قال التقرير الأسبـــــوعي للمجموعة الدولية للوساطة المالية في رصده لحركة أسواق المال العالمية، ان صافرات الإنذار قرعت من جديد في أسواق المال العالمية بعد ان أعلنت دبي انها ستطلب من دائني شركتي دبي العالمية ونخيل العقارية تعليق المطالبة بسداد ديون بمليارات الدولارات كخطوة أولى لإعادة هيكلة الشركتين.
وأوضح التقرير ان هذه الأنباء هزت الأسواق التي مازالت تحاول التعافي من انهيار سوق الإسكان الأميركية وامتداد أثره الذي هدد بانهيار النظام المالي العالمي العام الماضي، وتراجعت أسهم البنوك الأوروبية والآسيوية وشركات الإنشاء الآسيوية والتي لها تعاملات مع دبي بشكل لافت.
وأشار التقرير الى ان الذعر امتد الى الجانب الآخر من «الأطلنطي» حيث تراجعت الاسهم الأميركية في تداولات يوم الجمعة الماضي في وول ستريت، واسرع رئيس الوزراء البريطاني الى طمأنة الأسواق الى ان ازمة دبي ستكون قصيرة الأجل ولن تؤثر في الانتعاش الاقتصادي في حين يري العديد من المراقبين ان أزمة دبي ستكون بداية لحركة تصحيح لأسعار الأسهم العالمية بعد الارتفاع الذي شهدته هذا العام.
واشار التقرير الى ان الكثيرين يتخوفون من ان البنوك الكبرى وهي الأكثر تعرضا لديون دبي قد تحجم مجددا عن الإقراض وبالتالي تتوقف أسواق الائتمان والسندات عن لعب دورها في تمويل الانتعاش الاقتصادي العالمي كما حدث في بداية الأزمة وهو ما دفع رئيس وزراء كندا الى الإعلان عن ان دول مجموعة الـ 7 ستناقش ازمة دبي في اجتماعها المقبل.
وبين التقرير ان وزارة الخزانة الأميركية أعلنت انها تراقب عن كثب الوضع في دبي، وأفادت بيانات بأن البنوك البريطانية لديها تعرض لمشاكل ديون محتملة في الامارات أكبر بكثير من أي منافسين آخرين لها في العالم، وقال محللون ان تعرض البنوك البريطانية أكبر من تعرض أي منافس لها بسبب العلاقات البريطانية التقليدية بالشرق الأوسط وبسبب تركيزها على الأسواق الناشئة الى جانب القروض التي قدمتها خلال الطفرة العقارية في دبي. وقال بنك التسويات الدولية ان اجمالي قروض البنوك البريطانية للإمارات يبلغ 50 مليار دولار من أصل 123 مليار دولار هي اجمالي قروض البنوك العالمية للإمارات.
وتراجعت الاسهم الأميركية في جلسة مختصرة يوم الجمعة الماضي وسط مخاوف من أن النظام المالي العالمي لم يستقر تماما بعدما طلبت مجموعة مملوكة لحكومة دبي تأجيل سداد ديون. وهبط مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأميركية الكبرى 154.48 نقطة أي ما يعادل 1.48% ليغلق بحسب بيانات غير رسمية عند 10309.92 نقاط.
أسوأ مستويات
وهبط مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 37.61 نقطة أو 1.73% الى 2138.44 نقطة. وأغلقت المؤشرات فوق أسوأ مستوياتها بعدما تخلى الدولار الأميركي عن بعض مكاسبه التي حققها في وقت سابق يوم الجمعة الماضي واستردت أسعار السلع الأولية العالمية بعض عافيتها.
كانت مؤشرات الاسهم الأميركية الرئيسية تراجعت 2% أو أكثر عند الفتح. واختصرت جلسة معاملات سوق الاسهم الأميركية يوم الجمعة بعد عطلة عيد الشكر وعلى مدار الاسبوع هبط داو 0.1% وخسر مؤشر ناسداك 0.4%.
وفي أسواق الصرف العالمية سجل الين أعلى مستوياته في 14 عاما أمام الدولار وارتفع بشكل عام يوم الجمعة الماضي في حين قفز سعر الدولار أمام أغلب العملات مع إحجام المستثمرين عن المخاطر وسط مخاوف بشأن مشكلة ديون في دبي.