في 293 صفحة من القطع المتوسط يحكي علي النعيمي تجربة حياة صحراوية قاسية بدأت بالارتحال منذ مولده عام 1935 وتعلم فيها الصبر والكفاح من أجل البقاء.
ويقول عن تلك المرحلة «لا تزال بيوت الشعر في مخيلتي تتجاور منتصبة على الرمال. لقد عشنا حياة شبه معزولة عن المدنية والحضارة.. لقد كانت كتبنا هي الشمس الحارقة والقمر المنير والنـجوم الـمتلألئة وكانت مدارسنا مجالس السمر حول النار.. لم نأبه للفقر ولا لشظف العـيش.. أصـابتنا أمراض كثيرة نتيجة نقص الفيتامينات في طعامنا لكني كنت محظوظا لأني شهدت بداية النهضة وتباشير الازدهار».
والازدهار المقصود في كتاب النعيمي هو النفط الذي أسماه «كنز تحت أقدامنا» ويشرح الكاتب في هذا الفصل تفاصيل المرحلة الأولى من التنقيب عن النفط وعدم ثقة السعودية بالشركات البريطانية.
ويقول النعيمي «الأميركيون لم يكونوا بدورهم أقل سوءا من البريطانيين فقد كانوا انتهازيين يهتمون بجني الأموال لكن تلك الميول الانتهازية هي التي شفعت لهم مقارنة بميول البريطانيين الاستعمارية».
وفي تفاصيل مرحلة التنقيب عن النفط يروي النعيمي في صفحاته قصة رجلين كانا أسطورة الثلاثينيات وهما البدوي خميس بن رمثان والأميركي ماكس ستاينكي اللذان شكلا بوصلة الصحراء والسهم الذي يقود إلى الثروة الهائلة وأبديا ثقة بأن هذه الثروة حبيسة في قاع الأرض.
وفي سن الحادية عشرة بدأ النعيمي بالتعرف على المجتمع الأميركي من خلال وجود عمال النفط الأميركيون على الأراضي السعودية. وتنوعت اهتماماته من فنون لعبة البيسبول إلى الطباعة في شركة أرامكو قبل السفر إلى الولايات المتحدة في الستينيات للدراسة.
كان النعيمي عام 1984 أول مواطن سعودي يرأس شركة أرامكو الوطنية السعودية قبل تعيينه في منصب وزير البترول والثروة المعدنية من أغسطس 1995 إلى مايو 2016.
ويلقي النعيمي الضوء في كتابه على سنوات توليه المنصب وزياراته إلى معظم الدول كوزير وشخصية تهز العالم بقراراتها النفطية.
لعب النعيمي دورا لا يُستهان به على الساحة العالمية حتى ان ألان جرينسبان الرئيس السابق لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) وصفه ذات مرة بأنه «الرجل الأكثر أهمية الذي لم نسمع به قط».
ويعرض الكتاب حاليا في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب المستمر في العاصمة اللبنانية حتى
14 الجاري.