صدر العدد الجديد من مجلة «المصارف» (ديسمبر) التي يصدرها اتحاد مصارف الكويت، حيث تضمن العدد تغطية شاملة لملتقى الكويت المالي الذي عقد الشهر الماضي (1 ـ 2 نوفمبر) وحقق نجاحا قل نظيره على صعيد المؤتمرات في الكويت، فكان بمثابة لمّ الشمل العربي والخليجي والاقليمي من محافظي البنوك المركزية الخليجية والعربية ومصرفيين واستثماريين وعقاريين وتجاريين واقتصاديين، كل حاملا اختصاصه وذلك لمناقشة تداعيات الازمة المالية العالمية وانعكاساتها على تلك القطاعات، فكان الملتقى حاشدا ومنظما على نحو جيد من مجموعة الاقتصاد والاعمال بدعم كبير من بنك الكويت المركزي وبالتعاون مع اتحاد المصارف.
وكان محافظ بنك الكويت المركزي الشيخ سالم العبدالعزيز، افتتح الملتقى بكلمة قال فيها: «لاتزال الازمة المالية والاقتصادية العالمية تلقي بتداعياتها وانعكاساتها المؤثرة على مختلف دول العالم، واصبحت تشكل المحور الاساسي لاهتمام الباحثين وصانعي السياسات والمسؤولين بمختلف مستوياتهم ومواقفهم سواء على الصعيد المحلي او الاقليمي او العالمي.
ويأتي ذلك نظرا لجسامة وعمق ما ادت اليه الازمة المالية والاقتصادية العالمية من تداعيات وما افرزته من تحديات اهتز معها العديد من القواعد والآليات المنظمة لعمل الاسواق والنظم المالية والنقدية والرقابية في مختلف دول العالم، مع امتداد تداعيات هذه الازمة الى القطاع الحقيقي للنشاط الاقتصادي، فيما تمكن مشاهدته من حالة عامة من الركود والانكماش.
هذا وقد تضمن العدد حوارا خاصا مع الرئيس التنفيذي لبنك hsbc «الكويت» لويد مادوك «للمصارف» اعتبر فيه ان سرعة تعافي اقتصادات منطقة الخليج ستعتمد على نطاق وديمومة الحوافز المالية، والتركيز المحلي على النمو، وسيولة القطاع المصرفي، وامكانية الوصول الى اسواق التمويل الدولي، وهناك بعض الاشارات الى ان الانتعاش قد بدأ، رغم ان معدل التضخم الآخذ بالانخفاض يوحي بان الطلب مستمر في ضعفه، ومن المحتمل لبعض الشركات المتعثرة في الكويت ان تفشل.
كما تضمن العدد لقاء خاصا مع الخبير والمحاضر المتخصص في علوم الرياضيات وادارة المخاطر البروفيسور بول ويلموت قال فيه ان دول منطقة الشرق الاوسط كانت اقل تعرضا لمخاطر الازمة المالية العالمية بسبب اعتمادها على اسس اكثر تحفظا في الاقراض والتمويل، كما نأت بنفسها عن الانغماس في تداول المشتقات التي بلغت مستوياتها ارقاما فلكية وعرضت للمخاطر الشديدة كبرى الشركات المالية في العالم، الامر الذي حال دون سقوط وافلاس المؤسسات المالية بالجملة في هذه المنطقة كما حدث في مناطق اخرى من العالم.