هشام أبوشادي
هوى المؤشر العام لسوق الكويت للأوراق المالية في أول ربع ساعة بمقدار 165 نقطة استمرارا للتداعيات النفسية التي سادت اوساط المتداولين جراء المخاوف من الاوضاع السياسية، والتي زادت من حدة إحجام اوساط المتداولين عن الشراء مقابل الاقبال على البيع.
فمع اول ربع ساعة انخفض المؤشر العام للبورصة الى مستوى 7889 نقطة متراجعا بقوة دون الحاجز النفسي البالغ 7950 نقطة، ولكن الخسائر بدأت تتقلص تدريجيا حتى الثواني الاخيرة التي شهد فيها السوق ارتفاعا بمقدار 12.9 نقطة وجاء هذا الصعود في الثواني الاخيرة ليدفع المتداولين في قاعة التداول الى التصفيق تعبيرا عن عودة اللون الاخضر الى السوق مرة اخرى والذي يتوقع ان يستمر اغلب ايام التداول حتى نهاية الشهر المقبل، وذلك لأسباب منها تأكيد صاحب السمو الأمير على اهمية تركيز السلطتين على أعمال التنمية الاقتصادية وفي الوقت نفسه مطالبته لهما بالابتعاد عن الخلافات مشيرا الى ان حل مجلس الأمة الاخير جاء بسبب عدم التعاون، في الوقت الذي يتوقع ان تستمر فيه الضغوط السياسية على مجريات التداول في البورصة في ظل النتائج الخاصة باستجواب وزير الداخلية. بالاضافة الى ذلك، فإن الهبوط الحاد للسوق اول من امس وبدايات تداول امس كان له تأثير فني ايجابي تمثل في ان اسهم الشركات اسست بقوة على اسعار جديدة والفراغات السعرية التي شهدتها بعض الاسهم اصبحت غير موجودة خاصة اسهم الشركات الرخيصة، الامر الذي كان بمنزلة فرصة للمحافظ المالية وكبار المتداولين الذين قاموا بعمليات بيع في فترة رواج السوق الى العودة للشراء مرة اخرى خاصة ان الكثير من الأسهم تراجعت بما لا يقل عن 20% من اعلى المستويات التي وصلت إليها.
المؤشرات العامة
ارتفع المؤشر العام للبورصة 12.9 نقطة ليغلق على 8067.7 نقطة، فيما سجل المؤشر الوزني انخفاضا محدودا قدره 0.49 نقطة ليغلق على 447.24 نقطة، وبلغ اجمالي الاسهم المتداولة 489.3 مليون سهم نفذت من خلال 10764 صفقة قيمتها 118.3 مليون دينار. وجرى التداول على اسهم 143 شركة من اصل 203 شركات مدرجة، ارتفعت اسعار اسهم 48 شركة وتراجعت اسعار اسهم 63 شركة وحافظت اسهم 32 شركة على اسعارها و60 شركة لم يشملها التداول. تصدر قطاع الشركات الخدماتية النشاط بكمية تداول حجمها 138.8 مليون سهم نفذت من خلال 2878 صفقة قيمتها 44.9 مليون دينار. وجاء قطاع الاستثمار في المركز الثاني بكمية تداول حجمها 118.8 مليون سهم نفذت من خلال 2654 صفقة قيمتها 14.1 مليون دينار.
واحتل قطاع العقار المركز الثالث بكمية تداول حجمها 103 ملايين سهم نفذت من خلال 1873 صفقة قيمتها 10.7 ملايين دينار.
وحصل قطاع الشركات غير الكويتية على المركز الرابع بكمية تداول حجمها 56.8 مليون سهم نفذت من خلال 1152 صفقة قيمتها 17.5 مليون دينار، وجاء قطاع البنوك في المركز الخامس بكمية تداول حجمها 28.7 مليون سهم نفذت من 1089 صفقة قيمتها 19 مليون دينار.
العامل الفني
على الرغم من ان الضغوط السياسية ساهمت بشكل كبير في الهبوط القوي للسوق الا أن الجانب الفني للسوق خاصة في تعاملات امس يشير الى انه تجاوز مرحلة التصحيح القوية والسريعة، وبدأ في مرحلة الارتفاع التي يتوقع ان تزداد وتيرتها في الفترة القادمة خاصة على اسهم الشركات الرخيصة حيث تصدرت مجموعة الصفوة وشركاتها النشاط والارتفاع في اسعارها السوقية خاصة سهمي الصفاة للاستثمار والصفاة للطاقة ومع تسديد الفروقات السعرية لمعظم الاسهم ووصولها لمستويات مغرية للشراء خاصة ان معظمها انخفض بين 20 و25% من اعلى المستويات التي وصلتها، فإن فرص الشراء باتت اكثر من مغرية، وقد بدا ذلك واضحا من خلال عمليات الشراء الملحوظة خاصة على اسهم الشركات الرخيصة، بل ان وتيرة النشاط يتوقع ان تزداد في الفترة القادمة.
ارتفعت نسبيا وتيرة التداول على بعض اسهم البنوك التي حقق بعضها ارتفاعا في اسعارها خاصة سهم التمويل الكويتي الذي شهد عمليات شراء مرتفعة نسبيا مع تحقيقه لارتفاع في سعره بمقدار وحدتين خاصة ان السهم يعتبر متراجعا عن اعلى مستوى وصل له خلال العام الحالي بمقدار 180 فلسا للسهم. وحقق سهم بنك بوبيان ارتفاعا ملحوظا في سعره في تداولات ضعيفة نسبيا ويتوقع ان يشهد ارتفاعا الا ان وتيرة التداول على السهم يغلب عليها طابع المضاربات. وسجلت اغلب اسهم الشركات الاستثمارية انخفاضا في اسعارها بشكل محدود الا ان معظم شركات الاستثمار سجلت انخفاضا في اسعارها بالحد الادنى او مستويات قريبة من الحد الادنى في بدايات التداول، ولكن هذه خسائر تقلصت تدريجيا، فيما ان هناك اسهما شهدت ارتفاعا ملحوظا في اسعارها كسهم الصفاة للاستثمار الذي ارتفع بالحد الاعلى في تداولات نشطة، كما سجل سهم شركة السلام القابضة ارتفاعا ملحوظا في سعره في تداولات ضعيفة نسبيا.
وحافظ سهم اكتتاب على سعره في تداولات مرتفعة نسبيا، فيما سجل سهم المدينة ارتفاعا محدودا بمقدار وحدة سعرية بعد ان كان متراجعا بمقدار اربع وحدات سعرية، وقلصت عمليات الشراء الخسائر التي تكبدها سهم ايفا الذي انخفض بمقدار وحدة سعرية بعد ان كان متراجعا بالحد الادني وارتفع سهم مجموعة الاوراق المالية بالحد الاعلى في تداولات ضعيفة فيما اوصى مجلس الادارة في اجتماعه اول من امس بتوزيع ارباح نقدية بنسبة 20% من الارباح المرحلة البالغة 28.8 مليون دينار علما أن الشركة تكبدت خسائر قدرها 9.9 ملايين دينار في العام الماضي، وباستثناء سهم كميفك الذي انخفض بالحد الادنى معروضا، فإنه لم تعرض اسهم في القطاع دون طلبات شراء كما حدث اول من امس عندما عرضت اسهم 14 شركة دون طلبات شراء، وهذا يعطي اشارات الى ان اغلب اسهم القطاع مرشحة للنشاط في الفترة المقبلة، وسجلت اغلب اسهم الشركات العقارية انخفاضا في اسعارها بوتيرة محدودة في تداولات ضعيفة باستثناء بعض الاسهم التي شهدت ارتفاعا في تداولاتها كسهم جيزان العقارية الذي شهد تداولات نشطة غلبت عليها عمليات المضاربة وجني الارباح حيث انخفض السهم في بدايات التداول بالحد الادنى ليصل الى 94 فلسا ليعود الى الارتفاع مرة اخرى الى 104 فلوس ولكن عمليات البيع ادت لتراجعه الى 98 فلسا، فيما اتسمت التداولات على سهمي عقارات الكويت والمنتجعات بالضعف مع انخفاض اسعارهما السوقية، وسجل سهم الوطنية العقارية ارتفاعا نسبيا في تداولاته، مع تذبذب في سعره، حيث تراجع من 305 فلوس الى 290 فلسا ليعود الى الارتفاع لمستوى 320 فلسا ولكن عمليات البيع ادت الى انخفاضه لمستوى 310 فلوس، ولكن يتوقع ان يشهد السهم ارتفاعا في سعره، ورغم التداولات النشطة نسبيا على سهم منازل الا انه سجل انخفاضا في سعره بمقدار وحدتين بعد ان كان متراجعا بالحد الادنى خلال التداول.
الصناعة والخدمات
اتسمت حركة التداول على اسهم الشركات الصناعية بالضعف مع ارتفاع اسعار بعض الاسهم وانخفاض الاخرى، فقد تماسك سهم مجموعة الصناعات على سعره السابق البالغ 460 فلسا في تداولات مرتفعة نسبيا الا ان تماسكه على اسعاره الحالية يشير الى انه مرشح للارتفاع والعودة مرة اخرى لمستوى فوق حاجز الـ 500 فلس، واتسمت حركة التداول على اسهم الشركات الخدماتية بالضعف بشكل عام باستثناء التداولات النشطة على بعض اسهم الشركات الرخيصة خاصة اسهم الصفاة للطاقة والصفوة وصفاتك، حيث حققت هذه الاسهم ارتفاعا نسبيا في تداولاتها واسعارها السوقية، خاصة سهم الصفاة للطاقة، ورغم الانخفاض الملحوظ في تداولات زين امس مقارنة بأول من امس الا انها تعتبر تداولات مرتفعة في ظل التداولات الضعيفة للسوق بشكل عام واستقر سهم اجيليتي على سعره السابق البالغ دينارا و80 فلسا في تداولات ضعيفة، وحققت اغلب اسهم الشركات الغذائية ارتفاعا في اسعارها في تداولات ضعيفة باستثناء التداولات النشطة على سهم دانة الصفاة. وتراجعت اسعار اغلب اسهم الشركات غير الكويتية في تداولات ضعيفة باستثناء التداولات النشطة على سهمي بنك الخليج المتحد والتمويل الخليجي الذي حقق ارتفاعا ملحوظا في سعره. وقد استحوذت قيمة تداول اسهم 8 شركات البالغة 69.3 مليون دينار على 58.5% من القيمة الاجمالية للتداول.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )