قال التقرير الأسبوعي لشركة دار الخبير للاستشارات الاقتصادية والإدارية ان سوق الكويت للأوراق المالية واصل مسلسل نزيف النقاط الذي سيطر على أدائه مع مطلع معاملات الأسبوع الماضي، متأثرا باستمرار التراجع الواضح في أسعار البترول، ليسيطر الهبوط بصورة شبه جماعية على مؤشرات أسواق المنطقة، فقد تراجع مؤشر سوق الكويت للأوراق المالية وسط أجواء من التخوف والقلق بين المتداولين مدفوعا بمجموعة من العوامل الداخلية والخارجية، فتراجع أسواق الأسهم العالمية والانخفاض المتواصل لأسعار النفط نتيجة تراجع توقعات الانتعاش العالمي وعودة التصعيد للملف النووي الإيراني بالإضافة إلى تصريحات من جو بايدن نائب الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الإدارة الحالية هونت من خطورة الأزمة المالية العالمية، وانتقاده الإدارة الحالية التي لا تحبذ حفز حزمة ثانية الآن لخفض أعلى معدل بطالة تشهده الولايات المتحدة منذ ما يقرب من 26عاما.
أما داخليا فتوقع التقرير توقف شركات صناع السوق عن تقديم خدمة البيوع المستقبلية والأجل، وعدم الحسم السريع لقضايا التسويات، والإفراط في تصريحات بعض مسؤولي الشركات وسيطرة شركة واحدة تقريبا على عمليات ومسار التداول الأمر الذي يتطلب ضرورة التدخل من قبل سلطات السوق وحسم وإقرار قانون هيئة سوق المال باعتباره أولوية قصوى تضمن ضبط وتنظيم وتطوير السوق المالي المحلي، إلا أن حسم القوانين الاقتصادية غالبا ما يصطدم بالوضع السياسي المتوتر بين الحكومة وبعض نواب مجلس الأمة وتراجع التوقعات برسم رؤية للمستقبل وحل ملائم وسريع لمديونيات الشركات المتعثرة، والتباطؤ في دفع حركة النشاط الاقتصادي من خلال الإنفاق العام بالإضافة إلى دخول فصل الصيف وتفضيل الكثير من المتعاملين غير المتفائلين الانسحاب من السوق خلال فترة الصيف.
وعلى الرغم من وجود آليات تعود عليها السوق لمنع تدهور أداء السوق إلا أن المحفظة الاستثمارية الحكومية قد انحازت نحو عدم التدخل مما أصاب السوق بنزيف حاد من الخسائر لكل الشركات لاسيما القيادية منها، حيث إن الهيئة العامة للاستثمار تمتلك حصصا في تلك الشركات، والبنوك التي نالت كثيرا من التصريحات من صناع السياسة النقدية في البلد والتي تؤكد على أهمية التوسع في مخصصات البنوك التي تعمل على تآكل أرباحها وبالتالي تؤدي إلى عزوف المستثمرين عن التداول والتخلص من الأسهم التي كانت بمثابة المحرك الرئيسي للسوق المالي خلال الشهرين الماضيين.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )