زكي عثمان
تستعد شركة الخليج لتنظيم المعارض لإطلاق مؤتمر مخاطر الأزمة المالية العالمية ومنطقة الخليج «الرؤيا والحلول» غدا والذي ينظم للمرة الأولى في المنطقة لمناقشة أسباب الأزمة المالية والحلول المناسبة لها وذلك بحضور عدد كبير من الشخصيات العالمية ذات العلاقة بالأزمة.
وبهذه المناسبة، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة الخليج عدنان الحداد ـ خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد امس ـ أن المؤتمر سيركز على كيفية الخروج من الأزمة المالية بنظريات علمية قابلة للتطبيق الفعلي وبما يتناسب مع طبيعة المرحلة الحالية، لاسيما ان الكويت جزء لا يتجزأ من النظام العالمي.
وذكر ان المؤتمر سعى لاستضافة 25 شخصية اقتصادية من أميركا وأوروبا إضافة إلى شخصيات عربية وخليجية ذات مستوى رفيع لطرح الحلول المناسبة وسبل الخروج من الأزمة المالية، مبينا أن المؤتمر سيقوم بتغطية المشكلات التي تواجه مؤسساتنا وكيفية اتخاذ الإجراءات الوقائية لتوقعات المستقبل.
وبين الحداد أن العالم أصبح ضعيفا امام اي أزمة قادمة أخرى، فهذه الأزمة أضعفت مؤسساته المالية والاقتصادية وظهرت مشكلاتها الاجتماعية في جميع الدول، مشددا على سرعة إيجاد حلول عاجلة فالأزمة تحولت من أزمة مالية إلى أزمة اقتصادية ومن ثم تحولت إلى أزمة اجتماعية، حيث عمليات الإغلاق للشركات وتخفيض العمالة مازالت مستمرة حتى الآن لذلك يجب مواجه ذلك على ارض الواقع ببرامج واقعية يلمسها ويشعر بها كل فرد في المجتمع.
وأضاف ان تنظيم المؤتمر وفي هذا التوقيت يعتبر خطوة عملية نحو المساهمة في حل المشكلة التي تواجهها الكويت على مستوى الشركات والمؤسسات والافراد.
وأكد الحداد ان الأزمة الحالية خطيرة جدا وكبيرة ولا يجب الاستهانة بها أو التعامل معها بطريقة سطحية كما هو حاصل حاليا، مطالبا بضرورة العمل على تقديم مشروع وطني ضخم يتكاتف فيه الجميع ليخرج البلاد من تلك الأزمة الخانقة ويحافظ بعد ذلك على مكتسباتها التي سنحققها على المستوى المالي والاقتصادي والاجتماعي.
وأشار إلى أن الأزمة كانت معروفة لدى الغرب بوقت كاف وذلك لأن لديهم أدوات كثيرة ومتنوعة لقياس الأداء الاقتصادي والمالي داخل مؤسساتهم وشركاتهم، لكن تم حجبها والتقليل من شانها لدي الكويت ودول المنطقة وذلك بسبب نقص أدوات القياس لدينا، موضحا أننا مازلنا نعتبر الشركات التي تقيس الأداء الفعلي لعمل المؤسسات والشركات هو نوع من أنواع المصروفات الزائدة لذلك كانت الأزمة في أوروبا وأميركا وكانت الخسائر الحقيقية في منطقة الخليج، وعلى اثر ذلك ترنحت مؤسساتنا على الرغم من أن الأزمة لا تعنينا كليا ولم تنشا داخل نظامنا الاقتصادي بل نشأت لديهم ولكن بسبب نقص المعرفة وعدم انتشار ثقافة قياس المخاطر لدينا أدت بنا إلى تلك الخسائر الجمة وهو ما انعكس على الشركات لتتحول في تفكيرها من البحث عن المكسب وزيادة استثماراتها، إلى تقليص
المصروفات كما بات همها الأول هو كيف تستمر فقط لأكبر فترة ممكنة دون ان تلجا إلى التصفية ومن ثم الإغلاق الكلي.
عمليات التمويل
من جانبه، قال مدير عام مجموعة الخليج للاستشارات والتدريب محمد الحسيني أن استمرار ظروف الأسواق على هذا الشكل من الأداء الضعيف والمتردد سيدفعنا في نهاية المطاف للوقوف أمام مشاكل اكبر تطول جميع العمليات المالية وتحول دول المنطقة إلى العجز التام في مواجهة المشكلة من جميع النواحي، موضحا أنه من المتوقع ان يستمر أداء السوق في 2009 في التراجع خاصة مع نهاية العطلة الصيفية ما لم يحدث تغيير جوهري على العوامل الاقتصادية المؤثرة على أداء السوق لان الأزمة المالية أثرت بشكل واضح على الاقتصاد الكويتي.
وأوضح أن عمليات التمويل حاليا قد أصبحت الهاجس الأكبر الذي يواجه المستثمرين ولا يوجد لها حلول لاسيما في ظل عدم معرفتنا بشكل كامل المخاطر التي من الممكن ان نواجهها في هذه الفترة وهو ما يدفعنا للبحث عن أساليب وسياسات كثيرة ومتنوعة لمواجهة آثار الأزمة وكيفية الخروج منها بعد أن بات على الجميع البحث عن أدوات ورؤية جديدة تناسب الوضع الجديد خاصة ان الأزمة دفعت الكثير من دول العالم الى ان تتخذ حزمة قرارات تساعد على التخفيف من آثار الأزمة. وأشار الحسيني إلى ان المؤتمر سيطرح نماذج متعددة ومتنوعة لأغلب المصارف والشركات العالمية في كيفية التغلب على الأزمة الحالية، كما سيتم تقديم نموذج امثل يناسب الوضع المالي والاقتصادي لمؤسساتنا كما سيقدم المؤتمر رؤية تحليلية واقعية للمشكلة المالية وكيفية مواجهتها حاليا وفى المستقبل مع مناقشة عمليات التمويل الحالية والأسباب المعوقة لها وما الحلول التي يجب علينا اتباعها، كذلك سيناقش المؤتمر القواعد والنظم المالية بشكل كامل من تمويل واستثمار وائتمان وغيره إضافة إلى طرح حلول تمويلية أسهل وطرق تعامل أفضل تناسب الوضع الحالي من خلال نظم مالية معينة فالمؤتمر بالأساس سيناقش المشكلة على المستوى العالمي ومدى تأثر منطقة الخليج بها وبعد ذلك يقدم الحلول والأساليب التمويلية الأنسب لان المشكلة الحقيقية التي نتجت عن تلك الأزمة هي قلة السيولة التي أدت بدورها إلى إبطاء معدلات الإنتاج والنمو في جميع الاقتصاديات العالمية.
يذكر أن المؤتمر سيعقد على مدار يوم واحد برعاية مجموعة كبيرة من الجهات وبمشاركة كل من: البنك المركزي الكويتي، البنك المركزي الأوروبي، صندوق النقد الدولي، البنك الدولي، شركة ميريل لينش العملاقة في التمويل ومقرها الولايات المتحدة الأميركية، البنك التجاري الكويتي، بيت التمويل الكويتي، مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية، البنك الصناعي الكويتي، شركة الاتصالات السعودية، مجموعة خدمات الحج والعمرة وشركة صناعة الكيماويات البترولية. وسيطرح المؤتمر 6 ورقات عمل رئيسية لكل من البنك المركزي الكويتي ومدير عام إدارة الأنماط في منظمة جارب الاستيرجراهام ونائب الرئيس لإدارة المخاطر في البنك الدولي ميشيل مايلا والمسؤول الاقتصادي في إدارة المخاطر في البنك الأوروبي المركزي كين نيهولم وعضو البرلمان بالمملكة المتحدة في لجنة اختيار الخزانة مايكل فالون.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )