الثروات بمعرفة المزيد عن أموالهم والحفاظ عليها».