عمر راشد
كشف نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في مجموعة زين د.سعد البراك أن المجموعة تتجه لتحقيق إيرادات بقيمة 8.2 مليارات دولار للعام الحالي رغم تداعيات الأزمة المالية، مشيرا الى أن تلك النتائج تعد جيدة للغاية مقارنة بالعام الماضي والذي بلغ فيه حجم الإيرادات 7.4 مليارات دولار وبنمو يصل إلي 10.8%.
وأضاف البراك في تصريح صحافي، أمس، خلال مشاركته في مؤتمر «نموذج القيادة الجديدة» أنه لا جديد فيما يتعلق بصفقة «زين أفريقيا»، مبينا أن هناك «خُطابا كُثر» ، إلا أنه لا توجد أسعار مناسبة حتى الآن.
واستدرك بالقول إن زين أفريقيا ماضية في تنفيذ إستراتيجيتها وخططها المستقبلية، مبينا أنها استفادت كثيرا من الأزمة وستسعى للتركيز على تحقيق أرباح جيدة في العام 2011 وما بعدها.
2009 عام صعب
وبيّن أن عام 2009 كان «صعبا» بكل المقاييس على خلفية تأثيره في نمو قطاع الاتصالات، موضحا أن النمو في سوق الاتصالات الأفريقي كان يتراوح بين 30 و40% وانخفض إلى الصفر خلال العام الحالي، مبينا أن معدل النمو في السوق الخليجي يتراوح بين 7 و 15% خلال الـ 5 سنوات الماضية، إلا أنه في هذا العام انخفض إلى 0.2%.
واستدرك البراك قائلا أنه على الرغم من تداعيات الأزمة إلا أن المجموعة استفادت كثيرا من وضعها وأعادت هيكلة الكثير من الشركات ونتطلع لتفاؤل أكبر في 2010 ومستمرون في نفس الاستراتيجية والمنهجية.
وأضاف البراك أنه ثقل أعباء التمويل زادت من الضغط السلبي على قطاع الاتصالات الخليجي وأدت إلى مزيد من البطء في سوق الاتصالات. وقال إنه بلا شك ان تلك النتائج ستلقي بظلالها من خلال نتائج شركات الاتصالات هذا العام، مبينا أن زين السعودية وزين غانا أثرتا سلبيا على النتائج المالية للمجموعة بمقدار 300 مليون دولار، مبينا أن السنوات الثلاث من بدء التشغيل لم تحقق أرباحا وإنما تركزت جميعها في أعباء التشغيل.
فشل صفقة «بالتل»
وحول أسباب فشل صفقة بالتل الأردنية، قال إن السبب في فشل الصفقة يتعلق بالجانبين الأردني والفلسطيني، مبينا أن عوامل ظهرت لم تكن في الحسبان من قوانين وخلافه أثرت سلبا في الأداء، مضيفا أن هناك ضرائب تم فرضها ما أنزل الله بها من سلطان، مبينا أن تعطيل الصفقة تم بطرق لم يكن فيها أي نوع من العدالة، ولذلك ارتأينا عدم الاستمرار لأننا كنا سنضطر لتقديم المزيد من التنازلات.
وقال لقد اتفقنا مع الشركاء بعدم الاستمرار في الصفقة، مبينا أن الأمر سيكون له مردود سلبي على السمعة الاستثمارية في الأردن وفلسطين وهي حقيقة لا يجب معرفتها.
وقال إن الشركة ومن خلال المؤشرات والأرقام استطاعت أن تتوسع جغرافيا بشكل أكبر من شركة فرانس تيليكوم، كما أنها ستتجاوز عملاء فرانس تيليكوم خلال العامين المقبلين.
وحول ردة الفعل المتوقعة والتوقعات المرتقبة على الاقتصاد العالمي، أوضح أن دبي أسرفت في الاستدانة على مشاريع عائدها أو مردودها على المدى الطويل غير المؤمن، لافتا الى أنه عندما يتراوح حجم الدين بين 3 و 4 أضعاف من الناتج المحلي فإن التعرض لصدمات اقتصادية أمر «وارد».
واستدرك البراك بأن حاكم دبي قادر على تجاوز تلك المحنة، لافتا إلى أنه عندما يفشل الناجحون مؤقتا في العالم العربي فإننا نرميهم بالحجر، مبينا أن ما يحدث أمرا طبيعيا ويحدث لبعض الشركات العالمية.الشبكة الواحدة
وحول توقيع اتفاق إنشاء الشبكة الواحدة في مصر، قال البراك تفاءلوا بالخير تجدوه، مبينا أن الخطوة تعبر عن ريادة «زين» في نظام الشبكة الواحدة والتي تسعى الى تطبيقها على مستوى العالم وليس على مستوى المنطقة العربية فحسب، مبينا أن هناك 50 مشغلا على مستوى العالم طلبوا الانضمام إلى الشبكة الواحدة التي تحرر المستخدم من تكلفة الأسعار العالمية الباهظة التكاليف.
مواصفات القائد عند «زين»
وفي الكلمة التي ألقاها نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في زين، أشار إلى أن القيادة هي الأمل التي تخلق اتجاه ورؤية واضحة واضاف: «في زين لدينا فلسفتنا الخاصة في القيادة، وثبت نجاحها بعد ان كنا منذ سنوات قليلة ماضية شركة صغيرة في الكويت، واليوم نحن شركة تنتشر عالميا».
وقال: بدأنا في الكويت بنصف مليون عميل، اليوم نحن متواجدون في 23 دولة، ونغطي المساحة الجغرافية الكبرى بين شركات الاتصالات العالمية، قرابة 700 مليون نسمة، فيما يصل عدد عملائنا الى 77 مليون عميل، ويعمل لدينا 15 الف موظف، وبإذن الله ستتجاوز ايراداتنا لهذا العام 8.2 مليارات دولار، أي ما يفوق ايرادات الكويت في العام 1982.
وأكمل: «في زين تبنينا اسلوبا مميزا في القيادة لإحداث نقلة هائلة تفوق كل المقاييس والدليل ان الشركة صنفت الاسرع نموا عالميا، خلال السنوات الاربع الماضية. ذلك ان سرعة النمو تتطلب التخلي عن شعار «القيادة والسيطرة»، وهو شعار يعتمد على القيادة والسيطرة والتوجيه من الأعلى الى الاسفل بأسلوب اتصال احادي الاتجاه. واعتبر البراك ان القيادة يجب ان تتبنى الثقة والطموح وكذلك الاتجاه، وغياب احدى الركائز الثلاث يغيب الادارة الفعالة.
وأوضح ان زين تسلك هذا الاتجاه وتسعى الى تحقيق ما يتماشى مع طموح الشركة من خلال الامل وادارة الموارد البشرية بشكل جيد، تحفز فيها الثقة والطموح.
وعدد البراك مواصفات القيادة التي تؤمن بها «زين» والتي تتمثل فيما يلي:
- ـ يجب أن يكون القائد خالقاً للفرص وليس مدربا بل خالق لجو ملائم للتدريب والفرص التي تحقق طموحات المتدربين.
- ـ أن يكون جريئا ومتواضعا ويقول لا اعرف دون خجل عندما يتطلب الأمر ذلك ولا يرتكب الخطيئة التي تقع فيها القيادات العربية التي تعرف كل شيء وتكون كل خطاباتهم مهمة.
- ـ يجب ألا يكون الأفضل في الأداء الفني بل الأفضل في الإدارة.
- ـ أن يكون مطورا للمهارات وله رؤية يصنعها من خلال إدارته للآخرين وعليه أن يعرف كيف يحقق هذه الرؤية مع المجموعة التي يقودها فلم يكن تشرشل قائدا عسكريا عظيما ولكن عرف كيف يدير معركته مع هتلر وانتصر في الحرب العالمية الثانية.
- ـ مهمة القائد صناعة الأمل والطموح والهام العاملين في مؤسسته هذا الأمل ويتأكد انه في اعلى مستوياته.
- ـ القائد مولد للطاقة ـ طاقة الانجاز والإبداع والجهد.
- ـ يعرف كيف يقيس التقدم ولديه حساسية للربحية لأنها ليست هي الهدف وان بقياسه للهدف يستطيع أن يجمع المتناقضات داخل المؤسسة.
- ـ يجب أن يكون صارخا ومتطرف في طموحه بالقياس لوضعه الحالي فلم يغير التاريخ سوى المتطرفين في طموحهم.
- ـ القائد دوره الأعظم جذب المهارات والقدرات وتوفير البيئة المثالية لهم لتحقيق أهداف المؤسسة وتكون مهمته الأساسية تطوير المهارات والطاقات.
- ـ ألا توجد وظائف قيادية بل قيادة وظيفية فلا يوجد قائد يستمر في موقعه طوال الوقت مهما حدث من أخطاء ليكون قائدا للأبد بل عليه أن يكون قائدا في وقت ما وتحت قيادة أخرى في وقت اخر والهدف تحقيق طموحات المؤسسة.
- ـ توفير الحرية بما فيها تحرير العاملين من سطوة الإدارة.
القيادة الحديثة
ومن جهتها، أكدت المستشار الأعلى للحملة الانتخابية لرئيس الولايات المتحدة الحالي باراك اوباما بيتسي مايرز على أهمية تعلم أساليب القيادة السليمة والحديثة لضمان النجاح الشخصي والعملي للافراد على جميع المستويات.
واضافت، في كلمتها خلال المؤتمر، التي شغلت منصب كبير مستشاري الرئيس بيل كلينتون في البيت الابيض، ومدير تنفيذي لجامعة هارفارد، ان القيادة تبدأ من الذات حيث ان هناك عددا من الصفات التي يتبناها الشخص ليتميز بموقع القيادة، منها سلوكه مع الآخرين وأسلوبه الحواري وشخصيته بالاضافة الى علاقاته مع الآخرين.
وبينت مايرز أن تطبيق مفهوم القيادة السليم لا يقتصر فقط على مجالات العمل والرسميات وانما يمتد ليشمل العلاقات الشخصية والاجتماعية المختلفة، حيث انه أسلوب حياتي يتميز به البعض ويرسم مستقبلهم. مبينة أن صفات القيادة لا تعتمد على الشهادات العلمية التي يحصل عليها الشخص.
أساليب القيادة
وتحدثت مايرز عن تجربتها الناجحة والمليئة بالخبرات أثناء عملها في حملة الرئيس الأميركي باراك اوباما قبيل تسلمه منصب الرئاسة وكيف تمكن من تطبيق أهم أساليب القيادة الحديثة وكيف مكنته من الفوز بهذا المنصب رغم الصعوبات المتعددة التي لاقاها.
وحول الرئيس أوباما، قالت انه اتبع العديد من الصفات والأساليب التي أهلته للتحول من رجل اميركي من جذور افريقية الى قيادي ناجح تولى رئاسة الولايات المتحدة، ومن الصفات التي تحلى بها الاحتفاظ بالامل والمواظبة على الطموح، كما كان مستمعا جيدا ومتواضعا مع الآخرين ولا يخجل من الاستشارة او التواصل من اجل المعرفة والثقة بالنفس.
وأوضحت مايرز أن أوباما يتميز أيضا بالثقة بالنفس والإيمان بقدرته على التغيير، بالاضافة الى اهتمامه ببث روح الاحترام المتبادل ليس فقط على صعيد علاقته مع الناخبين وحملة الاصوات وانما بدءا من علاقته مع العاملين معه داخل الحملة.
رؤية أوباما
كما بينت ان اوباما لم يتبع الاسلوب التقليدي في ادارة حملته الانتخابية فلم يعتمد على اسلوب رجال الاعمال في ادارتها بل انه ركز على تفعيل الجانب الانساني والاجتماعي لدى ناخبيه، حيث صمم موقعا الكترونيا للتعريف به وبرنامجه الانتخابي، مضيفا مساحة من التحاور مع الناخبين فيما بينهم لتوطيد العلاقات الاجتماعية.
وقالت: استطاع اوباما ان يكسب ود الناخبين ويزودهم بمعلومات عنه حتى قبل ان يروه خلال الحملة الانتخابية وهو ما زاد من شعبيته خلال جولاته واعطاه افضلية عن غيره من المرشحين.
ولفتت الى ان اوباما نشر خلال حملاته الانتخابية رسالة قوية جدا تؤكد على ان «القائد لديه تابعون، ولكن التابعين هم انفسهم قادة ايضا» وهو ما بث روح التفاؤل والامل في كل شخص بامكانياته التي قد تؤهله لتحقيق طموحاته مهما كانت. ونبهت مايرز أيضا إلى أن احد أساليب النجاح هو الاستفادة من الفشل، وتحويله إلى دافع لتحقيق الذات وتخطي المصاعب، وفي هذا السياق ضربت مثالا باحد المواقف التي جمعتها معه قبل ان يصبح رئيسا حيث كان في اجتماع مع 25 من طلاب جامعة هارفارد وكان يحكي لهم كيف اصبح سيناتورا بعد ان لاحقه الفشل والافلاس وذلك خلال عامين.
قواعد جديدة في الإقراض
ردا على سؤال حول تداعيات أزمة ديون دبي العالمية على خلق قواعد جديدة في الإقراض، أشار البراك إلى أن أزمة دبي لن تؤدي إلى فرض قواعد جديدة لأنها ليست أزمة ديون كبيرة، مستدركا أنه عند الحديث عن أزمة أميركا بما يتراوح بين 7 و8 تريليونات دولار فهي تؤثر على الأداء الاقتصادي أما أزمة دبي فمن الممكن استيعابها.
«زين» الأقوى عالمياً
حول شبكة زين الكويت، قال البراك إن أداء شبكة زين الكويت هو الأقوى بكل الاختبارات والمقاييس العالمية، مستدلا على أن معدل سقوط الشبكة (قطع الإرسال) لا يتعدى 0.4% بينما يصل المعدل العالمي 1% ومن يسافر إلى أوروبا سيكتشف هذا الفرق.
إيرادات «زين» وفروق العملات
في رده حول ما إذا كان هناك نمو متوقع في إيرادات «زين» العام الحالي، لفت البراك الى أن فروق أسعار العملات أثرت سلبا على الإيرادات بما يتراوح بين 700 و900 مليون دولار، موضحا أن المجموعة قامت بإعادة هيكلة إداراتها وحققت الكثير من النجاحات في هذا الأمر وهي باتجاه العمل على تصحيح أوضاعها خلال المرحلة المقبلة.
تعاملنا مع «ڤيڤا» بأخلاقنا
في سؤال حول تطور اتفاق التعاون بين «زين» و«ڤيڤا» حول تقاسم البنية التحتية في قطاع الاتصالات، قال البراك إن الشركة اتفقت مع «ڤيڤا» بخصوص الأمر وقدمنا أفضل تعاون ممكن، مشيرا إلى أن السعودية حتى الآن يرفضون تحويل الأرقام إلى «زين» رغم قرار هيئة الاتصالات السعودية في هذا الصدد، واختتم قائلا نحن نتعامل بأخلاقنا وليس بأخلاقهم.