Note: English translation is not 100% accurate
أمـيـركـا أعظـم قـوة اقـتصـاديـة مـديـنـة للعـالـم وقـائـدة لـه!
الاثنين
2007/2/26
المصدر : الانباء
منذ بداية السطوة الاميركية وعرافو الشؤم يتنبأون بسقوطها الوشيك، وكان هناك اولا سپوتنيك و«الفجوة الصاروخية»، ثم فيتنام والتعادل النووي السوفييتي والتحدي الاقتصادي الياباني.
وفي تسعينيات القرن الماضي دفنت تلك المخاوف مؤقتا مع انتعاش القوة الاقتصادية والسياسية الاميركية، ولكن يبدو ان تهديدا جيدا لاستمرارية السطوة الاميركية ظهر اخيرا في شكل الاعتماد المفرط على رأس المال الاجنبي وتصاعد الدين الاجنبي، ومثلما قال وزير الخزانة السابق لورنس سمرز فإن «هناك شيئا غريبا في كون اعظم قوة في العالم اعظم مدين في العالم ايضا».
ويقول المشككون ان الاقتصاد الاميركي يستند الى تراكم غير قابل للاستمرار للدين الاجنبي، فبمساعدة من التبذير الحكومي ومعدلات التوفير الخاص المنخفضة وصل عجز الحساب الجاري، وهو الفارق بين ما ينفقه الاميركيون في الخارج وما يكسبونه من الخارج في السنة، الى نحو 6% من اجمالي الناتج المحلي، كما ان صافي المطالبات الخارجية يقترب من ربع اجمالي الناتج المحلي، وبموجب هذا السيناريو فإن حدوث عزوف مفاجئ من المستثمرين الاجانب عن الاستمرار في زيادة اصولهم الضخمة اصلا بالدولار سيؤدي الى حالة من الذعر تسبب انهيار الدولار وارتفاعا حادا في اسعار الفائدة وبالتالي الى وقوع الاقتصاد الاميركي في ازمة ساحبا وراءه بقية العالم.
ولكن بالرغم من استمرار هذه النبوءة المنذرة وتفشيها تقف الهيمنة الاميركية على اسس متينة، فهي تقوم على اقتصاد اميركي يواصل قيادته في الابتكار وتطبيق التكنولوجيا الحديثة بما يضمن استمرار جاذبيته بالنسبة للبنوك المركزية الاجنبية والمستثمرين الخاصين الاجانب، ودور الدولار بصفته المعيار النقدي العالمي ليس موضع تهديد، كما ان هناك مبالغة في تصوير خطر المطالبات الاجنبية الضخمة على الاستقرار المالي الاميركي، صحيح انه سيتعين على الاقتصاد في وقت ما ان يتكيف مع تراجع الدولار وارتفاع اسعار الفائدة، لكن هذا سيؤدي في اسوأ الاحوال الى ابطاء نمو مستوى معيشة المستهلك الاميركي، لا الى اضعاف دور الولايات المتحدة كرائدة للعالم، وإذا كان هناك من تأثير فإن شهية العالم للأصول الاميركية تعزز هيمنة الولايات المتحدة بدلا من اضعافها.
ان الحديث عن «صافي الديون الاجنبية» الاميركية يستحضر صورا لبلدان مثل الارجنتين والبرازيل وتركيا ويذكر بالانهيارات في عملاتها والازمات الاقتصادية التي عصفت بها كنماذج للانهيار الاميركي المقبل، ولكن ثمة فروقا رئيسية بين حالات الاسواق الناشئة هذه والوضع الراهن للقوة العظمى في العالم، فالمطالبات الاميركية الخارجية مسعرة بالعملة الاميركية التي لاتزال المعيار النقدي العالمي، كما ان اقتصادها يبقى في مقدمة الابتكار التكنولوجي العالمي مجتذبا رؤوس الاموال الاجنبية فضلا عن اليد العاملة المهاجرة بنموه السريع وبالعائدات المرتفعة التي يقدمها للمستثمرين.
اقرأ أيضاً