- خصم دولار عن كل برميل نفط.. وإلغاء الفائدة التراكمية سيخفض العوائد
أحمد مغربي
كشفت مصادر نفطية في مؤسسة البترول الكويتية لـ «الأنباء» ان قطاع التسويق العالمي انتهى من صياغة 90% من العقود طويلة الأجل لتوريد النفط الخام لزبائن الكويت في جنوب شرق آسيا، حيث قدم القطاع خصومات وتسهيلات تقدم لأول مرة للزبائن، وذلك لمواجهة المنافسة الشرسة التي تتعرض لها الكويت من بعض الدول المزودة للنفط والعائدة بقوة مثل إيران والعراق.
وبحسب المصادر، فإن الكويت ستقدم خصومات تصل الى دولار عن كل برميل نفط يتم تصديره وفقا للعقود، وذلك لبعض العقود الاستراتيجية وليس لكل العقود.
وفسر محللون نفطيون ذلك بأن عوائد الكويت النفطية قد تتراجع في السنوات المقبلة وفقا لكمية النفط الخام التي ستقدمها الكويت حسب العقود المخفضة.
وذكرت أن الكويت ستقدم حاليا تسهيلات في سداد العملاء لأي شحنة نفط تصل الى 60 يوما، وهذه العقود لا تشمل أي فائدة تأخير في السداد خلال مدة الستين يوما، وذلك عكس ما كان معمولا به في العقود السابقة والتي كانت تحتوي على تسهيلات بالدفع تصل الى شهر لكنها تحتوي على فائدة تراكمية عن كل يوم تأخير في السداد بعد تسلم الشحنة.
ومع إلغاء فائدة التأخير، فإن العوائد ستنخفض بنحو 500 ألف دولار عن كل شحنة نفط خام تبلغ كميتها 55 ألف برميل، أي ان الانخفاض اليومي لشحنات النفط الى الصين على سبيل المثال، والتي تعتبر الأكبر وتصل الى 300 ألف برميل يوميا، قد يصل إلى 2.7 مليون دولار يوميا.
وتقدم الكويت تلك التسهيلات في ظل التغيرات السريعة التي تشهدها خريطة الطاقة العالمية، حيث أصبحت دول جنوب شرق آسيا تجد بدائل جديدة في أسواق المنطقة غير النفط الكويتي، اذ بدأت في البحث والتعاقد مع دول مجاورة كالعراق وإيران لتزويدها بالنفط الخام بعلاوات سعرية منخفضة وتسهيلات كبيرة في السداد.
ووصفت المصادر نفسها دخول العراق وإيران على خطى المنافسة بانهما يحاولان «ترويض الحصان الجامح» والمقصود به نفط الخليج، وذلك عبر طرح نفطيهما بعلاوات سعرية أقل، ما جعل الدول المستهلكة للنفط الخليجي تلهث وراء إبرام عقود مع هاتين الدولتين! وأمام هذا الواقع الجديد، تجد الكويت نفسها مرغمة على مجاراة تغيرات العرض والطلب في الأسواق والحفاظ على عقود نفطية لطالما كانت إستراتيجية منذ سنوات طويلة.
لكن المحللين يرون أن الكويت مازالت أمامها إمكانات للتفاوض أكبر من مجاراة هذه الدول التي تعاني أزمات سياسية واقتصادية (كإيران)، وربما لن تتمكن مــن إمــدادها بالنفــط في حـال تغيرت السياسة الدولية تجاهها، لكن مصادر أخرى تقول ان قطاع التسويق ذهب للحل الأسهل.