كوبنهاغن: أنعش دعم الولايات المتحدة أمس لصندوق للمناخ بمبلغ 100 مليار دولار لمساعدة الدول الفقيرة الآمال للتوصل الى اتفاق لمكافحة الاحتباس الحراري في الوقت الذي اجتمع فيه زعماء العالم عشية انتهاء مهلة حددتها الامم المتحدة لكسر الجمود.
ونبه الكثير من الزعماء الى المخاطر المحتملة في حالة فشل قمة تستمر يومين بدأت بحفل عشاء لنحو 120 من زعماء العالم في قصر كريستيا نسبورج استضافته الملكة مارجريت ملكة الدنمارك. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما «إننا جئنا إلى كوبنهاغن لأن التغير المناخي يشكل خطرا متناميا على شعوبنا».
وأضاف أوباما: في كلمته التي ألقاها أمام قمة المناخ في كوبنهاغن «إنكم جميعا لم تأتوا إلى هنا إلا لأنكم مقتنعون مثلي بأن هذا الخطر حقيقي، فإن هذا ليس خيالا وإنما هو علم».
ونبه الى أن عدم التصدي إلى ظاهرة التغير المناخي من شأنه أن يمثل مخاطر غير مقبولة لأمننا واقتصادنا وكوكبنا بأكمله.
وتابع «إن السؤال المتبقي أمامنا الآن هو ليس طبيعة التحدي ولكن كيفية التصدي له.
وقال أوباما «إننا على اقتناع بأن تغيير الطريق الذي ننتج فيه طاقة متجددة يعد أساسيا بالنسبة لمستقبل الاقتصاد الأميركي الذي وفرت فيه ملايين الوظائف».
وأضاف «أننا أيضا على اقتناع بأنه في مصلحتنا أن تغيير الطريق الذي نستخدم فيه الطاقة إلى طريقة أكثر فعالية يعد أساسيا بالنسبة لأمننا القومي حيث إنه يساعدنا في تقليل اعتمادنا على النفط الأجنبي ويساعدنا على التعامل مع بعض المخاطر التي يشكلها التغير المناخي». وأشار إلى أننا «نرى أننا سنكون أقوياء وآمنين في حال عملنا سويا، ولهذا السبب فإن التوصل إلى اتفاق عالمي نتفق فيه على خطوات محددة يعد في مصلحتنا المشتركة». وقال «إنه بعد أشهر من المحادثات، عقب أسبوعين من المفاوضات، عقب اجتماعات جانبية وثنائية، أرى أنه يجب أن تكون تفاصيل هذا الاتفاق واضحة الآن».
أولا: يجب أن تقدم الاقتصاديات الكبرى أعمالا قومية حاسمة تقلل من انبعاثاتها وتبدأ في مواجهة التغيرات المناخية.
وأعرب أوباما عن سعادته بأن العديد من الدول فعلت ذلك بالفعل، مشيرا إلى أن تقريبا كل الاقتصاديات الكبرى قدمت أهدافا شرعية وهائلة وطموحة.. كما أعرب عن ثقته بأن أميركا ستفي بتعهداتها بخفض انبعاثاتها بنسبة 17% بحلول عام 2020، وبأكثر من 80% بحلول 2050 بما يتوافق مع التشريع الأخير.
ثانيا: يجب أن يكون لدينا آلية لمراجعة ماإذا كنا قد التزمنا بتعهداتنا وقمنا بتبادل هذه المعلومات بطريقة شفافة.
ثالثا: يجب أن يكون لدينا تمويل يساعد في تكيف الدول النامية مع ظاهرة التغيرات المناخية. من جانبه قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في كلمة امام زعماء العالم «الوقت ليس في صالحنا فلنتوقف عن الخداع.. الفشل في كوبنهاغن سيكون كارثة لكل منا».
وقرر وزراء البيئة العمل حتى ساعة متأخرة من امس في مسودات تضع الخطوط العريضة للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في اطار اتفاق يضم 193 دولة من المقرر التوصل اليه لتجنب حدوث المزيد من الفيضانات والموجات الحارة والجفاف وارتفاع منسوب البحار.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحافي «تبدي الولايات المتحدة استعدادها للتعاون مع الدول الأخرى حتى تجمع معا 100 مليار دولار سنويا بحلول عام 2020 لتلبية احتياجات الدول النامية».
وقال مسؤول بالامم المتحدة ان هذه الأموال ستكون اكثر من جميع المساعدات الحالية للدول الفقيرة وتتفق مع مطالب الدول الافريقية.
وعن التعهدات الأميركية قال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون «انها مشجعة للغاية».
وقالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل «لو استطاع الجميع ان يبذل جهودا اكبر قليلا لاستطعنا ان نفعل هذا». وقالت ان الاتحاد الاوروبي مستعد لعمل المزيد لكنه لن يتحرك وحده.
لكن اي اتفاق سيستلزم موافقة بالاجماع. وتصر بعض دول الجزر الصغيرة والدول الافريقية الاكثر تأثرا بالتغيرات المناخية على انها لن توافق على اتفاق ضعيف.
وقال ابيساي ايليميا رئيس وزراء جزيرة توفالو بالمحيط الهاديء عن المحادثات التي بدأت قبل عامين في بالي باندونيسيا «نتحدث عن بقاء دولتنا على قيد الحياة».
وعارضت خطته الدول الفقيرة التي اصرت على ضرورة مشاركة جميع الدول. وتشمل المسودات اهدافا محتملة مثل خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري الى النصف بحلول عام 2050 او الزام الدول المتقدمة على خفض انبعاثاتها بين 25 و40% بحلول عام 2020. وقال كيم كارستينسين رئيس المبادرة الدولية للمناخ للصندوق العالمي للطبيعة «نخرج من وادي الموت. بدأنا نرى الخطوط العريضة لتسوية بمساعدة العرض الأميركي بشأن التمويل».
وفي وقت سابق بدت احتمالات التوصل إلى معاهدة قوية للأمم المتحدة بشأن المناخ بعيدة في ذورة محادثات استمرت عامين وحمل زعماء الصين والولايات المتحدة المسببين الرئيسين للانبعاثات مسؤولية الطريق المسدود بشأن خفض انبعاثات الكربون.
لكن سفير الصين للتغير المناخي يو شينغ تاي قال «محادثات كوبنهاغن اهم من ان تفشل» مضيفا ان وجود رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو الذي وصل الى كوبنهاغن مساء الاربعاء دليل قوي على تعهد الصين.