وضع الرئيس الاميركي باراك اوباما مهمة ايجاد فرص عمل جديدة في الولايات المتحدة في اعلى سلم اولويات ادارته، وذلك خلال ادلائه امام الكونغرس بخطابه الاول حول «حال الاتحاد»، وهي مناسبة انتهزها الرئيس لاستعادة المبادرة وبروح قتالية بعدما شهد عامه الاول في البيت الابيض سلسلة من الكبوات.
ففي المجال الاقتصادي اعلن اوباما ان «العاصفة مرت ولكن الخسائر لاتزال قائمة»، مؤكدا ان الاجراءات التي اتخذتها ادارته حالت دون غرق الولايات المتحدة في ازمة كبيرة مماثلة لأزمة الكساد الكبير الذي شهدته في ثلاثينيات القرن الماضي. وطلب الرئيس من الكونغرس، الذي اجتمع بمجلسيه للاستماع الى خطابه، وضع قانون للوظائف، وقال: «اريده على مكتبي من دون تأخير»، ورغم ان الولايات المتحدة خرجت من الركود الاقتصادي الصيف الماضي الا ان سوق العمل لايزال يعاني من ارقام بطالة قياسية بلغت 10%. وفي هذا المجال اعلن اوباما انه يريد «اخذ 30 مليار دولار» من الأموال «المستعادة من وول ستريت» ووضعها في تصرف المصارف الصغيرة لمساعدة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على ايجاد فرص عمل، متعهدا ايضا بمضاعفة صادرات البلاد خلال السنوات الخمس المقبلة لإيجاد مليوني فرصة عمل جديدة.
واقترح اوباما تجميد الانفاق 3 اعوام في بعض البرامج الحكومية وحدد مجالات لخفض 20 مليار دولار في ميزانية العام المقبل، وقال انه لن يستمر في منح تخفيضات ضريبية لشركات النفط ومديري صناديق الاستثمار ومن يحققون ارباحا تزيد على 250 الف دولار سنويا. كذلك تعهد اوباما بالحزم في إصلاح النظام المالي وبرد كل قانون في هذا المجال «لا ينم عن اصلاح حقيقي»، وذلك بعدما كان الرئيس الاميركي دخل الاسبوع الماضي في معركة حقيقية مع أكبر البنوك الاميركية التي يريد ان يتصدى فيها لبعض الممارسات المسؤولة بنظره عن جزء من الأزمة. واذ اكد انه لا يريد «معاقبة المصارف» بل «حماية (...) الاقتصاد»، حذر اوباما من ان مجموعات الضغط التابعة لكبريات المؤسسات المالية تحاول منذ الآن «وأد» الإصلاح المالي الذي أقره مجلس النواب. وفي الوقت الذي بلغت فيه ديون الولايات المتحدة ما نسبته 80% من اجمالي الناتج المحلي، اعلن الرئيس الاميركي انه سيصدر مرسوما لتشكيل لجنة لمعالجة عجز الموازنة غداة سقوط مشروع لتشكيل لجنة مماثلة في مجلس الشيوخ، وقال «بحلول نهاية خطابي، سيكون المزيد من الاميركيين قد خسروا ضمانهم الصحي، لن أتخلى عن هؤلاء الاميركيين. ولا احد في هذه القاعة يجب ان يفعل ذلك». وبنبرته الساخرة المعهودة قال اوباما ان «إنقاذ البنوك كان شعبيا بقدر ما هي كذلك زيارة طبيب الأسنان»، داعيا الكونغرس الى اقرار مشروع قانون آخر يتعلق بالتغير المناخي ومطالبا الجمهوريين بالكف عن عرقلة إقرار مشاريع القوانين لغايات انتخابية. من جهة أخرى أظهر استطلاع جديد للرأي أن غالبية الشعب الأميركي كان لهم مردود إيجابي إزاء خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما عن حالة الاتحاد الذي ألقاه أمام جلسة مشتركة لمجلسي الشيوخ والنواب. هذا وقد اشاد المدير العام لمنظمة التجارة العالمية باسكال لامي بتصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن زيادة حجم التجارة ومضاعفة الصادرات لتعزيز الاقتصاد الأميركي تسير في الاتجاه الصحيح.