- عرض روسي بخفض إنتاجها بنحو 300 ألف برميل يومياً يشعل مناقشات المنظمة
أحمد مغربي
تترقب الأوساط النفطية على مستوى العالم الاجتماع المهم الذي تعقده منظمة الدول المصدرة للنفط «أوپيك» في فيينا غدا الخميس وذلك في ظل انهيار أسعار النفط التي هوت بنحو 30% منذ شهر يونيو الماضي نتيجة زيادة الإمدادات النفطية والمعروض بحوالي مليوني برميل وزيادة إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة فضلا عن ضعف الطلب جراء التباطؤ الاقتصادي في الصين وأوروبا واليابان.
ويجتمع وزراء نفط دول أوپيك وسط مناشدات بخفض الإنتاج بواقع مليون برميل أو أكثر لتعزيز الأسعار خلال النصف الأول من العام المقبل وذلك بخفض سقف إنتاجها المحدد بـ 30 مليون برميل في اليوم منذ نهاية 2011، وجاءت تلك المناشدات بالتزامن مع عرض روسيا (أكبر منتج للنفط من خارج أوپيك) في خفض الإمدادات بالتعاون مع دول المنظمة وذلك للحفاظ على الأسعار.
ويأتي عرض روسيا بخفض إنتاجها بنحو 300 ألف برميل يوميا من مستوى إنتاجها البالغ 10.6 ملايين برميل يوميا كمحاولة أخيرة لدعم اقتصادها، حيث وصل رئيس شركة روسنفت الروسية العملاقة المملوكة للدولة ايجور ستشين لفيينا أمس لإجراء محادثات مع أعضاء المنظمة في الوقت الذي تضرب فيه السوق أخماسا في أسداس إزاء رد فعل السعودية تجاه تهاوي أسعار النفط.
وموافقة روسيا على خفض الإنتاج تعني مساندتها للصقور في أوپيك مثل فنزويلا الساعين للضغط وبشدة على السعودية لخفض الإمدادات، لكن المتعاملين في القطاع يشكون في أن تأخذ روسيا أي خطوة مهمة لدعم الأسعار، وتوترت العلاقات بين موسكو وأوپيك بعد أن تعهدت روسيا بخفض الإنتاج تماشيا مع قرار مماثل لاوبيك في مستهل العقد الماضي ولكنها لم تف بتعهدها بل زادت صادراتها. وهناك انقسام بين مراقبي سوق النفط بشأن نتيجة الاجتماع كما تتباين التوقعات بين خفض كبير يدعم الأسعار وخفض بسيط وصولا إلى الإبقاء على الإنتاج عند مستواه الحالي.
ويقول عدد من المحللين إنه ينبغي أن تخفض أوپيك الإنتاج بواقع 1.5 مليون برميل لدعم الأسعار وتجنب تفاقم حالة التخمة في السوق في النصف الأول من 2015، ولم تفصح السعودية عن نواياها في الأسابيع الأخيرة وتركت السوق في حيرة.
وتجاهل وزير البترول السعودي علي النعيمي أسئلة الصحافيين عن أسعار النفط وفائض المعروض عقب وصوله فيينا مساء أمس الأول، وردا على سؤال عما إذا كان يعتقد أن الاجتماع سيكون صعبا كما يقول كثير من المحللين قال النعيمي «لا.. لماذا؟».
ووصول النعيمي إلى فيينا قبل 3 أيام من موعد الاجتماع يشير إلى أنه يتأهب لمحادثات مطولة مع نظرائه، وأضاف «هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها السوق فائضا في المعروض».
وفي وقت سابق، قال وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي إن الدول أعضاء أوپيك ستتعامل مع الانخفاض الحالي في أسعار النفط، وستتخذ «القرار المناسب».
إلى ذلك هبط سعر مزيج برنت الخام إلى 79.50 دولارا أمس منخفضا 18 سنتا كما نزل الخام الاميركي 8 سنتات إلى 75.70 دولارا للبرميل. ومحليا ارتفع سعر برميل النفط الكويتي في تداولات أمس الأول 73 سنتا ليستقر عند مستوى 74.65 دولارا للبرميل مقارنة بـ 73.65 دولارا للبرميل وفقا للسعر المعلن من قبل مؤسسة البترول الكويتية.
وكشف تقرير لبنك باركليز ان الزيادة التي يسجلها النفط الصخري تعني ان اي خفض لإنتاج أوپيك لن يجدي في ضبط السوق والاسعار بل يعني خفضا في الإيرادات وحصة السوق.
من جهة ثانية، قال وزير خارجية فنزويلا إنه سيلتقي بمسؤولين من السعودية والمكسيك وروسيا لبحث التنسيق بشأن سوق النفط. كما قال وزير الطاقة الجزائري يوسف يوسفي إن أوپيك ستسعى إلى خطوة توافقية في الاجتماع المقبل. وصرح بأن تلك الخطوة ضرورية لتحقيق الاستقرار في السوق دون الكشف عن تفاصيل عن إجراءات محددة ستتبناها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوپيك). وتابع أن «أوپيك» ستدرس التطورات في السوق ونقاط الخلل التي أدت إلى هبوط أسعار النفط وتجري مشاورات بخصوص سبل إعادة التوازن للسوق.