محمود عيسى
قالت مجلة الايكونوميست انه اذا اردنا تعزيز العولمة فعلينا اولا مساعدة اولئك الذين تضرروا بسببها، وتطبيق فكرة الرئيس الفرنسي ماكرون الداعية الى «الحماية وليس الحمائية».
وقالت المجلة في تحليل بقلم جاريد بيرنشتاين كبير الاقتصاديين والمستشارين السابق لنائب الرئيس الاميركي جون بايدن «عندما التحقت بمعهد السياسة الاقتصادية في أوائل التسعينيات، كنت بين قلة من الاقتصاديين الذين وثقنا كيفية تشرد بعض مجموعات العمال ومجتمعاتهم بسبب التجارة الحرة.
وكانت النقابات حليفتنا، ولكن مختلف الاوساط من اليسار إلى اليمين اعتبرونا من دعاة الحمائية الذين فشلوا في فهم أساسيات الميزة النسبية والتنافسية».
ويدعو الكاتب الى ضرورة الاعتراف بان العجوزات التجارية الاميركية «ليست حميدة» وان الرئيس ترامب مخطئ في اعتبارها بطاقات لصالحنا.
وإذا تركت بدون ضابط، فإنها تجعل الاقتصادات الضعيفة أضعف، وحتى عند التوظيف الكامل، فإن الضرر يقع على القطاعات والنشاطات الحساسة تجاه التصدير.
إذا كنا نريد مساعدة العولمة، فمن الأفضل أن نبدأ في مساعدة اولئك الذين اكتووا بنارها، وبالنسبة للمثال الاميركي، اقول ببساطة ان حماتها لم يفشلوا في تعويض المتضررين فحسب، بل ان الأمر أسوأ بكثير: فقد استخدموا مكاسبهم في شراء السياسيين والسياسات لحماية وتعزيز مكاسبهم على حساب المزيد من الضحايا.
ومن الواضح الآن ان دعاة «العولمة» لم يقدموا اي جميل لها عندما تجاهلوا ضحاياها الخاسرين، بل انهم من خلال نظرياتهم ساعدوا في ايصال الرئيس دونالد ترامب الى سدة الرئاسة.
وقد أظهر التاريخ مرارا وتكرارا ان تغذية السياسات القومية المعزولة، واذكاء الشعبوية والانغلاق هما افضل الطرق الموثوقة لتجاهل الجوانب السلبية للتغيير الاقتصادي المدمر.
والآن بعد أن أصبحنا «أكثر وعيا» بالمصائب التي حملتها عولمة التجارة، كيف يمكننا مساعدة أولئك الذين داستهم تحت اقدامها؟ يجب أن تسترشد أجندة السياسة بفكرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرا حينما دعا الى «الحماية، وليس الحمائية».