- إيسي شيما تحتضن قمة «مجموعة الـ 7» في مايو المقبل بواحد من أفخم وأجمل منتجعات العالم
- المحار «حليب البحر» واستزراعه تجربة مثيرة
- نساء الغوص.. إحياء لتراث قديم
- مزارات «الشينتو» في «توبا» بأجمل بقعة طبيعية
|
أحد اجنحة متحف سانكوكان في تينري
|
|
معبد «توداي جي» البوذي المدرج على قائمة التراث العالمي في «نارا»
|
|
معبد ديانة «التنريكيو» في تينري
|
|
مزار «الشينتو» الشهير الواقع في بقعة طبيعية خلابة في «نارا» المدرج على لائحة التراث العالمي
|
طوكيو - محمد بسام الحسيني
اليابان أمة بحرية تضم اكثر من 6800 جزيرة جذورها ضاربة في التاريخ، وتتمتع بطبيعة خلابة ذات فصول أربعة في كل منها هناك ما يدعو للاحتفال، ولذلك وعلى مدى ايام السنة تدور المهرجانات والمناسبات من الاحتفال بالربيع وتفتح زهور الكرز الى مواسم زرع وحصاد الأرز.
هي بلاد الفن والثقافة والمسرح وشعر الهايكو وقصص الزن.
مدينة الجودو
انتقلنا من طوكيو جنوبا الى مدينة «تينري» عبر محطة كيوتو، في هذه المدينة معالم عديدة، أبرزها كونها عاصمة رياضة الجودو، التي أدخلت الى الألعاب الأولمبية عندما استضافتها طوكيو عام 1964 بدعم من شوزن ناكاياما مرشد ديانة «التينريكيو» وسليل مؤسسيها، وهي ديانة حديثة ظهرت في المدينة عام 1863 وتدعو الى التسامح والتعاون والسعادة. وتحتضن «تينري» أكبر معبد لهذه الديانة التي يعتنقها اليوم نحو مليوني شخص حول العالم، كما تحتضن واحدا من أهم مزارات ديانة «الشينتو» الاكثر انتشارا في البلاد وهو مزار ايسونوكامي المدرج على قائمة أهم مواقع التراث الوطني في اليابان.
وتضم المدينة جامعة عريقة يتبعها متحف غني جدا ويضم أكثر من 280 ألف قطعة بينها 30 ألفا اثنوغرافية في الخارج وخاصة دول الجوار و250 ألفا من اليابان، كما يحتوي على 26 ألف قطعة اركيولوجية. الجولة في أرجاء المعرض الذي يزوره نحو 55 ألف شخص سنويا تستحضر تاريخ اليابان والصين وتايوان وشبه الجزيرة الكورية بشكل ممتع.
يتسم المتحف بالفخامة وحسن التنظيم وتوزيع المعروضات وتعريفها بوضوح وسهولة.
ومن «تينري» توجهنا الى مدينة «نارا» المجاورة لنزور معبد «توداي جي» البوذي والذي يضم احد أضخم تماثيل بوذا في العالم في قاعة مهيبة ومبنى جميل الطراز، ويصادف الزوار في طريقهم الى المعبد قطعانا من الغزلان تقترب من السياح لإطعامها. وقد اقمنا في فندق «نيكونارا» وهو اشهر فنادق المدينة.
قمة «مجموعة الـ 7»
ومن «نارا» انتقلنا الى مدينة «ايسي شيما» وتحديدا الى فندق ومنتجع «شيما كانكو» الذي سيحتضن قمة «مجموعة الـ 7» (الاقتصادات السبعة الكبرى في العالم) التي تستضيفها اليابان في 26 و27 مايو المقبل.
يضم الفندق مبنيين أحدهما تاريخي ويعود الى عام 1951 وشهد العديد من الاجتماعات اليابانية ـ الاميركية بعد الحرب العالمية، والمبنى الاحدث يضم أجنحة في غاية الفخامة تبلغ مساحة 49 منها 100م2، ومطعما فرنسيا فاخرا، ويطل الفندق بقسميه على مشهد طبيعي خلاب وبانورامي للجزيرة، حيث تحيطه الغابات ومياه الخليج الممتدة من المحيط، ما يجعله واحدا من اجمل فنادق العالم بموقعه، الأمر الذي جعل الحكومة اليابانية تعتمده كمقر للقمة العالمية الكبرى.
الذي يزور «ايسي شيما» لا بد ان يزور جارتها «توبا» في منطقة تعد الأهم على مستوى جودة وتميز المأكولات التي تقدمها في اليابان، ما يجعل منها محطة استقطاب للزوار من مختلف الدول وخاصة الآسيوية، حتى المسلمة منها إذ بدأ عدد كبير من فنادق ومطاعم هذه المدينة يراعي معايير الأكل «الحلال» ويوفر لزواره المسلمين كل الخدمات اللازمة لتيسير وضوئهم وصلاتهم الى جانب توفير برنامج سياحي متكامل لهم في المدينة البحرية التي تعد ايضا مركزا مهما لاستزراع المحار واللؤلؤ وبعض الطحالب والأعشاب البحرية التي تستخدم في الأطباق اليابانية.
عشنا خلال زيارة كل من «توبا» و«ايسي شيما» تجربتين غنيتين، الأولى خلال جولتنا على مصنع شركة «ساتو» لاستزراع المحار (الأويستر) حيث التقينا رئيسه فوميهيكو ساتو.
يسمى «الأويستر» في اليابان بـ «حليب البحر» نظرا لغناه بالفوائد، وينتج مصنع ساتو سنويا مليون محارة تعتبر من الأعلى جودة في السوق المحلي وتباع بالكامل، وقد ورث السيد ساتو هذه المهنة عن جده مؤسس المصنع الذي تجولنا فيه وتابعنا عملية تعقيم المياه واستخدام الاضاءة في تنقيتها، كما قمنا بجولة في المركب على اماكن استزراع المحار الذي يبقى في البر عادة سنة يكبر خلالها قبل استخراجه وتنظيفه.
سيدات الغوص
التجربة المثيرة التالية كانت في مطعم «اموكايا» للمأكولات البحرية الذي ما ان علم بحضور صحيفة كويتية حتى استقبلنا بأعلام دولة الكويت، تحملها سيدات يحترفن مهنة الغوص وصيد الاصداف البحرية بمختلف انواعها حتى النادر والغالي واللوبستر ويجسدن الحفاظ على تراث عمره مئات السنين في اليابان.
وتقوم سيدات الغوص باستعراض طريقة الصيد امام الزائر وهن بزيهن التقليدي، ثم يبدأن بشوي الأصداف والأسماك في موقد كبير على الفحم ليقدمنها طازجة الى الزائر.
يشرف صاحب المطعم كازيهيرو نيمورا وزوجته كاوورو بنفسيهما على الخدمة وراحة الضيوف، خاصة اذا كانوا من دولة اسلامية، حيث يوفرون لهم مستلزمات الوضوء والصلاة.
وبالقرب من «توبا» تقع بقعة ارض خصبة وشاسعة فيها غابات ومياه عذبة وتحتضن مزارات الـ «ايسي جونغو» التابعة لديانة «الشينتو» المنتشرة في البلاد، والتي تعود الى القرن الثامن.
تجتذب هذه المزارات سنويا نحو 5 ملايين زائر، ويتم نقل المزارات وتغيير مكانها كل 20 سنة، وذلك ضمن تقليد يستهدف تزويد الاجيال بالخبرة للاستمرار في بناء المزارات. وعند مدخل «ايسي جونغو» يمتد اطول جسر خشبي في اليابان على اكثر من 100 متر.
وبجوار المزارات اقامت البلدية حيا ذا طابع تراثي اسمه حي اوكاغي تتوافر فيه عشرات المحلات التي تقدم اشهر الاطباق المحلية وأفضل الاعمال اليدوية، وقد استمتعنا فيه بتناول الحلوى المصنوعة من الارز والسكر في محل «اكافو كوموتشي» العريق.
|
|
حي «أوكاغي» التراثي والترفيهي
|
مزار «ايسونوكامي» للشينتو في مدينة تينري وهو على لائحة التراث الياباني
|
رئيس شركة «ساتو» لاستزراع المحار يقدم طبقاً طازجاً ..وأحد العمال يشرح مراحل الاستزراع
|
رئيس قسم السياحة الدولية في هيئة السياحة اليابانية يازواكي شيميدا
|
سيدات الغوص يرحبن بوصول «الأنباء» عبر رفع أعلام الكويت ويستعرضن مهارتهن في الصيد البري والطهو ويبدو مديرا مطعم «أموكايا» كازيهيرو نومورا وزوجته كاوورو
ارتفاع عدد السياح في اليابان من 10 إلى 20 مليوناً في 3 سنوات
في غضون 3 سنوات بين 2013 و2015 تضاعف عدد زوار اليابان من 10 الى 20 مليونا، منهم نحو 5 ملايين من الصين وحدها تليها كوريا الجنوبية بـ 4 ملايين وتايوان بـ 3.6 ملايين وهونغ كونغ بـ 1.5 مليون ثم الولايات المتحدة نحو مليون وتايلند بـ 800 الف واستراليا بنحو 380 ألفا، هذا ما ذكره لـ «الأنباء» رئيس قسم السياحة الدولية في هيئة السياحة اليابانية يازواكي شيميدا الذي قدم لنا شرحا مفصلا بالارقام.
وسجلت اليابان اعدادا متزايدة لزوارها في كل الوجهات بما فيها اوروبا، حيث تصدر الروس المشهد في العام 2015 مع 500 الف زائر، ثم البريطانيون مع 260 الف زائر يليهم الفرنسيون بـ 210 آلاف والالمان بـ 160 الفا والايطاليون بـ 100 الف زائر.
اما من دول المنطقة فلاتزال الارقام متواضعة رغم انها آخذة في الارتفاع، ففي العام 2014 ارتفع عدد زوار اليابان من الكويت الى 1963 ومن السعودية الى 6403 ومن الامارات الى 3973 مقابل 14766 من تركيا.
اسباب كثيرة الى جانب مجال الاعمال والاستثمار تعد مصدر جذب لزيارة اليابان وفي مقدمتها التسوق في بلد تعد صناعاته من الاجود في العالم والمأكولات، حيث لا يُعلى على الاكل الياباني بالنسبة لكثيرين حول العالم، وزيارة الاماكن السياحية والتمتع بحمامات المياه الساخنة والطبيعة على مدى الفصول الاربعة، خصوصا في المناطق البركانية، الى جانب الاطلاع على العادات والتقاليد العريقة للشعب الياباني ومشاركته في بعضها ومنها حمامات الينابيع الساخنة.
وهذا النمو المطرد في الاقبال السياحي على اليابان يحقق لها مصدر ايراد عاليا زاد في العام 2014 على 2 تريليون ين، ومنذ العام 2014 وبحسب مجلة «ليجر ماغازين» المعروفة تحتل كيوتو المرتبة الاولى عالميا بين اهم المدن السياحية في العالم على رأس قائمة تضم مدنا رائعة مثل تشارلستون الاميركية وبانكوك في تايلند وروما في ايطاليا وبرشلونة.
ويوجه المسؤولون اليابانيون اليوم انظارهم لاستقطاب اعداد اكبر من السياح من دول العالم الاسلامي وتشجيعهم عبر مراعاة عدد من الاحتياجات المهمة للسائح الاسلامي، خاصة فيما يتعلق بتوفير الاكل الحلال ومعايير الطهارة وتيسير امور الصلاة وغيرها وتوفير اللوحات الارشادية.
وما يؤكد هذا التوجه هو الاهتمام المتزايد للحكومة بتثقيف المواطنين والعاملين في الفنادق حول التعامل مع السياح المسلمين، وقد بدأت تظهر صور سيدات محجبات وعائلات مسلمة في البوسترات الخاصة بالسياحة في البلاد، كما يشيع مفهوم «الاكل الحلال» وتدور شروحات حوله وكيفية الاستفادة من المقيمين والسكان المسلمين في هذا المجال.
|
عمدة مدينة تينري كن ناميكاوا مستقبلا مدير التحرير الزميل محمد الحسيني
|
أصغر عمدة.. وأكبر طموح
في منتصف الثلاثينيات انتخب «كن ناميكاوا» عمدة لمدينة «تينري» المجــــاورة لـ «نارا» وذات الطابع الديني والعلمي الهام، ليكون بذلك أصغر عمدة منتخب.
يجمع بين حماس الشباب والديبلوماسية التي تعلمها من تجربته كديبلوماسي في مصر التي درس فيها أيضا والذكاء الياباني المشهود له.
استقبلنا بترحاب في مكتبه ببلدية المدينة مؤكدا رغبته وإصراره على تعزيز موقعها على الخارطة العالمية نظرا لما تمتلكه من مقومات تاريخية وسياحية ولكونها تحتضن جامعة مهمة.
وأوضح ناميكاوا أن أول أهدافه تنفيذ استراتيجية الحكومة في تنمية المناطق والحد من هجرة أبناء المناطق الى العاصمة والمدن الكبرى عبر توفير فرص العمل لهم.
ويؤكد أن بعض الاهداف الرئيسية يجب أن تتسم بالطموح والتغيير والبعد عن النمطية، ولذلك بدأ تجربة جديدة للعمل عن بعد عبر الانترنت، حيث يمكن للشباب المشاركة في مشروع محدد أينما توزعوا جغرافيا.
وانطلاقا من كون أغلب الشركات في المدينة التي يقارب عدد سكانها الـ 80 ألفا صغيرة ومتوسطة الحجم ويصعب عليها العثور على عمالة مناسبة في ظل الهجرة، وكذلك وجود طلاب خريجين لا يجدون الفرص المناسبة فإنه من المناسب إنشاء مركز للعمل يوائم بين احتياجات الجميع وتصب أهدافه في صالح المدينة الى جانب مشاريع أخرى كتخضير إحدى الساحات الفارغة قرب المحطة بالاتفاق مع السكان والملاك، واستشهد كِن الذي يتبنى ديانة «التينري» التي انطلقت في المدينة قبل نحو 179 عاما بمقولة إن الله لا يساعد إلا من يساعد نفسه، لذا على الانسان أن يجتهد، كما أن الله يحب من يساعد غيره ويساعده أيضا على شق طريقه.
ويرى ناميكاوا التعددية الدينية مجالا لتعزيز الحوار وفنونه وليس الفرقة، مؤكدا أن المدينة واليابان عموما نموذج يحتذى في هذا المجال.
الطريق إلى التعافي.. هكذا انتصار اليابان على أكبر زلزال في تاريخها
|
فوجيتا متحدثا للزميل محمد الحسيني عن إعادة الإعمار
|
في 11 مارس 2011 هز اليابان أكبر زلزال في تاريخها وتلته امواج تسونامي احدثت دمارا كبيرا في منطقة توهوكو، وازداد هول الكارثة بانفجار مفاعل فوكوشيما المخصص لإنتاج الطاقة.
نتج عن المأساة وفاة 15893 شخصا وفقدان 2565 وإصابة 6512.
كما تضرر نحو مليون و126 ألف منزل بينها نحو 122 ألفا دمرت بالكامل.
وقدر اجمالي الخسائر بما يعادل 32 تريليون ين (نحو 280 مليار دولار).
وللتعامل مع الحادثة وتأمين مساعدة عدد كبير من اهالي المناطق التي ضربها الزلزال والتسونامي، أنشأت الحكومة اليابانية هيئة خاصة حملت اسم «هيئة اعادة الاعمار» للتصدي لهذه المهمة وإعادة الأوضاع الى طبيعتها في ظل المخاوف المحلية والدولية.
«الأنباء» زارت مقر الهيئة وكان في استقبالنا مستشار شؤون الصحافة والشؤون الدولية فيها شينيا فوجيتا حيث استعرض ما انجز وأهمها ازالة هواجس الكثير من الدول التي توقفت عن استيراد المنتجات اليابانية خاصة الغذائية خوفا من الاشعاع، حيث قدمت الدراسات التي تؤكد ان نسبة الاشعاع في طوكيو وفوكوشيما اقل من مدن مثل نيويورك وسيول، وهذا ما حدا بـ 16 دولة بينها كندا واستراليا وماليزيا الى رفع كل القيود عن الواردات من اليابان بينما تستمر بعض الدول وبينها اميركا والكويت في طلب شهادات خاصة قبل الاستيراد وهو ما قال فوجيتا انه لم يعد اساسيا، داعيا الى تجاوزه، فقد تم احتواء الحادث النووي وتنقية مناطق واسعة محيطة به والعمل مستمر في هذا المجال، كما جرىت في غضون 4.5 سنوات اعادة بناء اغلب الشقق ومراسي الصيد والحدائق والمدارس وغيرها من المرافق التي دمرها الزلزال وهو ما ادى الى خفض عدد طالبي الايواء من 470 الفا الى 180 ألفا.
وشرح فوجيتا ان دور الهيئة ليس فقط في اعادة البناء وانما ايضا في خلق البيئة الصحية وتوفير البنية التحتية ومجالات الحياة والعمل للعائدين موضحا، ان المعضلة التي واجهت الحكومة كانت في ان المستثمرين والمواطنين كانوا يتبادلون الادوار بشأن من يخطو الخطوة الأولى في العودة: المستثمر لخلق فرص تشجع المواطن على الرجوع لمنطقته او عودة المواطنين لجذب المستثمرين، ولذلك قامت الحكومة عبر الهيئة بسد هذه الثغرة ودفعت بالأمور بشكل ايجابي جدا الى الامام.
وتوجه فوجيتا بالشكر الجزيل الى الكويت كونها كانت سباقة في المساعدة عبر منحتها النفطية الكبيرة والتاريخية التي مازالت في اذهان اليابانيين الى اليوم.
تجربة اليابان مع اعادة الاعمار ان دلت على شيء فهي تؤكد مجددا القدرة المذهلة للشعب الياباني على النهوض والسير بشكل أقوى وأكثر ثباتا ليكون دائما النموذج الذي يحتذى في العالم.
دور كبير لمعاهد الأبحاث
تساهم معاهد البحوث والدراسات في اليابان، في صياغة استراتيجيات الدول والتأثير على القرار.
وقد زرنا معهدين: الأول هو «معهد اليابان للبحوث» حيث التقينا مديره فاهوميرا نيشيزاكي وهو اقتصادي متخصص، واستعرضنا معه ما يعرف باستراتيجية «abenomics»، في إشارة إلى مشروع رئيس الوزراء الحالي شينزو آبي لإخراج البلاد من حالة الركود، وهي استراتيجية تقوم على 3 منطلقات:
1- سياسة نقدية هجومية تستهدف تغييرا نوعيا وكميا في الكتلة النقدية وتسهيلات تقود الى تضخم مستهدف بنسبة 2% ينهي حالة انكماش الأسعار التي تقيد الاقتصاد.
2- تبني سياسة ضريبية مرنة مع تحفيزات عند اللزوم وبرامج ضريبية صديقة للاستثمار.
3- اعتمــاد استراتيجية نمو تشجع القطاع الخاص.
يواجه المجتمع الياباني اضافة الى التحديات على المديين المتوسط والقريب تحديا اكبر بعيد المدى وهو عدم نمو اجمالي السكان وهو ما يعني عدم توافر أسواق جديدة لنمو الاستثمارات، ويفسر التراجع بعدد المصانع في البلاد التي باتت أمام أمرين لمواجهة عجز ميزان المدفوعات إما تعزيز استثمارات اليابانيين في الخارج والتي تعود بعائدات بالعملات الاجنبية أو تشجيع السكان على الإنجاب، كما توجد دعوات الى توسيع سوق العمل بتشجيع النساء على الانضمام وخلق فرص عمل جديدة وشراء أسهم في الشركات مع تشجيعها على رفع الأجور وزيادة الاستثمارات.
وبعدها كانت لنا زيارة الى معهد اليابان لدراسات الشرق الأوسط، حيث التقينا نائب رئيس المعهد ومديره التنفيذي السفير تاكيشي كاغامي الذي كان سفيرا لبلاده في سورية، والباحث المساعد تاكويا موراكامي، وتخلل اللقاء نقاش حول دور المعهد ونظرته الى التطورات في المنطقة وأهمية البحــوث في توجيه وإرشاد السياسات الحكومية وتنوير المستثمرين الخارجيين.
اختبِر التجربة اليابانية
السير على بساط التاتامي والنوم على فراش الفوتون وتناول المأكولات اليابانية الأصلية في قاعات يابانية، والحصول على حمام ياباني.. كل ذلك ممكن في فندق «كايغتسو إن» kaigetsu-inn وهو فندق صغير في مدينة «توبا شيما» الشهيرة بجزرها والمكون من 4 أدوار و13 غرفة يقع في مدينة «ايسي توبا» وتديره كوكي ايزاكي وتساعدها والدتها في إدارته واستقبال الضيوف والسهر على راحتهم، وشريكتها ايوا ساكي اوري ومساعدتهما «دويندا» في اندونيسيا والتي عملت بجهد حتى حولت الفندق الى مكان صديق للزوار المسلمين من حيث معايير النظافة والأكل.
الى جانب السكن، توفر المجموعة برنامجا سياحيا يضم 30 نشاطا مختلفا كالرحلات البحرية واستكشاف الجزر وعيش تجربة الصيد والغوص ودخول الغابات واستخدام الكاياك.
حصلت «كيكو» على جائزتي «السيدة الاكثر نشاطا» و«أفضل تطوير للمجتمع» من الحكومة عامي 2008 و2010 نظير جهودها للجمع بين الحفاظ على التراث والاهتمام بالبيئة في آن واحد.. واللقاء معها ومع صديقتيها كما السكن في فندق «كايغتسو» تجربة ملهمة.
مجهز لاستقبال السياح المسلمين
يعد فندق «كايغتسو إن» من الفنادق المجهزة لاستقبال السياح المسلمين لناحية مراعاة الأكل الحلال وتوفير أماكن الوضوء والصلاة.
في الحلقة الثالثة من التقرير من اليابان غداً:
٭ ناغويا العابقة بتاريخ الساموراي.
٭ عالم المسلمين في اليابان.
٭ كيف تعد اليابان رياضييها ؟
واقرأ ايضاً:
الحلقة الأولى من التقرير الشامل: .. عن اليابان العظيمة