قال تقرير شركة بيان للاستثمار ان سوق الكويت للأوراق المالية عاد إلى تسجيل المكاسب الشهرية في أغسطس معتمدا بشكل أساسي على التداولات النشطة التي شهدتها مجموعة من الأسهم القيادية، وعلى رأسها سهم شركة الاتصالات المتنقلة (زين).
وكان السوق قد تراجع في يوليو الماضي نتيجة تكبده لخسائر كبيرة خلال الأسابيع الأولى من الشهر أفقدته مكاسبه السنوية وأعادته إلى ما دون مستوى إغلاق العام 2008. وأوضح التقرير أن الأسهم القيادية لعبت دورا بارزا في نشاط السوق خلال شهر أغسطس، وساهمت بوضوح في استقرار أدائه وعودته إلى تحقيق المكاسب السنوية من جديد. ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال أداء المؤشر الوزني للسوق الذي شهد ارتفاعا شبه متواصل على مدى أيام الشهر، وفاق عدد الأيام التي سجل فيها نموا خلال أغسطس الأيام التي ارتفع فيها المؤشر السعري، كما سجل أعلى إغلاقاته للعام 2009. أما مؤشر السوق السعري فقد كانت حركته أفقية بشكل عام، إذ بعد أن تمكن من تجاوز مستويي الـ 7.700 نقطة و7.800 نقطة في الثلث الأول من أغسطس، أخذ بالتذبذب حول مستوى الـ 7.900 نقطة حتى نهاية الشهر، دون أن يتمكن من اختراق حاجز الـ 8.000 نقطة النفسي.
هذا وساهمت مواصلة أسواق الأسهم الرئيسية في العالم ارتفاعها بالتزامن مع نمو أسعار النفط في الارتفاعات التي سجلتها أسواق الأسهم الخليجية بشكل عام خلال أغسطس، ومنها سوق الكويت للأوراق المالية. فقد تجاوبت الأسواق العالمية وأسعار النفط مع جملة من البيانات الاقتصادية الإيجابية، والتي كان من أبرزها نمو اقتصادات عالمية كبرى في الربع الثاني من العام وخروجها من دائرة الركود، كاليابان وألمانيا وفرنسا، فيما سجل الاقتصاد الأميركي تراجعا أقل مما كان متوقعا للفترة ذاتها مع تزايد احتمالات تحقيقه للنمو في الفترة المقبلة، إذ تراجع في الربع الثاني بنسبة 1% فقط مقابل 6.4% في الربع الأول من العام. وانعكست بوادر التعافي في الاقتصاد العالمي على أداء العديد من أسواق الأسهم العالمية وكذلك أسعار النفط فوصلوا إلى أعلى مستوياتهم لهذا العام.
وذكر التقرير أن المؤشر السعري ارتفع في 13 يوما من إجمالي 22 يوم تداول في أغسطس بينما انخفض في 9 أيام.
ومع نهاية الشهر بلغت نسبة إجمالي النمو في أغسطس 3.06%، حيث أنهى المؤشر السعري تداولات الشهر عند 7.914.3 نقطة بعد تسجيل ارتفاع قدره 234.8 نقطة.
من ناحية أخرى، سجل المؤشر الوزني مكاسب في 15 يوما من الشهر بينما تراجع في الـ 7 أيام الباقية، وأنهى المؤشر تداولات الشهر عند 466.33 نقطة بنمو مقداره 29.13 نقطة ونسبته 6.66% من إقفاله في يوليو، ومع إقفال اليوم الأخير من الشهر تكون مكاسب المؤشر السعري المسجلة، مقارنة بإغلاق العام 2008، قد بلغت 1.69%، في حين بلغت مكاسب المؤشر الوزني السنوية 14.66%.
وأشار التقرير الى ان 5 من قطاعات سوق الكويت للأوراق المالية سجلت ارتفاعا في مؤشراتها خلال شهر أغسطس فيما تراجعت مؤشرات الثلاثة قطاعات الباقية. وقد حقق قطاع الصناعة أكبر المكاسب، إذ نما مؤشره بنسبة 16.01% منهيا تداولات الشهر عند مستوى 6.388.3 نقطة، تلاه قطاع الأغذية مع إقفال مؤشره عند 4.982.2 نقطة بارتفاع نسبته 9.78%، وحل ثالثا قطاع الخدمات مع نمو مؤشره بنسبة 2.01% بعد أن أغلق عند 16.291.3 نقطة. هذا وسجل قطاع البنوك أقل نسبة نمو حين أغلق مؤشره عند 8.839.7 نقطة بارتفاع نسبته 0.97%.
من جهة أخرى، تكبد قطاع العقار أكبر الخسائر، إذ انخفض مؤشره بنسبة 3.10% منهيا تداولات الشهر عند مستوى 3.078.0 نقطة، تلاه قطاع التأمين مع إقفال مؤشره عند 2.828.0 نقطة بتراجع نسبته 2.68%، وحل ثالثا قطاع الشركات غير الكويتية بانخفاض مؤشره بنسبة 0.62% بعد أن أغلق عند 8.387.0 نقطة.
وبين التقرير أن كلا من إجمالي الكمية والقيمة ارتفعا خلال شهر أغسطس، فيما تراجع عدد الصفقات المنفذة، حيث ارتفعت كمية الأسهم المتداولة في السوق بنسبة بلغت 12.32% عن شهر يوليو لتصل إلى 8.02 مليارات سهم، ونمت قيمة الأسهم المتداولة خلال الشهر بنسبة ملحوظة بلغت 27.45% لتصل إلى 2.29 مليار دينار. في حين تراجع عدد الصفقات المنفذة خلال الشهر، حيث شهد أغسطس تنفيذ 156.160 صفقة بانخفاض نسبته 0.59% عن شهر يوليو الماضي.
واستأثر قطاع الاستثمار بالحصة الأكبر من تداولات الشهر من حيث كمية التداول، فقد بلغ عدد الأسهم التي تم تداولها للقطاع 2.62 مليار سهم، شكلت نسبة 32.62% من إجمالي كمية الأسهم المتداولة في السوق خلال أغسطس، تبعه قطاع العقار في المرتبة الثانية والذي بلغ إجمالي حجم تداول أسهمه 2.09 مليار سهم، أي ما نسبته 26.03% من مجمل التداولات في السوق.
ومن حيث قيمة التداول، قال التقرير ان قطاع الخدمات احتل المركز الأول، إذ شكلت تداولاته 50.82% من إجمالي قيمة التداول في السوق خلال الشهر، إذ بلغت قيمة الأسهم المتداولة للقطاع 1.16 مليار دينار. في حين احتل قطاع الاستثمار المركز الثاني بـ 328.87 مليون دينار، أي ما نسبته 14.39% من إجمالي قيمة التداول في أغسطس.