في أعقاب توقيع الاتفاق مع قطر ودخولها كمستثمر ومساهم في الشركتين الألمانيتين بورشه لصناعة السيارات الرياضية ومجموعة فولكس واجن كبرى شركات السيارات في أوروبا، أكد الرئيس التنفيذي لمجموعة فولكس واجن مارتن فينتر كورن أن الطريق أصبح ممهدا للصعود إلى قمة صناعة السيارات في العالم. وقال فينتركورن أمس في ڤولفسبورغ «أصبحنا نملك الأدوات والوسائل التي تمكنا لأن نكون أكبر شركة سيارات في العالم».
من جانبه، قال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جبر آل ثاني بعد توقيعه الاتفاق إن السبب الأول لدخول بلاده كمساهم في الشركتين يرجع إلى الرغبة في جني الأرباح، واشار في الوقت نفسه إلى بعض الأسباب الأخرى وفي مقدمتها العلاقات الثنائية الطيبة مع ألمانيا والرغبة في نقل التكنولوجيا الحديثة إلى قطر التي تستعد من الآن لمواجهة عصر ما بعد نضوب الثروة النفطية.
في الوقت نفسه، أعلنت شركة بورشه الألمانية لصناعة السيارات امس توقيع اتفاق مع قطر ودخولها كمساهم من خلال شراء 10% من الأسهم الأصلية لشركة بورشه القابضة (إس.إيه)، وهي الشركة التي تملك بورشه المساهمة وتملك أيضا 51% من أسهم فولكس واجن الألمانية لصناعة السيارات. واضافت مصادر بورشه القابضة أن عائلة بورشه وعائلة بيش، اللتين تمتلكان وحدهما الأسهم الأصلية لبورشه (إس.إي) القابضة، اتفقتا مع الوفد القطري على تفاصيل شراء حصة في الشركة، ومن المنتظر التوقيع في وقت لاحق على اتفاق بين الجانبين بهذا الصدد. وينص الاتفاق على حصول قطر على حصة كبيرة من حقوق شركة بورشه في أسهم فولكس واجن لتصبح قطر بذلك ثالث أكبر مستثمر ومساهم في فولكس واجن كبرى شركات السيارات في أوروبا.
وعلى الرغم من عدم الإفصاح عن التفاصيل المالية للصفقة، يتردد أن بورشه سيتوافر لها أكثر من مليار يورو كنقود سائلة بالإضافة إلى موافقة قطر على المساهمة في حل مشكلة قروض بورشه مع البنوك والتي تبلغ قيمتها 10.75 مليارات يورو.
المعروف أن بورشه القابضة هي أكبر مستثمر في فولكس واجن بنسبة 51% وتليها ولاية سكسونيا السفلى بنسبة تزيد قليلا عن 20%، كما أن بورشه لها الحق في شراء 24% إضافية من أسهم فولكس واجن وهو الأمر الذي فشلت في تحقيقه واستدانت من أجله أكثر من 10 مليارات يورو من البنوك وأصبحت على شفا الإفلاس واضطرت إلى الموافقة على عرض فولكس واجن بالاندماج لتكون بورشه هي الماركة العاشرة التي تنتجها فولكس واجن.
وفي أعقاب التوصل إلى اتفاق مع الوفد القطري، قال رئيس مجلس الإشراف والرقابة على بورشه وعضو مجلس الإشراف والرقابة على فولكس واجن فولفغانغ بورشه «لقد كان قرارا طيبا بالاتفاق مع قطر وهو أمر لم يكن صعبا علي شخصيا أو على العائلة». وبهذا الاتفاق، أوشكت قطر على شراء حصة في مجموعة فولكس واجن الألمانية كبرى شركات صناعة السيارات في أوروبا. وعلمت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن وفد التفاوض التابع لهيئة الاستثمار القطرية وصل بعد ظهر امس إلى مطار شتوتغارت، حيث التقى الوفد في وقت سابق فولفغانغ بورشه. وأعرب رئيس شؤون الأفراد في شركة بورشه توماس إيدج عن سعادته بالرغبة القطرية في الاستثمار في المجموعة وصعودها لتصبح أكبر ثالث مستثمر في فولكس واجن، وأوضح قائلا «نرى في المستثمرين القطريين شركاء مأموني العواقب وعلى المدى الطويل».
وعلمت وكالة الأنباء الألمانية أيضا أن هيئة الاستثمار القطرية تعتزم شراء حصة نسبتها 17% في فولكس واجن بقيمة 5 مليارات يورو. وكان هانز ديتر بوتش المدير المالي لمجموعة فولكس واجن قد صرح في وقت سابق بأن المفاوضات حول شراء دولة قطر لحصة من حقوق بورشه في مجموعة فولكس واجن قد وصلت إلى مرحلة «متقدمة للغاية».
وشارك في الاجتماع مع الوفد القطري رئيس مجلس عمال مصانع بورشه أوفي هويك ورئيس حكومة ولاية بادن فورتمبرج جونتر أوتنجر التي يقع فيها مقر بورشه وأهم مصانعها.
الجدير بالذكر أن بورشه وفولكس واجن توصلتا إلى اتفاق مبدئي اول من امس حول اندماجهما وبموجبه ستدخل فولكس واجن بحصة نسبتها 42% في بورشه المساهمة مقابل 3.3 مليارات يورو بنهاية العام الحالي مع بيع النشاط التجاري لبورشه في النمسا إلى فولكس واجن مقابل 3 مليارات يورو.