هشام أبوشادي
هوت اسعار الاسهم في سوق الكويت للاوراق المالية بشدة في بداية تداولات الاسبوع امس بفعل تزايد حالة شبه الاحجام عن الشراء في ظل تطورات اقتصادية عالمية سلبية وانخفاض متواصل لاغلب اسواق المال الخليجية بالاضافة الى مشاكل فنية بين صناع السوق وشركات الوساطة المالية وادارة البورصة حول التعديلات الخاصة بالبيوع المستقبلية والتسويات، الأمر الذي دفع الى ضعف شديد في السيولة المالية حيث تراجعت عمليات الشراء بشكل كبير مقابل تزايد عمليات البيع، الأمر الذي دفع اسعار العديد من الاسهم الى الهبوط بشدة سواء اسهم الشركات القيادية خاصة البنوك أو اسهم الشركات الرخيصة التي تراجع عدد ملحوظ منها بالحد الادنى، وقد ادى الهبوط الملحوظ للعديد من الأسهم الى اغلاق المؤشر العام دون حاجز الـ 8000 نقطة منذ ان تجاوزه، الأمر الذي اثر على نفسية اوساط المتداولين واشاع اجواء من القلق والتوتر والمخاوف من ان يواصل السوق الهبوط وتكبيد اوساط المتداولين خسائر.
ورغم ان هناك عوامل قد تبرر هبوط السوق، الا ان هناك اطرافا تستغل هذه العوامل للضغط على السوق من اجل دفع لجنة السوق لتغيير قراراتها الخاصة بالتعديلات التي ادخلت على شروط تقديم خدمة البيوع المستقبلية خاصة في نسبة الفائدة التي تحصلها هذه الشركات وايضا الاسهم التي تستردها من المتداولين، بالاضافة الى تقديم تسهيلات في القرارات الأخيرة الخاصة بالتسويات والتي تؤثر بشكل أساسي على شركات الوساطة وشركات الاستثمار وبعض كبار المتداولين خاصة تجاه الاخطاء التي ترتكب بشكل غير متعمد.
المؤشرات العامة
انخفض المؤشر العام للبورصة 154.1 نقطة ليغلق على 7953.5 نقطة، كذلك انخفض المؤشر الوزني 12.96 نقطة ليغلق على 443.72 نقطة، وبلغ اجمالي الاسهم المتداولة 268 مليون سهم نفذت من خلال 6443 صفقة قيمتها 72.3 مليون دينار.
وجرى التداول على اسهم 149 شركة من اصل 203 شركات مدرجة، ارتفعت اسعار اسهم خمس شركات وتراجعت اسعار اسهم 108 شركات وحافظت اسهم 36 شركة على اسعارها و54 لم يشملها النشاط.
تصدر قطاع الخدمات النشاط بكمية تداول حجمها 112.8 مليون سهم، نفذت من خلال 2304 صفقات، قيمتها 37.3 مليون دينار.
وجاء قطاع الاستثمار في المركز الثاني بكمية تداول حجمها 49.1 مليون سهم، نفذت من خلال 1219 صفقة، قيمتها 5.2 ملايين دينار.
واحتل قطاع العقار المركز الثالث بكمية تداول حجمها 42.5 مليون سهم، نفذت من خلال 775 صفقة، قيمتها 3.7 ملايين دينار.
وحصل قطاع الشركات الصناعية على المركز الرابع بكمية تداول حجمها 17.8 مليون سهم، نفذت من خلال 607 صفقات، قيمتها 5.1 ملايين دينار.
وجاء قطاع البنوك في المركز الخامس بكمية تداول حجمها 16.9 مليون سهم، نفذت من خلال 872 صفقة، قيمتها 14.6 مليون دينار.
أزمة البنوك
هوت أسعار اسهم السوق بشكل عام والبنوك بشكل خاص، الامر الذي دفع مؤشري السوق للهبوط بشدة، ففي الثواني الاخيرة قبل الاغلاق تقلصت خسائر المؤشر العام من 187 نقطة الى 154.1 نقطة، فيما ان المؤشر الوزني لم يقلص خسائره، وهذا يعود الى الهبوط الحاد لمعظم اسهم البنوك، خاصة اسهم البنك الوطني وبيتك وبنك بوبيان، وهذا يعود الى الضبابية التي تثار حول انكشافات البنوك على قروض لشركتي سعد والقصيبي السعوديتين، وتكمن الضبابية في التفاوت حول حجم هذه القروض والافتقار الى معلومات دقيقة في شأنها، الأمر الذي يحتم على البنك المركزي ان يعلن وبشكل سريع عن حجم هذه القروض وحجم انكشافات كل بنك وآليات تعامل البنوك معها، فمن الضروري ان يتعامل البنك المركزي مع هذه القروض بكل شفافية لوقف استمرار الاتجاه النزولي لأسهم البنوك التي لم تتعاف بعد من أزمتها مع الشركات المحلية وأدت الى تجنيب مخصصات كبيرة أثرت على ارباح البنوك في الربع الاول من العام الحالي، وبالتالي فإن ارباح البنوك قد تتأثر ايضا في الربع الثاني، جراء تعرضها او انكشافها على قروض لشركتي سعد والقصيبي السعوديتين، خاصة ان استمرار هبوط اسهم البنوك سيدفع الى استمرار هبوط السوق بقوة.
آلية التداول
هبطت اسعار اسهم البنوك بشدة امس في تداولات ضعيفة، الامر الذي يظهر حالة الإحجام عن شراء اسهم البنوك مقابل الإقبال على بيعها خوفا من تزايد تداعيات أزمة قروض شركتي سعد والقصيبي على اسعار اسهم البنوك في ظل الافتقار الشفافية حول حجم هذه القروض وآليات التعامل معها في البيانات المالية للربع الثاني من العام الحالي. فرغم عمليات الشراء النسبي على سهم بيتك الا انه سجل هبوطا كبيرا اقترب من الحدود الدنيا في الهبوط، كما تكبد سهم البنك الوطني خسائر كبيرة ايضا في تداولات محدودة، اما بنك بوبيان فقد هوى بشدة ايضا بفعل الهبوط العام لأسهم البنوك، وايضا افتقاد السهم لمحفزات، بل ان الجوانب السلبية والمخاوف من النتائج المالية للبنك في الربع الثاني ستدفعه لمزيد من الهبوط.
هوت اسعار اسهم الشركات الاستثمارية بشدة ايضا في تداولات متواضعة جراء الاحجام عن الشراء رغم ان هناك بعض الاسهم شهدت عمليات دعم من محافظها المالية، الا ان اقبال اوساط المتداولين على البيع وبأقل الوحدات حال دون ان تحقق هذه المحافظ اهدافها. فقد انخفض سهم ايفا بالحد الادنى معروضا دون عروض في تداولات متواضعة، فيما انخفض سهم الديرة ثلاث واحدات سعرية في تداولات ضعيفة جدا. وانخفض سهم السلام القابضة بالحد الادنى معروضا دون طلبات في تداولات محدودة، فيما انه رغم عمليات الدعم على سهمي اكتتاب والمدينة، الا ان اسعارهما سجلت تراجعا كبيرا، فيما ان سهم الصفاة للاستثمار سجل هبوطا كبيرا في سعره في تداولات متواضعة جدا. ويلاحظ في قطاع شركات الاستثمار ان اسعار العديد من الاسهم في حال استمرار اتجاهها النزولي، فإنها ستتراجع دون حاجز الـ 100 فلس مرة اخرى، الامر الذي سيعيد اجواء الهلع مرة أخرى لأوساط المتداولين، خاصة الصغار منهم.
وفي قطاع الشركات العقارية، هوت اسعار اسهم القطاع بشدة في تداولات متواضعة، حيث انخفض الكثير من الاسهم بالحد الادنى، فقد انخفضت اسهم عقارات الكويت والدولية للمنتجعات وجيزان بالحد الادنى معروضة دون طلبات في تداولات متواضعة، كذلك انخفض سهم الوطنية العقارية ايضا بالحد الادنى معروضا دون طلبات في تداولات متواضعة، ويلاحظ ان هناك اسهم 10 شركات في قطاع العقار تراجعت اسعارها بالحد الادنى، وهناك تزايد في اعداد الشركات التي اسعار اسهمها اصبحت اقل من 100 فلس.
الصناعة والخدمات
هوت ايضا اسعار اسهم الشركات الصناعية بشدة في تداولات ضعيفة باستثناء سهم الصناعات المتحدة الذي شهد تداولات مرتفعة ادت لصعوده خلال مراحل التداول بالحد الاعلى ليصل الى 118 فلسا، الا ان عمليات جني الارباح ادت الى عودته لسعره السابق البالغ 108 فلوس.
وانخفض سهم الصناعات الوطنية بشكل ملحوظ ايضا في تداولات ضعيفة، ويعد سهم السفن الوحيد في القطاع الذي ارتفع بالحد الاعلى في تداولات محدودة في اطار تقليل خسائر المؤشر العام في الثواني الاخيرة.
وتراجعت اغلب اسعار اسهم الشركات الخدماتية في تداولات ضعيفة وان كانت اسهم الشركات القيادية في القطاع شهدت عمليات شراء قللت من خسائرها، خاصة سهم زين الذي شهد عمليات شراء ملحوظة ادت الى ان تمثل قيمة تداول نحو 32% من القيمة الاجمالية للتداول، حيث تماسك السهم على سعر دينار و200 فلس، كذلك شهد سهم اجيليتي عمليات شراء قللت من خسائره السعرية. وانخفضت اسهم الصفاة للطاقة ومجموعة الصفوة وصفاتك بالحد الادنى في تداولات ضعيفة رغم محاولات الدعم من قبل محافظ هذه الشركات، فيما ان سهم دانة الصفاة واصل الارتفاع في تداولات نشطة غلب عليها عمليات جني الارباح والتي لم تؤثر على الاتجاه الصعودي للسهم. وهوت اسهم الشركات غير الكويتية في تداولات ضعيفة. وقد استحوذت قيمة تداول اسهم 7 شركات على 66.6% من القيمة الاجمالية للشركات التي شملها التداول والبالغ عددها 149 شركة.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )