أثارت الأزمة المالية في الغرب من بين ما أثارته سخطا شعبيا عارما على مديري الشركات المالية والبنوك بسبب الارقام الفلكية التي كانوا يتقاضونها كرواتب وبشكل خاص كمكافآت. ومع ضخ الحكومات لتريليونات من الدولارات لانقاذ بعض من أكبر تلك المؤسسات ارتفعت الأصوات المنادية بوضع ضوابط لهذه المكافآت حتى لا يبدو وكأن الحكومات تكافئ أولئك الذين اعتبروا مسؤولين الى حد كبير عن الممارسات المتهورة التي ادت إلى الازمة. ومن جهتهم بادر المديرون الى الدفاع عن الرواتب والمكافآت الكبيرة بالقول إنها تضمن اجتذاب افضل الكفاءات من جهة وتمنع هروبها الى مؤسسات اخرى تغريها بمبالغ اكبر. وترى مجلة «بزنس ويك» الأميركية أن الاشهر القليلة الماضية اثبتت صحة تلك المخاوف وان خبراء اصطياد المواهب يجري استخدامهم من قبل شركات مالية كبيرة في «وول ستريت» لاقتناص الكفاءات من شركات مثل «سيتي غروب» و«ايه اي جي» وغيرها من تلك الخاضعة للقيود الاميركية والأوروبية التي فرضت على الرواتب.
يقول احد العاملين في شركة لاصطياد هذه الكفاءات ان المديرين المستهدفين يضمون مديرين من مؤسسات مالية أميركية استفادت من «برنامج اعانة الاصول المضطربة» والذي ضخت الخزانة الاميركية بموجبه مليارات الدولارات من اموال دافع الضرائب الاميركي الى بنوك مثل «سيتي غروب» و«بنك أوف أميركا» خلال الازمة المالية.
ولكن بعض المحللين يشكون في صحة هذه الادعاءات ويعتبرونها خداعا ويقولون ان الاوضاع الاقتصادية الحالية تعني انه لا توجد اماكن كثيرة يمكن للمديرين الهرب اليها للحصول على مكافآت ضخمة. وقال مسؤولون في البيت الابيض ان كينيث فاينبرغ الذي عينه الرئيس اوباما مشرفا على مكافآت مديري البنوك يعتزم تخفيض رواتب المديرين بنسبة 90% في المتوسط وتقليص اجمالي التعويضات بنسبة 50% لـ 25 من اصحاب أعلى الرواتب في الشركات المالية السبع التي ساعدتها الحكومة. وكانت بريطانيا قد اعلنت في وقت سابق عن الاتفاق مع خمسة بنوك على التقيد بالحدود على المكافآت التي تم الاتفاق عليها بين دول مجموعة الـ 20 في اجتماعها في سبتمبر الماضي. وتضمنت التوصيات ارجاء بعض المكافآت واحتمال استرداد جزء منها إذا لم يكن اداء هذه المؤسسات بالمستوى الذي منحت على اساسه.