الرشيد: ارتفاع الأسعار يعود في الأساس إلى بدء التعافي الاقتصادي من الأزمة خاصة في أميركا
بودي: «أوپيك» ستلجأ إلى زيادة الإنتاج في اجتماعها المقبل إذا لامست الأسعار حاجز الـ 100 دولار
أحمد مغربي
أجمع عدد من النفطيون على أن صعود أسعار النفط أمس وتجاوزها عتبة الـ 80 دولارا للبرميل للمرة الأولى خلال العام الحالي ما هو الا خير دليل على بدء تعافي الاقتصاد العالمي من الوهن الذي أصابه جراء الازمة المالية التي أطاحت بأسعار النفط التي وصلت الى ذروتها عند 150 دولارا للبرميل خلال العام الماضي.
وقال بعض النفطيين لـ «الأنباء» ان ارتفاع الأسعار يعود في الأساس الى ضعف الدولار مقابل العملات الرئيسية الأخرى لان العلاقة بين سعر النفط والدولار هي علاقة عكسية دائما، والدول المنتجة التي تبيع نفطها بالدولار تحاول تعويض انخفاض العملة الأميركية عن طريق رفع السعر.
والبعض ارجع هذا الارتفاع الى وجود مضاربات كبيرة في الأسواق النفطية خاصة في دول جنوب شرق آسيا والتي تعتبر اكبر مستورد للنفط في المنطقة، مرجعين الارتفاع كذلك الى قدوم فصول الشتاء والتي عادة ما تشهد زيادة في الطلب على النفط.
وأوضحوا أن ان مستوى الأسعار سوف يظل يدور حول 75 دولارا للبرميل صعودا وهبوطا وقد يخترق حاجز الـ 85 دولارا خلال فترة وجيزة لكنه لن يصمد كثيرا فوق هذا الحاجز.. وفيما يلي التفاصيل:
في البداية توقع رئيس مكتب الأفق للاستشارات الإدارية وعضو المجلس الاعلى للبترول السابق د.خالد بودي أن تلجأ منظمة الدول المصدرة للنفط «أوپيك» الى زيادة الإنتاج خلال اجتماعها المقبل في شهر ديسمبر المقبل اذا استمرت أسعار النفط في الارتفاع وتجاوزت حاجز الـ 100 دولار للبرميل.
وقال بودي ان ارتفاع أسعار النفط وتجاوزها أمس حاجز الـ 80 دولارا للبرميل يأتي في الأساس الى بدء التعافي الاقتصادي من الازمة المالية العالمية وخاصة في الولايات المتحدة الأميركية التي بدأ اقتصادها يشهد بوادر تحسن كبيرة، وخير دليل تجاوز مؤشر الداو جونز حاجز الـ 10 آلاف نقطة خلال الاسبوع الماضي وتحسن الناتج المالي لمعظم البنوك والشركات الأميركية التي تأثرت بالأزمة في أرباحها بالربع الاول والثاني من العام الحالي.
وذكر أن النفط يرتبط بعنصرين أساسيين هما العرض والطلب والمضاربات، وحاليا وبعد ظهور حالات التعافي العالمي بدأ الطلب على النفط يزداد وتزامنت مع ذلك زيادة المضاربات السعرية التي أوصلت الأسعار إلى هذا الارتفاع، موضحا أن هبوط أسعار النفط المبالغ منذ نهاية العام الماضي وبداية العام الحالي أحدثت حالة من الغبن للدول المنتجة للنفط.
وأشار الى أن سعر 80 دولارا للبرميل هو سعر عادل ومنطقي خاصة ان هذا السعر سوف يتيح للدول المنتجة البدء في تنفيذ العديد من المشاريع الاستكشافية التي تعطلت منذ نشوب الازمة الاقتصادية، متوقعا أن تصل الأسعار في المستقبل القريب الى 85 دولارا للبرميل وذلك تجاوبا مع نسبة التضخم السنوية المرتفعة التي وصلت في بعض الدول المنتجة للنفط الى مستويات قياسية.
وبين بودي أن ارتفاع أسعار النفط ليس لها أي علاقة بانخفاض سعر الدولار مقابل العملات الرئيسية خاصة ان سعر الدولار لا تتحكم به الدول المنتجة وانما يتحدد باداء الاقتصاد الأميركي بشكل عام، مضيفا «الكل يعلم أن الاقتصاد الأميركي بدأ في التعافي وسيكون لهذا التحسن مردود كبير في الأسعار».
واستبعد بودي أن ترتفع أسعار النفط وتكسر الحواجز السابقة التي وصلت اليها خلال العام الماضي، مشيرا الى أن الارتفاع السابق كان مبالغا فيه جدا وكانت تأثيراته مدمرة للاقتصاد على المدى البعيد، مشيرا الى انه في حالة وصول الأسعار الى 100 دولار سيكون مردود هذا الارتفاع سلبيا على الاقتصاد المحلي في زيادة معدلات التضخم.
ضعف الدولار
من جانبه قال الخبير النفطي كامل الحرمي ان ضعف الدولار مقابل العملات الرئيسية هو السبب الرئيسي في تجاوز أسعار النفط حاجز الـ 80 دولارا مسجلة اكبر ارتفاع خلال العام الحالي، موضحا أن سعر النفط الحالي الواقع بين 75 و80 دولارا للبرميل هو سعر عادل ويساعد الدول المنتجة على تحقيق المزيد من الاستثمارات في القطاع النفطي.
وبين الحرمي أن سعر 80 دولارا لبرميل النفط مرتفع بعض الشيء وليس له ما يبرره من عوامل أساسية في السوق، موضحا أن صعود الأسعار في الفترة الأخيرة ينم عن نوع من مضاربة كبيرة في السوق المتخمة بالمعروض.
سعر مؤقت
بدوره قال رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لشركة البترول الوطنية سامي الرشيد ان ارتفاع أسعار النفط وكسرها حاجز الـ 80 دولارا سيكون مؤقتا جدا، ولكن بشكل عام الأسعار في تحسن وسوف تستقر ما بين الـ 70 و80 دولارا للبرميل.
وأوضح أن ارتفاع الأسعار سيكون وقتيا وستعود الأسعار من جديد الى طبيعتها التي حددتها «أوپيك»، موضحا أن المنظمة تنظر دائما الى معطيات السوق وتدرس ما اذا كان هناك أي مضاربات او نقص في الإمدادات تتحكم في هذه الارتفاعات. واكد على أن هناك دولا مصدرة للنفط من خارج «أوپيك» مثل روسيا زادت إنتاجها بشكل كبير خلال الاشهر القليلة الماضية مستغلة فرصة تحسن الاسعار، موضحا ان روسيا وحدها زادت انتاجها ليصل الى 10 ملايين برميل يوميا أي اعلى من السعودية بمقدار 2 مليون برميل.
بدوره قال عضو مجلس الادارة والرئيس التنفيذي في شركة ايكاروس للصناعات النفطية سهيل بوقريص ان توقعات أسعار النفط خلال الفترة المقبلة تحتاج الى جائزة لمن يجيب عنها خاصة ان هناك العديد من المعطيات التي تتحكم في السوق ومن خلالها يتحدد سعر النفط.
وأوضح بوقريص أن هناك عدة عوامل تتحكم في سعر النفط والمشاهد لهذه التحركات التي بدأت منذ اكثر من 15 يوما يعلم جيدا أن هذه العوامل تتركز في المضاربات التي بدأت في التحكم بالسوق وكذلك حالات التحسن الاقتصادي خاصة في دول جنوب شرق أسيا والتي تعتبر اكبر مستورد للنفط في المنطقة، مضيفا أن الأسواق سوف تشهد حالة من ارتفاع الطلب خاصة مع قدوم فصل الشتاء.