- المخاطر الجيوسياسية المتنامية وفرصة الركود اقتصادي بأميركا تؤديان لتقليص مستويات النمو والطلب
قال تقرير صادر عن «ساكسو بنك» انه في حين يستعد دونالد ترامب الرئيس المنتخب للولايات المتحدة الأميركية للانتقال إلى عنوانه الجديد في سدة البيت الأبيض – 1600 شارع بنسلفانيا، تعد ولايته الرئاسية بالكثير من التقلبات ومجموعة متنوعة من السياسات الاقتصادية التي ستؤدي إلى تراجع مكانة الولايات المتحدة على خارطة القيادة الدولية.
وكما يقوم العالم بإجراء أعماله الخاصة، فإن المستويات الأدنى من التركيز الأميركي على المنطقة الخليجية ستحمل بكل تأكيد أثرا إيجابيا على أسواق السلع.
وربما يكون ترامب قد نجح بالفوز في الانتخابات الرئاسية الأميركية بمساعدة حملته الشعبوية والوعود الكبيرة، ولكن مع استعداده للانتقال إلى البيت الأبيض، حان الوقت لتذكير الجميع بأن السياسة لابد أن تلعب دورها وأن النجاح لا يمكن أن يعتمد فقط على العوامل النفسية.
وينطوي مزيج السياسات الذي يعتمده ترامب على بعض العوامل الداعمة للنمو وبعض الجوانب السلبية.
وعلى المدى الطويل ومن وجهة نظر اقتصادية، إنها سلبية تماما، إذ ان السياسة الخارجية الجديدة للولايات المتحدة ستتسم بالعشوائية والانتهازية، وستؤدي في نهاية المطاف إلى نشوء عامل سلبي آخر في موقع الولايات المتحدة بالنسبة للقيادة الدولية.
وباعتبار أن تركيزه مدفوع محليا بنسبة 100% على غرار بطله المفضل الرئيس السابق ريتشارد نيكسون، ستكون ولاية ترامب الجزء الأخير من الدورة التي بدأت إما مع قيام نيكسون بإخراج الولايات المتحدة عن معيار الذهب عام 1971 أو مع تقديم ريغان لاقتصاديات جانب العرض وإعادة تقديم سياسات الحرية الاقتصادية عام 1981، ومن بعدها الكابوس الذي امتد لثلاثين عاما من المزيد والمزيد من تدخلات البنك المركزي ليس فقط في تحديد أسعار الفائدة، بل أيضا في التراجع المستمر لحرية التداول في الأسواق
.وقال التقرير ان مسألة تركيز السياسة التجارية للولايات المتحدة في عهد ترامب على خفض العجز التجاري تعني أن دول الخليج يمكن أن تتلقى قدرا أقل من التركيز مع إفساح ترامب المجال للصين وبقية العالم في القيام بالمزيد من الأعمال.
وفي حين ستؤدي المخاطر الجيوسياسية المتنامية وفرصة الـ 60% لحدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة إلى تقليص مستويات النمو والطلب، ستقدم السلع أداء جيدا بشكل عام.
ويعتبر اعتماد دولار ضعيف كسياسة معلنة بمنزلة جانب إيجابي خالص بالنسبة للسلع من خلال زيادة مستويات الطلب عبر انخفاض الأسعار، ولذلك من المحتمل أن تقدم سلع الذهب والفضة أداء متفوقا ضمن بيئة تحيط بها التوقعات التي تؤذن بارتفاع معدلات التضخم، وسيكون تداول النفط ضمن نطاق 40/60.
واشار التقرير الى ان رئاسة ترامب ستكون في أحسن الأحوال فوضوية وتجريبية، وفي أسوأ الأحوال سيقدم ترامب نسخة مطابقة بحلة القرن الحادي والعشرين لسنوات نيكسون القليلة في البيت الأبيض، حين تخلت الولايات المتحدة عن دور الشرطي العالمي.
وهذا يعني دعما أقل لنموذج أعمال دول الخليج بسبب العوائق المتكررة التي تقف في وجه الاستيراد، وسياسة الدولار الضعيف والحملة الشعواء على مجلس الاحتياطي الفيدرالي – ولكن هذا المناخ لن يحمل أي أثر سلبي خالص على السلع، يعتبر التغيير أمرا جيدا بحق، وستكون الفترة بين عامي 2017-2020 فترة تشهد تحرك العالم إلى الأمام من خلال تجربة تلك الأشياء التي لا نريدها بصورة شاملة.