دعا رئيس اتحاد العقاريين توفيق الجراح الحكومة الى المساهمة في حلحلة بعض القضايا العالقة والتي لا تحتاج الا الى قرارات بسيطة غير مكلفة للمال العام بل تعود عليه بالنفع سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
وقال الجراح ان احد أبرز القضايا المطروحة الآن هي أن الأزمة بتداعياتها المختلفة خففت الطلب على المكاتب الجديدة، وأن الأبراج المكتبية الذكية التي بدأ تنفيذها قبل سنة أو سنتين من اندلاع الازمة المالية بدأت تنجز تباعا وبات الحديث عن زيادة العرض على الطلب أمرا واقعا تراجعت معه أسعار التأجير على نحو ملموس وبنسبة وصلت 30% الى 40% قياسا بالاسعار التي كانت سائدة بداية العام 2008. وأمام هذا الواقع باستطاعة المؤسسات الحكومية عموما ومؤسسات القطاع النفطي خصوصا الاستفادة من فرص ذهبية بانتقاء أفضل المكاتب في أفضل الابراج لاسيما تلك التي في العاصمة ومحيطها القريب. فهناك عدد غير قليل من المؤسسات والشركات النفطية الموزعة التواجد هنا وهناك في مكاتب قديمة لا تليق بواقع هذا القطاع الذي يعد واجهة البلد حاضرا ومستقبلا. وأضاف الجراح: باستطاعة تلك المؤسسات اليوم أن تكون في قلب العاصمة حيث النواة المرشحة لتكون المركز المالي الموعود، وعدَّد الجراح الفوائد الكثيرة التي يمكن أن تتحقق لاطراف عديدة من هذا المقترح:
1- هناك مشاريع متعثرة الاستكمال حاليا ستكون في راحة أكبر لو تسنت لها عقود حكومية تعوض النقص الحاصل في الطلب الذي كان متوقعا من القطاع الخاص. وتسريع استكمال تلك المشاريع بعد عودة الروح الى جدواها سيدفع البنوك الى تكملة التمويل الخاص بها.
2- شركات كثيرة بنت أو تبني أبراجا هي الآن وسط أزمة، وأزماتها تؤثر في البنوك والبورصة والعمالة وغيرها من القطاعات الحيوية، واي حلحلة على صعيدها سيؤثر حتما بالايجاب على تلك القطاعات المذكورة.
3- ليس المطلوب من المال العام مساعدة مجانية بل أن الاستئجار في الابراج الجديدة سيكون بمثابة قيمة مضافة لأن المكاتب الحديثة صممت بأفضل الأساليب لتكون جديدة بمفهوم الابنية الذكية المجهزة بأفضل بنية تحتية بالاتصالات والمعلوماتية وصممت لتكون بآخر ما توصلت اليه التكنولوجيات المتطورة، ان الاستئجار في مكاتب كهذه يزيد الانتاجية على نحو كبير ويجعل الموظفين يعملون في «كادر» محفز على الابداع والتطور وعلى التواصل والتفاعل بأفضل الادوات العصرية (نظرية المكان).
4- ان المؤسسات الحكومية المعنية بهذه الدعوة لاسيما القطاع النفطي ستجد اليوم أسعارا لا تضاهى ما كان يمكن أن تحظى بها قبل عام فقط، فهناك عرض كبير يمكن المفاضلة فيه لاختبار الأفضل بأسعار تنافسية أقل بنسبة 30% أو 40% عما كان سائدا العام الماضي.
5- ان المساحات المتوافرة في العاصمة اليوم تعد فرصة قد لا تكون كذلك بعد عدة سنوات. لذا فان اقتناصها يعد سبقا اقتصاديا وماليا تظل العاصمة منطقة محدودة وصغيرة جدا والفرصة المتاحة الآن قد لاتتاح في المستقبل.
6- ان اخلاء الاماكن القديمة التي فيها مؤسسات حكومية ونفطية الان للانتقال الى مبان ذكية يفتح الباب أمام تطوير تلك الاماكن التي ستشغر وستكون في عداد مخططات التطوير لاحقا.
7- ان المؤسسات الحكومية عموما والنفطية خصوصا هي مؤسسات مليئة باستطاعتها أن تكون الدافع والمحفز في ظروف كالتي نعيشها الان، فهي بانفاقها المطلوب ستشكل قاطرة لابد منها. وهذا المبدأ بات معتمدا في كل دول العالم المتقدم الذي يواجه الازمة بمزيد من الانفاق العام بأوجه مختلفة.
وقال الجراح مختتما دعوته هذه: ان المباني الذكية التي قامت في الكويت خلال المرحلة القليلة الماضية تعد انجازا عمرانيا لطالما انتظرناه، وهي في معظمها عبارة عن تحف معمارية عصرية قامت لتكون عنصرا مساعدا في مشروع الكويت مركز مالي، وذلك المشروع كان وما زال رغبة سامية من صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد، تلك الرغبة شجعت القطاع الخاص على الاستثمار والتوسع على عدة مستويات ومنها الابراج الذكية. لذا فان المصلحة العامة والمصلحة الخاصة في مركب واحد، فدعونا لا نفوت فرصة كهذه في سبيل المضي ولو خطوة واحدة عملية في سبيل حل الازمة من جهة وفي سبيل بلورة كيفية تحويل الرغبة السامية الى واقع ملموس.