- الناطق الرسمي باسم حكومة الجنوب: ليس لدينا شيراتون أو هيلتون لكن لدينا الكثير من الفرص الاستثمارية لمن هو مستعد لمشاركتنا حياتنا كما هي
جوبا ـ عدنان خليفة الراشد - محمد الحسيني
«لا تنظروا إلى دولة جنوب السودان بمنظار الشمال» هذه هي الرسالة الأبرز التي اجمع كل من التقيناهم من شخصيات خلال زيارة وفد «الأنباء» إلى جوبا على توجيهها الى العالم العربي.
يروي الجنوبيون تاريخ نضال يمتد نحو قرنين لتقرير المصير واجه خلالها شعبهم أهوالا ومآسي تشهد عليها الغابات ملاذهم في أوقات المحنة والحروب التي حصدت ملايين الارواح.
واليوم بعد ان توجوا مسيرة التحرر باستقلال بلدهم يتمنون ان تكون غاباتهم اكبر محمية للحياة البرية في العالم ومكانا جاذبا للسياح فقد ورثوا الحرب ويريدون توريث السلام لاجيالهم المقبلة.
عندما تواجههم باتهام بالمبالغة في تحميلهم الشمال وزر مآسيهم الماضية يردون: انظروا من حولكم، هذه هي جوبا، طيلة 58 سنة في حكم الشمال منذ 1 يناير 1956 تاريخ الاستقلال عن مصر وحتى اتفاقية توقيع السلام في نيفاشا عام 2005 لم يبنوا شيئا يشعر المواطن الجنوبي بالانتماء والولاء ولم يتركوا لمنطقة غنية حباها الله الكثير من الثروات والخيرات الا الفقر والتهميش.
المطار
تستقبل جوبا عبر مطارها الصغير نحو 40 طائرة يوميا من وجهات مختلفة وهو عدد يعكس نشاطا متواصلا في تفاعل الدولة الوليدة مع العالم، قاعة الاستقبال متواضعة جدا وعملية الحصول على التأشيرة تتم يدوياً وببطء وسط الزحام، وعملية تسلم الحقائب ليست بالسهلة، بعد نحو شهرين على الاستقلال لم تتغير الامور كثيرا، لكن بالقرب من القاعة القديمة تشيد واحدة حديثة تمهد لتكون بوابة جوبا امام العالم الخارجي افضل.
شبكة الطرق
بوتيرة متسارعة تمتد في مختلف احياء المدينة الطرقات المعبدة رغم ان اغلب الطرقات الداخلية المتشعبة في الاحياء لاتزال ترابية ووعرة بشكل يجعل عبورها عملية صعبة حتى على سيارات الدفع الرباعي.
وكما الطرقات تبصر المشاريع الخدمية خاصة المتعلقة بالماء والكهرباء والصحة والتعليم النور تباعا بعضها باستثمار من الدولة والبعض الاخر بمساعدة دول صديقة بينها مصر بما يحسن الظروف الصعبة للمدينة وبنيتها المتهالكة.
حي الكويت
حتى زمن ليس ببعيد ظل الحي السكني الشعبي الذي بنته الكويت ويحمل اسمها ومستشفى الصباح للاطفال والمسجد اللذان شيدتهما في سبعينيات القرن الماضي من ابرز المعالم التنموية على مستوى الخدمات بالمدينة رغم مرور نحو 4 عقود على ذلك.
الأسواق الشعبية
قد تبدو الصورة اكثر تشاؤما وقتامة عند زيارة الاسواق الشعبية التي يفتقر بعضها الى ادنى معايير التنظيم والنظافة وعند التجول في الاحياء الشعبية فالمدينة ببساطة تحتاج كل شيء.
«نحن نبدأ من الصفر ونبني انظمة جديدة لكل نواحي الحياة في العاصمة والولايات» هكذا قال لـ «الأنباء» الناطق الرسمي باسم حكومة جنوب السودان ووزير الاعلام د.برنابا مريال بنجامين.
الفنادق
من يحط في مطار جوبا يلاحظ تدفق الاجانب والعرب الى الدولة الجديدة، تتم استضافتهم في نحو 180 مركزا فندقيا جميعها دون الـ 3 نجوم وفق المعايير العالمية. تحدثنا الى بعض من شاركونا الاقامة في فندق صحارى، بعضهم اتى ليستثمر بعد ان سمع عن فرص كبيرة والبعض الاخر جاء بحثا عن فرصة عمل. «ليس لدينا شيراتون او هيلتون هنا، في الماضي اتى البريطانيون والفرنسيون وسكنوا معنا تحت الاشجار وفي العراء قبل ان يبنوا لهم مساكن ونريد ممن يأتي للاستثمار اولا، وهو سيستفيد من دون شك ان يشاركنا حياتنا كما هي» كانت تلك اجابة الناطق الرسمي لدى سؤالنا له عن اماكن الاقامة في البلاد.
الفرص الاستثمارية
الفنادق والمشاريع السياحية ومصانع مواد البناء والمواد الاستهلاكية والمشروعات الخدمية تبدو كلها فرصا سانحة وواعدة في بلد يمتلك ثروة نفطية ومعدنية مهمة ستوفر له دخلا بالعملة الصعبة الى جانب ثرواته الاخرى، خاصة في ظل وجود قوانين وصفها مسؤولون ديبلوماسيون التقيناهم بالجيدة لاسيما لجهة السماح بتحويل الارباح بحرية كاملة ودون قيود عبر بنوك محلية واجنبية بدأت بفتح فروع لها في البلاد.
وفي مقابل واقع الفقر يسجل المراقب سلسلة معطيات تدعو الى التفاؤل في امكان بناء دولة قادرة على تحسين الامور وسلوك درب العصرنة.
ضريح القائد
وفي قلب المدينة وبالقرب من المنصة التي استضافت ممثلين عن 138 دولة حضروا مراسم حفل استقلال دولة جنوب السودان وهي تقع بجوار ضريح القائد جون قرنق ومقابل تمثال بني لتخليد ذكراه يقع مقر برلمان دولة جنوب السودان الذي يعمل كخلية نحل لانجاز البنية التشريعية للدولة.
الحكومة والبرلمان
عند زيارتنا كان الجميع يترقبون الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة لتعرض على اعضاء الاحزاب الثمانية الممثلة في البرلمان وفي مقدمتها «الحركة الشعبية» التي يتزعمها الرئيس سلفا كير ميارديت. كما ان السجالات الحادة خلال الجلسات البرلمانية التي ينقلها التلفزيون الرسمي والانفتاح في الطروحات واستعداد النواب لبحث منح الثقة لاعضاء الحكومة تعطي مؤشرات على حراك ديموقراطي ايجابي في وقت سمعنا فيه الكثير عن اهمية مفهوم تداول السلطة وتعزيز الحريات التي كان غيابها احد ابرز الخلافات مع الشمال ايام الوحدة.
الصحافةوالإعلام
الصحافة الجنوبية تتمثل في عدة صحف يومية مستقلة أغلبها بالانجليزية تابعناها تصدر دون رقابة مسبقة وتتضمن هوامش مقبولة من الحرية رغم ضغوط بعض المسؤولين كما افادنا احد المعنيين، ويوجد شبكتا تلفزيون واحدة رسمية وأخرى خاصة (ايبوني) إلى جانب نحو 52 إذاعة مسموعة.
التعليم والشباب
افواج الطلاب الصغار بالزي المدرسي وهم يسيرون في الشوارع ذهابا وايابا من مدارسهم تعكس الاهتمام المتزايد بالتعليم في بلد تجاوزت فيه الأمية في بعض المراحل الـ 90%.
وفي اوساط الشباب تنتشر اجهزة «الموبايل» و«اللاب توب» وتتوافر خدمات الاتصال (الانترنت) في جوبا بسرعة عالية ولافتة.
المرور
ومقابل المظاهر البدائية تغزو شوارع المدينة اعداد كبيرة من السيارات الحديثة والفخمة وينتشر رجال وسيدات المرور من الشرطة في مختلف الشوارع لتنظيم عملية المرور في اجواء امنية مستتبة.
مدنية الدولة
على عكس الانطباع السائد حول وجود عصبيات دينية في البلاد تبدو النظرية الرسمية حول دلالات تصويت اكثر من 98% من سكان الجنوب لصالح الاستفتاء بمن فيهم نحو 25% من المسلمين منطقية وقريبة من الواقع، فواقع المسلمين كما الغالبية المسيحية والمجموعات الوثنية واللادينية المنتشرة في الولايات تشير الى ان الجميع كانوا يعانون الحرمان وهناك توافق تام على «مدنية» الدولة الجديدة واهمية الولاء والمواطنة المتساوية فيها.
التوترات القبلية
يبقى القلق من التوترات القبلية وهي ظاهرة تشمل المناطق الحدودية مع الشمال والمتعلقة بالخلافات حول المراعي وتربية المواشي والتي تتصاعد من وقت الى اخر وتتسبب في اعمال قتل ونهب مروعة نظرا لامتلاك الرعاة للسلاح.
العائدون
المسألة تزداد تعقيدا مع العودة التدريجية لنحو مليوني مواطن جنوبي من الشمال الى ارضهم الام ومواجهة تحديات توفير السكن وسبل الحياة المقبولة لهم في مختلف ارجاء البلاد التي تضرب بعضها كولاية واراب المجاعة على غرار مناطق اخرى بالقرن الافريقي.
التطورات في الشمال
وفي بلد اختبر على مدى عقود الكفاح المسلح يبدو انه ورغم الاستقلال واقدام الشمال على إغلاق الحدود لا يستطيع الجنوبيون تجاهل ما يدور في الشمال خاصة في مناطق يعتبرونها اما جزءا اصيلا من اراضيهم انتزع بغير حق منهم او لكونها تضم مجاميع من الجيش الشعبي الذي كان الذراع العسكرية لحركة التحرير مازالت تحمل السلاح وتطالب بـ «المشورة الشعبية» لاهلها حول طبيعة العلاقة مع الحكومة المركزية في الخرطوم، وانطلاقا من ذلك يتابع الجنوبيون يوميا التطورات في ابيي وجنوب كردفان وفي النيل الازرق، ويتعاطفون مع اهالي هذه المناطق. اللغة العربية منتشرة في جوبا التي يتحدث اهلها «عربي جوبا» وهي لهجة خاصة بهم تشيع بين الكبار وبمعدلات أقل بين الصغار.
العلاقات مع العرب
وتدور من حين الى اخر نقاشات حول امكانية انضمام جنوب السودان الى الجامعة العربية خاصة بعدما كان قد تبلغ بامكانية العضوية التلقائية على اساس ان انقسام اي بلد عربي لا يلغي عروبته كما حصل مع تجربة اليمن الا ان المسؤولين الجنوبيين يراقبون ويتريثون بانتظار المواقف العربية وهدوء عاصفة التغيير في العالم العربي، يبدون ارتياحهم للدور المصري المتوازن في المنطقة والفهم المصري لحقيقة الامور في السودان وتحويل القاهرة قنصليتها في جوبا الى سفارة. بوجود السفارة المصرية وسفارة السودان تستضيف جوبا سفارتين عربيتين لكنها بالتأكيد تتطلع الى عدد اكبر بكثير يجعلها تبني على الشيء مقتضاه.
مشروع عاصمة جديدة
كشف مصدر في وزارة الإعلام في جنوب السودان لـ «الأنباء» عن مشروع لنقل العاصمة من جوبا الواقعة في وسط جنوب البلاد الى رامشيل في وسط البلاد خلال فترة تمتد بين 3 و5 سنوات.
وستطل العاصمة الجديدة على النيل ايضا وتكون عند نقطة وسط تقريبا بين مختلف مناطق البلاد الأساسية (أعالي النيل وبحر الغزال والاستوائية).
معلومات عامة عن جنوب السودان
٭ العاصمة: جوبا.
٭ أبرز المدن: واو، ملكاي، يامبيو وتوريت.
٭ المساحة: 619745 كلم مربع.
٭ الحدود: السودان من الشمال، إثيوبيا من الشرق، أوغندا وكينيا من الجنوب الشرقي وجمهورية الكونغو الديموقراطية من الجنوب الغربي وجمهورية أفريقيا الوسطى من الغرب.
٭ الطقس: استوائي مع رطوبة عالية وتساقط للأمطار نحو 8 أشهر في السنة، ويمتد موسم الأمطار بين أبريل ونوفمبر.
٭ اللغة الرسمية: الإنجليزية.
٭ العملة: جنيه جنوب السودان.
٭ عدد السكان: 8.260.490 (إحصاء 2008).
٭ العلم يتألف من 6 ألوان: الأسود ويرمز إلى لون البشرة السوداء لسكان أفريقيا، الأبيض ويرمز للسلام بعد عقود من النضال، الأحمر ويرمز للدماء، الأخضر ويرمز للثروات الطبيعية في البلاد، والأزرق ويرمز إلى مياه النيل أحد الموارد الأساسية للمياه في البلاد، والأصفر وهو لون النجم الذي يوجه البلاد وأهلها.
كلمات النشيد الوطني
oh god
we praise and glorify you
for your grace on south sudan
land of great abundance.
uphold us united in peace and harmony.
oh motherland
we rise raising flag with the guiding star
and sing songs of freedom with joy.
for justice, liberty and prosperity
shall forever more reign.
oh great patriots
let us stand up in silence and respect.
saluting our martyrs whose blood
cemented our national foundation.
we vow to protect our nation
oh god bless south sudan.
رئيس برلمان جنوب السودان لـ «الأنباء»: نُعدّ بنية تشريعية لنظام تعددي واقتصادي ناجح
وصف رئيس البرلمان الانتقالي لدولة جنوب السودان (المجلس الوطني) جيمس واني ايقا الدولة الجديدة بأنها كالمولود الجديد يأتي ومعه مسؤوليات على والديه، مضيفا ان جزءا من هذه المشكلات يقع على عاتق الحكومة والجزء الآخر على عاتق البرلمان الذي يفترض أن يهيئ البنية التشريعية لأن التحدي الأكبر هو في وضع القوانين التي تحتاجها البلاد.
وتابع: أول خطوة كانت الدستور الانتقالي وبعد إنجازه نعكف على إعداد عدد كبير من القوانين العاجلة، منها القوانين المتعلقة بالاقتصاد والبنك المركزي، وأخرى تتعلق بقانون الجزاء.
وزاد إيقا: ينتظرنا الكثير من العمل على المستوى السياسي عبر تعزيز أسس الديموقراطية والتعددية الحزبية إضافة الى ما ينتظره منا المواطنون من خدمات اجتماعية وتحسين لظروف حياتهم.
وأوضح ان البرلمان الانتقالي يضم 332 عضوا موزعين على الشكل التالي: 170 منتخبون و66 معينون أغلبهم من أحزاب لم تنجح في إيصال ممثلين لها الى البرلمان، الى جانب 96 مبعدين من الشمال بعد أن أسقطت عضويتهم وجنسياتهم فمنحوا مقاعد في برلمان الجنوب.
وأشار رئيس البرلمان الى ان 30% من أعضاء المجلس الوطني نساء وأن البرلمان يضم حاليا ممثلين عن 8 أحزاب بينها الحركة الشعبية الحاكمة والأحزاب التي تعارضها.
|
|
رئيس برلمان جنوب السودان جيمس واني إيقا |
رئيس برلمان جنوب السودان مرحبا بوفد «الأنباء» |
|
|
نائبات في برلمان جنوب السودان |
النواب يتابعون سير إحدى الجلسات النيابية في برلمان جنوب السودان |
صحيفة «المصير».. مغامرة شبابية للحفاظ على وجود اللغة العربية
بالقرب من «حي الكويت» في جوبا يقع مقر صحيفة «المصير» اليومية التي تصدر باللغة العربية في دولة جنوب السودان منذ 21 فبراير الماضي.
يعمل فيها 11 صحافيا ومصور واحد، اغلبهم كانوا يمارسون المهنة في الشمال قبل العودة.
وفد «الأنباء» زار مبنى «المصير» حيث التقينا رئيس التحرير أتيم سايمون ونائبه ابراهام مرياك البينو وكلا من ميثانق شريلو سكرتير التحرير وابراهام مليك المحرر العام الذين تحدثوا لنا عن تجربتهم وما يتعرضون له من ضغوط لمواصلة مهمتهم في ضمان استمرار وجود صحيفة عربية واحدة على الاقل في الدولة الجديدة.
تصدر الصحيفة عن شركة نيفاشا الاعلامية التي سميت بهذا الاسم تخليدا لذكرى اتفاقية نيفاشا للسلام برأسمال 70 ألف جنيه سوداني جنوبي (نحو 21 ألف دولار).
بهدف الحصول على صفحات ملونة ولغياب المطابع اللازمة لذلك في الجنوب، تطبع «المصير» في الشمال وتنقل نحو 4000 نسخة منها الى الجنوب يوميا لتوزيعها في جميع الولايات.
يؤكد أتيم سايمون ان «المصير» مستقلة تماما، وتقوم بتغطية اخبار كل الاحزاب والقوى السياسية بشكل متوازن رغم انها لا ترضي الجميع و«نسمع من في السلطة يتهمنا بأننا أقرب للمعارضة والعكس».
ويضيف سايمون أن التهديدات بمقاضاة الصحيفة تتزايد، ورغم ذلك فإن فريق عملها مؤمن بضرورة الاستمرار لاهمية وجود صحيفة باللغة العربية في جنوب السودان تتولى نقل الصورة الصحيحة للناطقين بالعربية بعد عقود من التجهيل بقضية الجنوب، مشيرا الى ان عمله وفريقه هو جزء من مسؤوليتهم تجاه المجتمع.
الى جانب ايرادات البيع تعتمد الصحيفة للاستمرار على الاعلانات ويحاول الشباب العاملون فيها تغطية نفقاتهم ليواصلوا مهمتهم التي يقومون بها بكل حماس.
|
الزميلان عدنان الراشد ومحمد الحسيني خلال زيارتهما لمكتب رئيس تحرير «المصير» |
|
|
أتيم سايمون رئيس تحرير «المصير» |
الزميل عدنان الراشد يطالع أحد أعداد «المصير» |
|
|
صحيفة «المصير» الصادرة بالعربية في دولة جنوب السودان |
غرفة التحرير |
مسلمو جنوب السودان على مائدة سلفا كير: ولاؤنا لدولتنا.. والرئيس يرد: أنتم مواطنون درجة أولى
بين مئات المدعوين من أعضاء وضيوف المجلس الإسلامي في جنوب السودان وحضور عدد من كبار رجال الدين المسيحيين شق رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت طريقه في حديقة القصر الرئاسي في جوبا التي احتضنت حفل افطار اقامه على شرف مسلمي جنوب السودان والجالية المسلمة في البلاد.
بدأ الحفل برفع آذان المغرب تلاه شرب الماء وتناول التمر فالصلاة ثم تلاوة آيات من القرآن الكريم القى بعدها الشيخ جمعة سعيد احد اعيان المسلمين كلمة قال فيها: نقول لكل المشككين في مستقبل المسلمين في جنوب السودان ان المسلمين بخير وهذه المناسبة تأكيد على اننا متساوون في الحقوق والواجبات.
شهد الحفل ايضا كلمة للمطران اينوك توجي هنأ فيها المسلمين بشهر رمضان المبارك وتلتها كلمة لرئيس المجلس الاسلامي لجنوب السودان الشيخ الطاهر بيور اكد فيها وقوف المسلمين خلف رئيس الدولة وولي الأمر الفريق اول سلفاكير داعيا الى ترقيته من فريق اول الى مشير ليقاطعه الحضور بالهتاف: «مشير مشير سلفاكير» و«سير سير سلفاكير.. سلفا كير للتعمير».
واكد بيور التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين واعتذر عن بعض الاخطاء في الحرب، مشددا على ان «السلام سنة الإسلام».
مجلس تعايش بين الأديان
واقترح بيور تكوين مجلس التعايش بين الاديان واستعرض المشاكل التي تواجه مسلمي جنوب السودان وابرزها عدم قدرة الكثيرين على السفر الى الاراضي المقدسة في السعودية لاداء فريضة الحج والعمرة بعد الانفصال لان التسهيلات كانت تتم عبر الشمال قبل الاستقلال، كما طالب بالتحقيق في تشييد ابنية على ارض ساحة يملكها الوقف ويستخدمها المسلمون مكانا عاما للصلاة في المناسبات العامة.
وفي ختام الحفل القى الرئيس سلفا كير خطابا مرتجلا قال فيه انه بعد ان كان الجنوبيون يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية في السودان، فانهم جميعا اليوم مسلمين ومسيحيين وغيرهم سيكونون مواطنين من الدرجة الأولى في بلدهم الجديد.
البشير والعلم
وتحدث عن استقباله للرئيس عمر البشير يوم 9 يوليو لدى وصوله الى جوبا لحضور الاحتفال باعلان الدولة الجديدة قائلا: كان البشير مندهشا وكرر اكثر من مرة السؤال عن المراسم، خاصة انزال العلم وأجبته باننا قررنا عدم تسليمه علم السودان بعد انزاله ورفع العلم الجديد وهو ما يحصل عند جلاء اي استعمار، ويبدو انه لم يصدقني حتى انزلنا العلم واحتفظت به.
وتابع: نحن نتطلع للمستقبل وافضل الا نستخدم كلمة «انفصال» بل «استقلال» فالاستقلال حقنا ولا نريد القطيعة مع جيراننا.
ابني لم يعتنق الإسلام
وتحدث سلفا كير ممازحا الحضور بشأن الخبر الذي اثير عن ان ابنه من زوجته الرابعة قد اعتنق الاسلام وتزوج مسلمة قبل يوم من اعلان الاستقلال قائلا: الخبر غير صحيح لكن حتى لو قرر احد ابنائي اعتناق الاسلام فهذا حقه وله مطلق الحرية في ذلك.
شكوى
وتعليقا على شكوى حول تشييد ابنية تجارية في «ساحة المولد» التي كانت تستخدم لصلاة الجماعة عند المسلمين ومصادرة اراض تعود الى الوقف الاسلامي وعد الرئيس الحضور بالتحقيق في الموضوع ومحاسبة المخالفين.
الله أكبر.. وهللويا!
اللافت خلال الحفل كان مقاطعة الجمهور لخطاب الرئيس بهتافات: الله اكبر.. لا إله إلا الله واحيانا «هللــويا» في اشــارة رمــزيـــة الى التعــايش بين المسلمـــين والمسيــحيــين.
ورغم عدم وجود احصائية دقيقة لعدد المسلمين في دولة جنوب السودان المختلف اصلا على عدد سكانها بين الشمال والجنوب الا ان التقديرات تشير الى انهم يشكلون ربع السكان ويتراوح عددهم بين مليونين ومليونين ونصف المليون مواطن.
|
|
هتاف من الحضور ترحيبا بالرئيس سلفا كير |
رئيس جنوب السودان سيلفا كير يلقي كلمته في حفل افطار المجلس الإسلامي |
|
|
رئيس المجلس الإسلامي الطاهر بيور متحدثا |
الرئيس لدى وصوله إلى الحفل |
|
|
المرشح الرئاسي السابق في السودان قبل الانفصال ياسر عرمان متحدثا لوفد «الأنباء» |
سفير جنوب السودان بالقاهرة فرمينا مكويت مرحبا بالزميل عدنان الراشد |
|
|
الحضور يؤدون صلاة المغرب في حديقة القصر الرئاسي |
جانب من الحضور النسائي |
واقرأ ايضاً:
الناطق الرسمي باسم حكومة جنوب السودان لـ «الأنباء»: أنجزنا في 6 سنوات ما لم ينجزه الشمال في 58 عاماً من الوحدة معه