- لا نية حتى الآن لتغير المركز الرئيسي لـ «أمريكانا» في الكويت.. لكن الأمر وارد مستقبلاً
- غالبية الملاك في الصفقة الجديدة لـ «أمريكانا» من المؤسسات والشركات.. ونتوقع بيعهم
- الصناديق الأجنبية هي أكبر مالك من حصص الأقلية.. وستعيد ضخ سيولتها بالأسهم القيادية
- رغبة ملاك «أدبتيو» بإخراج «أمريكانا» غرضها تحويل الشركة إلى خاصة
- الشركات الأفضل هي قليلة الديون والالتزامات.. ولديها الحرية الأكبر للاستثمار
- نتوقع بيع 70% من الأقلية في «أمريكانا» حصصهم ضمن الاستحواذ الجديد
مصطفى صالح
توقع رئيس مجلس ادارة شركة الاستثمارات الوطنية حمد العميري في مقابلة مع «الأنباء» أن تدخل سيولة ضخمة الى البورصة الكويتية منتصف فبرابر المقبل مع انتهاء الاستحواذ الالزامي على أسهم الاقلية في شركة امريكانا.
ويرجح أن تصل صفقة الاستحواذ الى 325 مليون دينار او نحو 1.1 مليار دولار في حال باع كل المساهمين المتبقين ونسبتهم 33% حصصهم لشركة «ادبتيو» التي بدأت الاسبوع الماضي في تجميع اسهم الراغبين في البيع عبر شركة الاستثمارات.
وتوقع العميري أن يبيع نحو 70% من الاقلية في «امريكانا» حصصهم ضمن الاستحواذ الجديد.
كما كشف ان غالبية هؤلاء الملاك من المؤسسات والشركات، وان الصناديق الأجنبية هي أكبر مالك من حصص الأقلية، مرجحا أن تبيع هذه الصناديق ملكيتها وتعيد استثمار الأموال في اسهم قيادية وتشغيلية شبيهة بـ «أمريكانا» من حيث العوائد.
وقال العميري إن الهدف من رغبة ملاك «أدبتيو» بإخراج «أمريكانا» من البورصة الكويتية هو تحويلها الى شركة خاصة، قائلا إن المحادثات مع هؤلاء الملاك لم تكشف عن نيتهم تغيير المركز الرئيسي لـ«امريكانا» في الكويت، لكن لم يستبعد هذا الأمر مستقبلا.
وفي سياق ما يجري في البورصة من موجة تفاؤل وشراء منذ بدء صفقة الاستحواذ الاختياري على حصة مجموعة الخرافي البالغة 67% في «امريكانا»، اعتبر العميري ان هذه السنة ستكون سنة تأسيس للبورصة الكويتية وسيتواصل الزخم في حال واصلت المؤشرات والسيولة في الصعود.
وقال إن الأسهم التي حافظت على أرباحها خلال 7 سنوات الأزمة ستكون صاحبة النصيب الأكبر في ظل هذه الموجة، إضافة إلى الشركات قليلة الديون والالتزامات، فهذه لديها الحرية الأكبر للاستثمار والحركة بالبورصة، ملاحظا وجود إشارات واضحة على حركة استحواذات في السوق بدأت منذ العام الماضي.
واستبعد العميري الشركات ذات الديون من الاستفادة من الموجة معتبرا أن وضعها سيكون صعبا ومقلق للمستثمرين.
فإلى التفاصيل:
بدأتم في تجميع أسهم الأقلية في شركة «أمريكانا»، ما النسبة التي تتوقعون أن تجمعوها من هؤلاء؟
٭ بداية أود أن أوضح أن الإقبال كان جيدا من هؤلاء الاقلية، فقد استبقنا بداية عملية الاكتتاب لبيع اسهم «امريكانا» الخميس الماضي، حيث تواصلنا مع المساهمين وشعرنا باهتمام كبير منهم بهذا الموضوع ووفرنا لهم مقرا دائما بالشركة، بالاضافة الى توفير خدمة بالذهاب اليهم اينما كانوا لتسهيل الاجراءات عليهم.
ويعتبر هذا الاقبال جيدا حتى الان، وأتوقع خلال الفترة المقبلة تجميع اسهم نسبة كبيرة من المساهمين في الاستحواذ الإجباري، تضاف الى نسبة الاستحواذ الاختياري البالغة 67%.
ونتوقع ان تصل نسبة الراغبين في البيع الى نحو 70% من النسبة المتبقية، وهي 33% عند اتمام عملية البيع.
حسب المعلومات لديكم، هل هؤلاء الاقلية افراد ام شركات؟
٭ الاغلبية كأسماء هي لأفراد، ولكن الاغلبية كملكية هي لمؤسسات وشركات، والامر الجيد هنا هو ان اغلب هذه الملكيات لصناديق اجنبية، وهو ما يعطي مؤشرا بان «امريكانا» هي جزء من منظومة استثمارات الصناديق الاجنبية داخل السوق الكويتي.
وهو ايضا مؤشر الى ان تخارج هذه الصناديق الاجنبية من «امريكانا» قد يكون توجه نحو شركات تشغيلية اخرى تعمل بنفس نمط «امريكانا»، وليس شرط ان تتوجه نحو قطاع الاغذية ولكنها ستكون نحو شركات تشغيلية، وذلك وفقا للطبيعة الاستثمارية للصناديق الاجنبية في الاسواق الناشئة بتخصيص نسبة معينة من استثماراتها للشركات التشغيلية في السوق.
هل لاحظتم نية هذه الصناديق الاجنبية للتخارج من حصتها بـ «امريكانا» في الفترة المقبلة؟
٭ نعم لاحظنا ذلك، فبحسب ما اعلنا سابقا، هناك نية لدى شركة ادبتيو المستحوذة على النسبة الاكبر في الشركة بـ 67% بالتخارج من البورصة الكويتية، وهو ما يتعارض مع استراتيجية الصناديق الاجنبية بالاستثمار في الشركات المدرجة في البورصة، ومؤشر خروج «امريكانا» من البورصة سيدفع هذه الصناديق الى بيع اسهمها في الشركة ضمن الاستحواذ، ونحن نتوقع أن يتم هذا السيناريو.
لماذا ترغب «ادبتيو» في التخارج من البورصة الكويتية، وهل تريد الادراج في سوق اخر كسوق دبي؟
٭ من الواضح حاليا ان الملاك في «ادبتيو» يرغبون في ان تكون الشركة خاصة وغير مدرجة بأي بورصة، ولكنها ستستمر بنفس ادائها التشغيلي.
فبالنظر الى الشركات المدرجة نجد ان هناك لوائح وانظمة تنظم عمل الشركة من حيث الافصاحات واعلانات الارباح وغيرها، فيما تتجنب الشركة هذه الامور في حال عدم ادراجها.
اما فيما يخص الادراج في سوق آخر، فحاليا ليس هناك اي توجه في هذا الامر، ولكن بالمستقبل هذا امر وارد وممكن حدوثه.
هل سيستمر المركز الرئيسي للشركة في الكويت؟
٭ حاليا سيستمر في الكويت، ولكن انتقالها الى مكان اخر وارد، وارجح حدوث هذا الامر فالشركة اصبح ملاكها من خارج الكويت، بالاضافة الى ان «امريكانا» تتميز بان استثماراتها معظمها خارج الكويت، فهي كانت من الشركات الناجحة التي تستثمر خارج الكويت وتدر دخلا وارباحا الى الكويت، لذلك من السهل تواجد مقرها في اي دول اخرى غير الكويت.
كيف سيؤثر خروج «امريكانا» على البورصة الكويتية؟
٭ بالطبع لا نريد ان تخرج «امريكانا» من السوق، ففي الأسواق غالبا ما يتم حساب العائد الجاري للشركات كمجموعة ونسبتها الى القيمة الرأسمالية للشركات، لذلك فان خروج «امريكانا» من البورصة سيفقدها اصلا يعطي عائدا جاريا ممتازا للبورصة الكويتية، وهو ما يعتبر خسارة للسوق الكويتي.
ولكن اتوقع انعكاس هذا الخروج ايجابيا على سيولة السوق، والسبب هو اتمام الاستحواذ الاجباري سيضخ بالسوق نحو 325 مليون دينار وهذا ستكون له قيمة تعود بالفائدة على السوق من ناحية السيولة، ولكن كقيمة جارية من حيث توزيعات الارباح والعوائد الجاري، فهذا سيكون خسارة للسوق الكويتي.
أي القطاعات تتوقع ان تذهب اليها هذه السيولة الجديدة؟
٭ اتوقع ان تذهب الى قطاع البنوك والشركات التشغيلية، فمعدل تداول «امريكانا» بالسوق متدن جدا وبالتالي ملاك امريكانا هم ملاك يستحوذون على حصص للحصول على عوائد جارية، لذلك سيتجهون الى الشركات التي تحقق عوائد جيدة.
ويمكننا التحقق من هذا الاثر على السوق المحلي والشركات التشغيلية خلال منتصف فبراير المقبل، اي عند اتمام صفقة الاستحواذ الالزامي وتحويل الاموال الى المساهمين، ولكن هذا مجرد توقع.
هل ترى أن عودة الثقة الى سوق الاسهم يشكل سنة تأسيس للبورصة الكويتية؟
٭ هذا صحيح، فصفقة «امريكانا» كانت بمنزلة انطلاق عودة الثقة في الربع الاخير من العام الماضي، ونحن سعينا الى اتمام هذا الموضوع لاهتمامنا بالسوق بشكل عام ليس فقط بشركة معينة، وبكل تأكيد هناك تأسيس يحدث للبورصة هذه الايام وهذا التأسيس اذا استمر فسيعطينا مؤشرات جيدة، لذلك اتوقع ان تكون الأوضاع افضل في البورصة خلال 2017.
هل لاحظتم ان هناك اهتماما من مساهمين لإتمام استحواذات جديدة بالبورصة؟
٭ نعم هناك اهتمام، فمنذ العام الماضي كانت هناك استحواذات على نسب في بعض الشركات ووصلنا الى نسب جيدة، لكن يبقى الاهم هو مدى سيولة السوق لاتمام استحواذ معين، فاذا استمرت معدلات التداول مرتفعه فهذا مؤشر جيد لاستحواذات جديدة في ظل استمرار تدني اسعار اسهم الشركات التشغيلية في البورصة، وهو مؤشر ايجابي يبنئ باستحواذات جديدة خلال 2017.
مجموعة الخرافي أقوى بعد بيع «أمريكانا» ومتواجدة بالبورصة بنسبة كبيرة.. ومستمرة لصناعة السوق
قال حمد العميري إن وضع مجموعة الخرافي، التي تعتبر العميل الرئيسي لشركة الاستثمارات الوطنية، سيكون جيدا جدا وأقوى بعد ان اتم صفقة حصته في شركة امريكانا.
وأكد العميري ان المجموعة لم تخرج من السوق وما زالت نسبتها من اجمالي القيمة الرأسمالية للسوق جيدة جدا.
وقال ان أسواق المنطقة اصبحت متداخلة، فعندما نتحدث عن السوق الكويتي فنحن نتحدث عن السوق الخليجي من ناحية تداخل استثماراتنا واستثمارات مجموعة الخرافي بين الكويت ودول الخليج، لذلك نؤكد على ان مستثمرنا الرئيسي بالشركة ما زال متواجدا في السوق وسيظل متواجدا، واتوقع خلال الفترة المقبلة ان يكون تواجدنا كصانع سوق من خلال شركاتنا المتواجدة كما كنا بالسابق.
نصائح للمستثمرين.. أين تشتري الآن؟
في رده على سؤال حول أين الفرصة الأفضل اليوم للمستثمرين في الاسهم وبأي قطاعات؟ اجاب حمد العميري:
اعتقد ان جميع الشركات التي حافظت على معدلات ارباح، حتى لو كانت متدنية، خلال فترة الهبوط الكبير التي شهدها السوق في الـ 7 سنوات الماضية، ستكون هدفا للمستثمرين لانها استطاعت ادارة منظوماتها وشركاتها في ظروف سيئة.
ويضاف الى ذلك ان هناك بعض الشركات ليست عليها ديون كبيرة ولا توجد عليها التزامات تجاة البنوك سيكون لها الحرية في الدخول والاستثمار بالسوق وهذه الشركات ستكون هدفا لنا. ولكن الشركات التي توجد عليها دون كبيرة سيكون وضعها غير جيد ومقلق للمستثمرين.