أعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما أول من أمس أن النظام المالي قد استقر وأن اقتصاد البلاد العليل في طريقه الى الانتعاش لكنه حذر من مزيد من فقدان الوظائف وأن الطريق لايزال طويلا.وركز أوباما على القضايا الداخلية، مدافعا عن وصفاته لإنعاش الاقتصاد وجدد الضغط على المشرعين لحملهم على تمرير نظام الرعاية الصحية المكلف في الولايات المتحدة.
وقال «لقد تمكنا من انتشال الاقتصاد من حافة الهاوية» مناشدا الرأي العام منح خططه الاقتصادية مزيدا من الوقت للعمل والنجاح.ولكن مع وصول معدل البطالة الأميركي إلى 9.5% في يونيو قال أوباما «سأكون أمينا معكم: إن فرص العمل هي دائما واحدة من آخر المستفيدين من الانتعاش بعد الركود».
ومع استمرار نزيف الوظائف قال اوباما إن الأزمة المالية التي اثارت التقلص الاقتصادي واسع النطاق بدأت في الانحسار. لكنه حذر بورصة وول ستريت من العودة إلى الممارسات الخطرة التي أوصلتها إلى حافة الانهيار العام الماضي.
وقد كشفت أرقام عدد كبير من البنوك الأميركية ربع السنوية الاسبوع الماضي عن تحقيق ارباح مفاجئة لكن أوباما قال انه يشعر بالقلق من ان «ثقافة» وول ستريت التي فجرت الازمة المالية العالمية لاتزال موجودة.
وأردف أوباما قائلا «إنه لامر جيد ان تعود (البنوك) لتحقيق الربح مجددا. لكن ما لا نراه في ظني هو نوع التغيير في السلوك والممارسات التي تضمن الا نجد أنفسنا في نفس الموقف مرة أخرى».
ولم يعط أوباما مؤشرات محددة عن نوع الممارسات التي عادت البنوك لتكرارها مجددا. لكنه أشار إلى إصلاح نظام المراقبة المالية كسبيل وحيد لمنع البنوك الأميركية من مواصلة أخطاء الماضي.
وقد اقترحت ادارة اوباما زيادة الرقابة الحكومية على كل الامور في وول ستريت. وقال أوباما انه مستعد لتحميل البنوك رسوما على القروض ذات المخاطر العالية بهدف عدم تحميل دافع الضرائب ثمن أي أزمات مالية في المستقبل.وأصر اوباما على ان اصلاح نظام الرعاية الصحية سيقود في النهاية لخفض العجز في الميزانية الفيدرالية الذي زاد بشدة في ظل الازمة الاقتصادية وأثار المخاوف من بلدان أخرى اهمها الصين.
وتشير التكهنات إلى أن العجز في الميزانية سيصل الى 1.8 تريليون دولار أو نحو 13% من الناتج الاقتصادي هذا العام. وقال أوباما إن الانفاق ضروري على المدى القصير لمواجهة أسوأ أزمة اقتصادية منذ الكساد العظيم.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )