- النعيمي: السعودية لن تخفض الإنتاج حتى لو خفضه المنتجون المستقلون
- «أوپيك» لا تستطيع إعادة التوازن للسوق من دون تحرك مشترك مع المنتجين المستقلين
- الإمارات تطالب منتجي العالم بعدم زيادة إنتاج الخام في العام المقبل لاستقرار الأسواق
في أول اجتماع يجمع وزراء النفط العرب عقب اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط «أوپيك» في 27 نوفمبر الماضي والذي أسفر عن تثبيت إنتاج المنظمة عند 30 مليون برميل يوميا وما عقب القرار من انهيارات حادة في أسعار النفط لتحوم في نطاق الـ 60 دولارا للبرميل، بدأت أمس في جزيرة ياس في أبوظبي، أعمال مؤتمر الطاقة العربي العاشر الذي يعقد خلال الفترة من 21 الى 23 ديسمبر الجاري تحت شعار «الطاقة والتعاون العربي». واعتبرت كثير من دول الخليج العربي خلال الاجتماع أن الإنتاج «غير المسؤول» من قبل دول خارج منظمة الدول المصدرة للنفط (أوپيك) مسؤول جزئيا عن انهيار أسعار الخام، إلا أنها شددت على الثقة بعودة الأسعار للتحسن، لاسيما ان تراجع أسعار النفط قد أثار سابقا حديثا عن نظريات المؤامرة التي تقول إن السعودية تسعى لكبح طفرة النفط الأميركية أو ان الرياض تسعى لتقويض إيران وروسيا بسبب دعمهما للنظام السوري.
وخلال المؤتمر دافع وزير البترول السعودي علي النعيمي عن قرار أوپيك إبقاء الإنتاج مستقرا رغم أكبر تراجع للسوق في سنوات قائلا: «الأسعار الحالية ستدعم نمو الاقتصاد العالمي والطلب على النفط بينما لن تتعرض الدول العربية لأضرار كبيرة». وعزا النعيمي تراجع السعر لنصف مستواه قبل ستة أشهر إلى المضاربين وعدم تعاون كبار منتجي النفط خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول، وقال «أنا واثق بأن سوق النفط ستتحسن».
وقال النعيمي إن الأفضل للجميع هو ترك المنتجين الأكثر كفاءة ينتجون وذلك ردا على سؤال بشأن إمكانية التعاون بين أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوپيك) - التي تضم في عضويتها المنتجين الأقل تكلفة في العالم - والدول غير الأعضاء، وأضاف أن قرار أوپيك سيدعم الاقتصاد العالمي في نهاية المطاف.
ونفى أن يكون للدوافع السياسية دور في السياسة النفطية للمملكة، وقال إن تراجع السعر لن يؤثر تأثيرا كبيرا أو ملحوظا على السعودية أو الاقتصادات العربية الأخرى.
ولمح إلى أن أوپيك لا تستطيع العمل على إعادة التوازن للسوق من دون تحرك مشترك مع المنتجين المستقلين الذين قال إنهم أبدوا عدم تعاون مع المنظمة بشأن وضع السوق.
وقال النعيمي إن المملكة لن تخفض الإنتاج لدعم الأسواق حتى إذا عمدت الدول غير الأعضاء في أوپيك إلى تقليص إمداداتها. وأضاف أنه غير راض 100% عن أسعار النفط الحالية التي قال إنها ستتحسن لكن من غير الواضح متى ذلك.
من جانبه، أكد وزير النفط ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة د.علي العمير أهمية الدور المحوري الذي تقوم به الكويت في دعم نشاط منظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط (أوابك). وقال العمير في كلمة أمام مؤتمر الطاقة العربي العاشر ان إيمان الكويت بأهمية العمل العربي المشترك جعلها من اكبر الداعمين لجهود وأنشطة المؤسسات العربية التنموية والاقتصادية، لاسيما منظمة (أوابك) التي تحتضن الكويت المقر الرئيسي لها.
ووصف الإستراتيجية النفطية التي تسير عليها الكويت بأنها متزنة وحكيمة خاصة أنها تراعي في منطلقاتها دعم استقرار السوق النفطية على المستويين العربي والدولي.
بدوره، حث سهيل المزروعي وزير النفط الإماراتي منتجي العالم على عدم زيادة إنتاج الخام في العام القادم قائلا إن ذلك سيؤدي إلى سرعة استقرار الأسعار.
وأكد المزروعي أنه رغم من التحديات كافة التي تواجه الأسواق البترولية، إلا أن دولة الإمارات لديها الثقة الكاملة في أن قرار منظمة «أوپيك» الأخير والذي يهدف إلى إعطاء السوق فترة للاتزان كان صائبا واستراتيجيا ومفيدا للاقتصاد العالمي ونعتقد أن المنتجين الآخرين سيقومون بضبط مساهماتهم المستقبلية في السوق لتحقيق ذلك التوازن الذي نأمل أن نصل إليه قريبا ومن ثم سيستعيد السوق نموه تدريجيا خلال السنوات المقبلة وبالتالي يتحسن أداء الأسواق كافة للأفضل.
بدوره، قال وزير النفط القطري محمد السادة إن سوق النفط تشهد تصحيحا عابرا وإن أساسيات السوق ستملي سعرا عادلا للنفط، وأعرب عن ثقته في دور أساسيات السوق في تحديد أسعار النفط.
من جانبه، قال وزير النفط العراقي عادل عبدالمهدي إن إجمالي إنتاج بلاده من النفط سيصل إلى أربعة ملايين برميل يوميا بعد توصل بغداد إلى اتفاق بشأن الصادرات مع سلطات إقليم كردستان.