- مليار عدد جياع العالم في 2009.. والاقتصاد الأخضر جاء للقضاء على الفقر وتحقيق رفاهية البشر
- 100 مليار دولار لتمويل الدول النامية بداية العام 2020 للحد من تداعيات تغير المناخ
أكد رئيس مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية، رئيس مجلس إدارة بنك الكويت الدولي الشيخ محمد الجراح على أهمية المواضيع والقضايا التي ناقشتها القمة المصرفية العربية الدولية لعام 2016 التي عقدها اتحاد المصارف العربية في العاصمة الايطالية «روما» يومي 29 و30 مايو الماضي تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الإيطالي ماتيو رنزي وركزت في مجملها على «أثر التغير المناخي على الصيرفة والخدمات المالية»، وذلك بحضور ومشاركة أكثر من 300 شخصية قيادية وخبير مالي ومصرفي يمثلون مختلف المؤسسات المالية والمصرفية والبنوك وشركات التامين في القطاعين الحكومي والخاص حول العالم.
يقظة متأخرة
وفي كلمته التي ألقاها أمام القمة في افتتاحية المؤتمر، قال الشيخ الجراح «إن مفهوم الاقتصاد الأخضر قد اكتسب شهرة دولية إضافية عندما قررت جمعية الأمم المتحدة في 24 ديسمبر 2009، تنظم مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في العام 2012، الذي ركز على الموضوع المحوري الخاص بالاقتصاد الأخضر، وذلك في سياق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر، ثم جاءت قمة المناخ في باريس عام 2015 لتخرج بنتيجتين رئيسيتين، أولهما: ضرورة وضع إستراتيجية للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية بما لا يزيد على درجتين مئويتين، وثانيهما: ضرورة توفير تمويل مبلغ 100 مليار دولار سنويا للدول النامية للحد من تغير المناخ بدءا من العام 2020، معتبرا إن الاستثمار في الاقتصاد الأخضر كان يقظة دولية جاءت متأخرة، بعد خيبة الأمل من النظام الاقتصادي العالمي السائد حاليا، والأزمات العديدة المتزامنة وانهيارات الأسواق التي حدثت خلال العقد الأول من الألفية الجديدة، بما في ذلك الأزمة المالية والاقتصادية العالمية عام 2008، إضافة إلى أزمة الغذاء، حيث تخطى عدد جياع العالم المليار نسمة عام 2009، مشيرا إلى أن قمة اتحاد المصارف العربية التي جاءت اليوم لتساهم في متابعة ما بدأه العالم، والدفع باتجاه زيادة الاهتمام بالاقتصاد الأخضر لتحقيق التنمية المستدامة، من خلال إصلاح الاقتصاد، عبر التحول إلى الاقتصاد الأخضر من شأنه تحقيق دخل أعلى للفرد، مقارنة بنظيره في كل النماذج الاقتصادية الحالية».
الاقتصاد الأسود
وقال الشيخ الجراح: «ان اتحاد المصارف العربية معني كغيره من المنظمات الإقليمية والدولية، في مواجهة هذه التحديات، والبناء على القرارات الدولية، ومتابعتها ووضع الآليات في نطاق حدوده، لتعزيز ثقافة الاقتصاد الأخضر» الذي يحتوي على الطاقة الخضراء التي يعتمد توليدها على الطاقة المتجددة، وذلك عن طريق تعزيز الاستثمارات الداعمة للبيئة لدى مصارفنا الأعضاء، وتنظيم المؤتمرات والندوات، لترسيخ هذا الدور المصرفي العربي الذي يقوم أساسه على معرفة الاقتصاديات البيئية، ومعالجة العلاقة ما بين الاقتصاديات الإنسانية والنظام البيئي الطبيعي، والتعرف كذلك على الأثر العكسي للنشاطات الإنسانية على التغير المناخي والاحتباس الحراري، بما يناقض ما يعرف «بالاقتصاد الأسود» الذي يعتمد على الوقود الأحفوري، لضمان تحقيق النمو الاقتصادي الحقيقي والتنمية المستدامة، وتوفير ما يعرف بفرص العمل الخضراء والحفاظ على الطاقة الفعالة، ومنع التلوث البيئي، والاحتباس الحراري، واستنزاف الموارد والحد من التراجع البيئي، محذرا من مغبة التأخير في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة هذا الواقع، وقال: «إننا مدعوون كمصرفيين اليوم - وأكثر من أي يوم مضى - إلى الاستثمار في الطاقة النظيفة، والوصول إلى أهداف مقبولة عالميا لتقليص الفقر، وذلك لأننا كلما تأخرنا في التصرف، سيكون طريقنا نحو تحقيق أهدافنا أكثر صعوبة وأعلى كلفة».
منصة هامة
واعتبر الشيخ الجراح ان القمة شكلت منصة دولية هامة نظرا لأهمية أوراق العمل التي ناقشتها، والتي لم تقتصر على تقييم التداعيات العالمية لاجتماع باريس cop 21 حول تأثير التغير المناخي، ولكنها اشتملت على قضايا أخرى كثيرة ذات صلة، ومن بينها البحث عن الطاقة البديلة مع استمرار الهبوط في أسعار النفط عالميا، وآليات التحول نحو الاقتصاد الأخضر، مع التركيز على أهمية الاستثمار في سوق السندات الخضراء في النظام المالي، والاستثمار في سوق العقارات الخضراء كمبان منخفضة الكربون مقابل المباني التقليدية، وإبراز دور المشروعات الصغيرة والمتوسطة والناشئة في تعزيز الاقتصاد الأخضر، بما في ذلك معرفة الإجراءات والتعديلات المطلوبة من الجهات التنظيمية والبنوك المركزية لأحكام الرقابة على المشاريع المالية الجديدة والأسواق المتصلة فيه، فضلا عما يتعلق به من نظم وسياسات، وأدوات رقابية وعقوبات، إلى جانب مناقشة قدرة الصناعات الكبرى على الحد من الانبعاث، وأثرها على كلفة الإنتاج وأسعار التجزئة، ناهيك عن التعريف بالحوافز المقدمة للبنوك لتحويل المحافظ نحو مشاريع منخفضة الكربون.
قامة مصرفية
وأعرب الشيخ الجراح عن أمله في ان تحقق القمة أهدافها والخروج بتوصيات خلاقة وعملية تخدم توجهات وتطلعات الدول المشاركة نحو مستقبل أخضر لأجيالها القادمة، وبما يساعد على توفير الأمن في مجال الغذاء والطاقة والمياه على نطاق واسع من جانب، وتحقيق التنمية المستدامة الحقيقية ورفاهية البشر من جانب آخر.
وثمن الجراح عاليا تكريم القمة لرئيس مجلس إدارة اتحاد مصارف الإمارات والرئيس التنفيذي لمجموعة بنك المشرق والرئيس السابق للبرلمان الإماراتي عبدالعزيز الغرير، باختياره الشخصية المصرفية العربية لعام 2016، وذلك في احتفالية خاصة تخللها حفل عشاء بهذه المناسبة، واعتبره تكريما مستحقا لقامة خليجية عربية طالما أثرت بجهودها المتميزة القطاعين المالي والسياسي في آن واحد، باعتبارهما وجهان لعملة واحدة.