إعداد: عمر راشد ـ محمود فاروق - شريف حمدي - محمد البدري - أحمد يوسف
100 شركة استثمارية باتت قريبة من تطبيق اختبارات الضغط التي تم تطبيقها على البنوك المحلية في ظل ظروف مالية صعبة والتي تأتي بعد تعميم البنك المركزي تطبيق معاييره الرقابية الثلاثة المتمثلة في الرفع المالي والسيولة السريعة والاقتراض الخارجي. نائب الرئيس التنفيذي في شركة مشاريع الكويت لادارة الاصول (كامكو) زياد القيسي أكد ان 80% من شركات الاستثمار غير مؤهلة لتطبيق مثل تلك الاختبارات في ضوء التراجع الحاد في قيمة اصول تلك الشركات بمعيار القيمة السوقية، مبينا ان اصول تلك الشركات لا تستطيع الوفاء بمديونيات تلك الشركات في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها تلك الشركات. وتساءل القيسي: كيف يمكن تطبيق اختبارات الضغط على شركات لا تستطيع تطبيق معايير البنك المركزي الثلاثية ولا تملك الامكانية لتطبيقها؟ مبينا ان هناك شركات لا تملك في بند السيولة السريعة لديها سوى 1000 دينار. واضاف ان هناك اتفاقا على ضرورة قيام شركات الاستثمار باجراء مثل هذا النوع من الاختبارات باعتبارها جزءا مهما من القطاع المالي وسلامة ادائها جزء من سلامة الاداء المصرفي بشكل عام، لافتا الى ان الاطمئنان لقدرتها على مواجهة الظروف الصعبة بات ملحا وضروريا، خاصة ان الاختبارات التي وضعها صندوق النقد الدولي كشفت قدرة تلك الشركات المحدودة على مواجهة الصدمات السلبية. وفي استعراض للشركات الاستثمارية التي يمكنها اجراء مثل تلك الاختبارات، اشارت مصادر استثمارية متابعة لـ «الأنباء» الى انه في حال تطبيق دراسة اخضاع البنك المركزي الشركات الاستثمارية لاختبارات الضغط، فإن المحصلة ستأتي ان عددا كبيرا من تلك الشركات ليست لديها القدرة على اجراء تلك الاختبارات نهائيا على الاقل في الوقت الراهن نظرا لأنها مكلفة للغاية ومرهقة لميزانياتها كونها تكافح من اجل سداد مديونياتها ومواجهة شبح التصفية والافلاس من جهة ولعدم وجود خلفية مسبقة لديها على ذلك الاجراء وعدم وجود ادارات متخصصة لديها متعلقة بطرق واساليب تجنب المخاطر وما شابه ذلك من امور فنية ومالية بحتة من جهة اخرى، مبينا ان ذلك الاجراء لا يتم بشكل مفاجئ وتطبيقه لن يكون بين يوم وليلة فالاختبار يحتاج الى استعدادات فنية بحتة وفريق عمل متخصص بالشركات حتى يتم الاختبار بصور صحيحة ويكشف جميع الجوانب السلبية والايجابية ومدى قدرة الشركة على الاستمرار في السوق، فيجب ان تكون على مستوى كبير من التخصص والوعي المالي اسوة بالادارات الموجودة بالبنوك.
..وتخسر 7.1 مليارات دينار من أصولها المدارة في 15 شهراً
اختبارات الضغط التي يعتزم البنك المركزي تطبيقها على شركات الاستثمار ايجابياتها على المدى البعيد اكثر من سلبياتها رغم ان النتائج المتوقعة للاختبارات ستؤدي الى تغيير جذري في تركيبة الشركات الاستثمارية، واختبارات الضغط قد تدفع الى خروج الدماء الفاسدة لتحل محلها دماء نقية.
وقد كشفت الازمة عن ان العديد من الشركات الاستثمارية لا تتمتع بقدرة كافية على ادارة المخاطر، الامر الذي كبدها خسائر فاقت قدرة العديد من الشركات على احتوائها، وقد شبه رئيس مجلس ادارة احدى الشركات الاستثمارية هذه الشركات بأنها «محلات بقالة».
تجدر الاشارة الى انه في نهاية شهر سبتمبر 2008 بلغت اصول شركات الاستثمار نحو 19.8 مليار دينار والتي كانت تعادل 37% من اجمالي القيمة السوقية للبورصة في ذلك الوقت، ومع نهاية 2009 تراجعت قيمة تلك الاصول المدارة الى 12.7 مليار دينار ما يعني انها خسرت نحو 7.1 مليارات دينار في 15 شهرا.
المصدر: بحوث كامكو والبيانات المالية للشركات الاستثمارية المدرجة