عمر راشد
كشف رئيس الهيئة العامة للاستثمار المصرية عاصم رجب عن قيام الوفد الزائر للكويت بمناقشة عدد من المشروعات ذات الطبيعة التنموية المتكاملة مع عدد من الشركات الكويتية وعلى رأسها الهيئة العامة للاستثمار والشركة الكويتية للاستثمار ومجموعة الخرافي، لافتا الى ان من بين تلك المشروعات مشروع غرب خليج السويس ومشروع شرق بورسعيد وكذلك عرض مجموعة من المشروعات الصناعية المتكاملة في مجال تصنيع المواد الغذائية وإنشاء مدن صحية متكاملة.
وبين رجب خلال مؤتمر صحافي، أمس، أقامته مجموعة الخرافي في نهاية زيارة الوفد إلى الكويت أن المشروعات التي تمت مناقشتها سيتم الإعلان عنها بعد الحصول على الموافقات النهائية ووصولها إلى مرحلة من التطور تجعل الإعلان عنها مجديا.
وقال رجب ان الزيارة هدفت إلى التواصل مع الشركات الراغبة في الاستثمار وكذلك مناقشة المشروعات الكويتية في مصر، موضحا أن الكويت شريك استثماري استراتيجي بعدد شركات يصل إلى 700 شركة برأسمال يزيد على 12 مليار جنيه معظمها يتركز في القطاع الصناعي.
وقال ان دخول الشركات الكويتية في الاستثمارات الصناعية ذات القيمة المضافة العالية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية دليل على إيمانها بدرجة الأمان العالية التي تتمتع بها البيئة الاستثمارية في مصر التي شهدت تحولات جذرية وصفها بالجيدة وفقا للمواصفات والمعايير العالمية، مشيرا إلى ان مصر من بين الدول الـ 10 الأولى في تحسين مناخ الاستثمار وممارسة الأعمال وفقا لتصنيف البنك الدولي للإنشاء والتعمير.
كما تطرق رئيس الهيئة للاستثمار المصرية إلى ان مشروع شرق بورسعيد سيضيف إلى الاقتصاد معدلات نمو تتراوح من 1 إلى 2% وسيؤدي إلى تكوين منظومة تنموية متكاملة في كل المجالات الصناعية والزراعية والصحية.
مشروعات تنموية متكاملة
وبين أن هناك مشروعات سيتم الإعلان عنها مستقبلا وتسعى إلى التكامل والتعاون في مجال التصنيع الغذائي، مشيرا إلى أن الهيئة بصدد الحصول على موافقات نهائية لإنشاء مشاريع في منطقة أسيوط، والتي تعد احدى أهم المناطق التي ستؤدي إلى إحداث تكامل بين مصر والكويت، خاصة مع وجود جالية كبيرة من أبناء أسيوط في الكويت، مضيفا أن المشروع من المتوقع أن يحدث نقلة نوعية في التنمية في صعيد مصر والذي يتزامن مع إنشاء الطريق الجديد بين أسيوط وسوهاج والبحر الأحمر وينطلق شرقا إلى ميناء سفاجا وهو مشروع حيوي وتم وضع الإطار العام له.
وأضاف أن من اهم المشاريع التي تم عرضها على الجانب الكويتي مشروع شرق بورسعيد والذي يتضمن ميناء محوريا ومحطة حاويات، كما سيتم طرح أرصفة جديدة لشركات كبرى، واضاف ان المشروع يضم منطقة لوجستية مرتبطة بهذا المشروع قد تصل إلى 50 كيلومترا مربعا بالاضافة الى منطقة صناعية تبلغ مساحتها 87 كيلومترا ومدينة سكنية ضخمة بها العديد من المرافق التجارية والصناعية والسياحية والسكنية.
وقال ان هناك مشروعا آخر تم طرحه على الشركات الكويتية وهو مشروع المنطقة الاقتصادية شمال غرب خليج السويس الذي يعتبره مشروعا قوميا ويقع في منطقة تبلغ مساحتها 20 كيلومترا.
وأضاف أن هذا المشروع يقع قريبا من منطقة ميناء العين السخنة وهي منطقة تشهد نموا سريعا وفرص النجاح فيها كبيرة جدا والمشروع يقع أسفل المجرى الملاحي لقناة السويس ويمر من أمامه 10% من تجارة العالم وهو ما يجعل امكانية الاستفادة من السفن المارة في أي نشاط أمرا مثمرا. واكد رجب ان من المشروعات الاخرى ايضا انشاء تكتلات صناعية في مجال الصناعات الغذائية بالاضافة الى المشروعات المعنية بالخدمات اللوجستية المتكاملة وكذلك المتعلقة بالامن الغذائي نظرا لأهميته لكلا البلدين. وقال انه تم عرض عدد من المشاريع في الصناعات الغذائية المتخصصة والتي يفترض ان تكون مرتبطة بأنشطة زراعية كثيفة، معتبرا ان الهدف من ذلك هو خلق مدن متكاملة متخصصة في الصناعات الزراعية والغذائية بالإضافة إلى الأنشطة اللوجستية المرتبطة بها.
وأضاف انه تم طرح مشروعات متعلقة بإنشاء مدن طبية متكاملة تتضمن كل ما يتعلق بالرعاية الطبية والاستشفاء والفحوص الطبية وغيرها، مشيرا إلى انه لمس اهتماما كبيرا من الجانب الكويتي بكل ما تم عرضه من فرص، مبينا ان السيولة مازالت موجودة رغم ظروف الازمة الاقتصادية العالمية. وحول تأثير الأزمة المالية على استثمارات الكويت في مصر، أوضح رجب أن الأزمة أثرت ولكن بشكل محدود على حجم الاستثمارات في مصر والتي من المتوقع أن تصل في 2009 إلى 7 مليارات دولار انخفاضا من 13 مليار دولار في 2008.
واستدرك رجب بالقول ان مصر تتمتع بوجود الفرص الاستثمارية الجيدة التي تمكنها من جذب الفوائض المالية في المنطقة العربية والتي تبحث عن الاستثمارات الحقيقية لكن ما يعوقها هو قلة الفرص الاستثمارية الجيدة، مشيرا إلى أن الأزمة المالية العالمية جعلت الاموال تتجه بشكل اكبر للاسواق الصاعدة ومن ضمنها المنطقة العربية وتوقع ان تنمو المنطقة العربية بنسبة تقدر بنحو 2% مبينا ان هذا في حد ذاته يعطي مؤشرا جيدا ورسالة واضحة بان هناك فرصة للنمو والربح لأي استثمار يقوم في المنطقة، مضيفا أن بعض الدول شهدت انكماشا في معدلات النمو بمقدار 6% وتكتلات اقتصادية شهدت تراجعا في معدلات النمو بنسبة 5%.
وأشار إلى أن الكويت تعد من اكبر الدول المستثمرة في مصر، سواء عن طريق شركاتها الخاصة أو عن طريق الصناديق والاستثمارات الحكومية، مبينا أن الاستثمار الكويتي في مصر يتميز بالاتزان والتنوع في أكثر من قطاع.
وشدد على أن السوق المصري يتميز بوجود الفرص الاستثمارية الجيدة فيه إضافة إلى وجود التمويل الذي لا يقتصر فقط على المصارف وإنما يضم أيضا شركات التمويل وبعض الصناديق والكيانات الأخرى التي تقوم بعمليات التمويل بالإضافة إلى مناخ الاستثمار الجاذب.
وقال ان هناك طفرات ملموسة في تبسيط الإجراءات وتحسين الخدمات في السوق المصري، مبينا ان هناك العديد من إجراءات التبسيط وإعادة الهيكلة التشريعية والإدارية التي تم اتخاذها خلال المرحلة الماضية.
2 مليار دولار
وكشف نائب رئيس مجموعة الخرافي للنشاط الصناعي والأنشطة الاستثمارية بمرسى علم إبراهيم صالح لـ «الأنباء» أن المجموعة أنفقت حتى اليوم 2 مليار دولار في مشروع بورت غالب وأن المرحلة الثانية من المشروع قد بدأت ومن المتوقع انتهاؤها في القريب.
وعن طبيعة المـــــشروعات التي تم مناقشتها من قــــبل المجموعة، أوضح صالح أن الاجتـــــماع مع الوفد المصري ناقـــــش عددا من المشروعات التي ستدرسها المجموعة وسيتم الرد عليها حال الانتهاء منها.
نتائج القمة الاقتصادية
وفـــــي رده على سؤال حول مدى تنفـــــيذ نتائج القــــمة الاقتصادية التي عــــقدت في الكويت أخيرا في المحادثات التي تمت بين الوفد المصري والكويتي، قال السفير طاهر فرحات إن التعاون الثنائي بين مصر والكويت يعد أحد أهم محاور التعاون الاقتصادي المصري مع الدول العربية وأن كل المشروعات تسعى لخلق قيمة مضافة حقيقية في الاقتصاد المصري على المدى وتعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين والتي تصب في نهاية الأمر لمصلحة التعاون الاقتصادي العربي بصورة عامة.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )