كان سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، يفضل بحكم تكوينه وطبيعته ان تبقى أعمال الخير والمساهمات الإنسانية التي يتفضل بها داخل البلاد وخارجها طي الكتمان، الا ان هذه المساهمات فرضت نفسها وكشفت معدنها الإنساني وتوجهاتها ومقاصدها.
فقد قدم، رحمه الله، بعد تحرير الكويت من الاحتلال العراقي الغاشم الكثير من المساهمات للتخفيف عن الدول والمؤسسات وحتى الأطفال كانوا قريبين من قلب سموه الذي ساهم في تخفيف معاناتهم.
يذكر انه بعد التحرير أمر سمو الأمير الراحل، رحمه الله، بإلغاء جميع الديون عن أهل الكويت عرفانا منه بما أصاب أهل الكويت من تدمير ممتلكاتهم الشخصية وتدمير منازلهم من قبل قوات النظام العراقي التي عاثت فسادا في الكويت.
وجاء اقتراح سموه، رحمه الله، من فوق منبر الأمم المتحدة في 28 سبتمبر 1988 بإلغاء الفوائد عن الديون المستحقة لدى الدول النامية مع إسقاط جزء من أصول الديون المستحقة لدى الدول الأشد فقرا، وقرر سموه إسقاط الديون عن بعض الدول العربية وإسقاط الفوائد عن ديون الدول النامية وجزء من أصل هذه الديون.
وبلغ إجمالي ما تم إسقاطه حسب القانون رقم 4 لسنة 1995 والصادر في 23 يناير 1995 مبلغ 918 مليونا و665 ألفا و587 دينارا.
وأكدت المذكرة الإيضاحية لمشروع القانون انه تقرر إسقاط الديون تجاه مصر وسورية وإلغاء الفوائد المتراكمة على ديون الكويت تجاه الدول النامية تدعيما لصلات الإخوة العربية والتزاما بالمبادئ والمواقف التي أكدتها هذه الدول والدول النامية غير العربية أمام المحافل الدولية بشأن معالجة ديون الدول النامية.
ونستعرض ما قدمه سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، من تبرعات بعد الاحتلال العراقي الغاشم للكويت لتظل هذه المساهمات خير دليل لرجل قدم الخير لكل دول العالم، إيمانا منه ان ما يعمله هو لإعلاء اسم الكويت في المحافل الدولية كبلد محب للسلام والخير والعطاء الدائم.
ففي 3 سبتمبر 1992 تبرع سموه، رحمه الله، باسم الكويت بمبلغ 10 ملايين دولار إسهاما في إغاثة منكوبي الإعصار في ولايتي فلوريدا ولويزيانا بالولايات المتحدة الأميركية.
وفي 15 سبتمبر 1992 تبرع سموه، رحمه الله، بنصف مليون دولار لدار الهلال في مصر، وجاء تبرع سموه إسهاما من حكومة الكويت في دعم الدار وهي تحتفل بالذكرى المئوية.
وفي 21 نوفمبر 1992 تبرع سموه، رحمه الله، بمبلغ مليون دينار للجنة العالم الإسلامي لإنشاء أكبر دار لأيتام البوسنة والهرسك، وأتى تبرع سموه لما يعانيه أيتام المسلمين في البوسنة والهرسك من تشرد ومجاعة، حيث أبدى سموه، رحمه الله، تعاطفه كعادته مع قضايا المسلمين في العالم، وكذلك تقدير من سموه لجهود اللجنة الإنسانية الواضحة في قضية البوسنة والهرسك.
وفي 2 ديسمبر 1993 افتتح عبدالحميد البعيجان سفيرنا السابق في مصر 5 مدارس للتعليم الأساسي بـ(محافظة قنا) تبرع بإقامتها سموه، رحمه الله، بتكلفة بلغت 4 ملايين و987 ألف جنيه.
وفي 6 أغسطس 1993 تبرع سمو الأمير الراحل، رحمه الله، بـ 3 ملايين دينار للهيئات الإسلامية الخيرية لمساعدة مسلمي البوسنة والهرسك مساهمة منه في أعمال الإغاثة التي تقوم بها المنظمات الخيرية الكويتية، ومنها اللجنة الكويتية المشتركة للإغاثة ولجنة العالم الإسلامي.
وفي 22 أغسطس 1993 تبرع سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، بمبلغ 17 ألف دينار للأنشطة الشبابية لمراكز الشباب ونادي المعاقين والجوالة ومعسكرات العمل، وكانت هذه المبادرة الكريمة من سموه، رحمه الله، جريا على عادته في كل عام لدعم وتشجيع الشباب للانخراط في هواياته المختلفة ورفع المستوى العام للأنشطة الشبابية لاستغلال أوقات الفراغ في عمل يعود بالنفع على الكويت.
وسبق لسمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، أن تبرع لنادي المعاقين بمبلغ 50 ألف دينار دعما لنشاطاته ومشاركاته في تحقيق نتائج تشرف الرياضة الكويتية.
وفي 29 نوفمبر 1993 تكفل سموه، رحمه الله، بتحمل نفقات علاج طفلة ليبيرية تبلغ من العمر 7 سنوات تعاني من تشوهات خلقية قد تفضي الى موتها ما لم تتلق العلاج وذلك في احد المستشفيات التخصصية في هولندا.
وتكللت عملية الطفلة عندما أجرتها في 18 فبراير 1994 بالنجاح، وأشاد البروفيسور موليناره الذي أشرف على علاج الطفلة في مستشفى الملكة صوفيا التخصصي للأطفال في روتردام بهولندا بمبادرة سمو الأمير الراحل، رحمه الله، في إنقاذ الطفلة، شاكرا إنسانيته واهتمامه بقضايا أطفال العالم.
وفي 8 مارس 1994 تبرع سموه، رحمه الله، بمبلغ مليوني دولار لبناء مدرسة في المركز الثقافي الإسلامي في نيويورك وأتت هذه المساهمة جريا على عادة سمو أمير البلاد الراحل، رحمه الله، في تشجيع بناء المراكز الإسلامية المتكاملة لكي تكون صروحا تنطلق منها تعاليم الدين الحنيف.
وفي 21 ابريل 1994 وضع رئيس الوزراء المصري السابق د.عاطف صدقي حجر الأساس لترعة السلام «ترعة الشيخ جابر الأحمد» حيث بلغت تكاليف المشروع 200 مليون جنيه (نحو 67 مليون دولار) وأتت تسمية الترعة باسم الشيخ جابر الأحمد كرمز للعلاقات الوثيقة بين الكويت ومصر واعترافا مصريا بالجميل لما قامت به الكويت من مساهمة في المشروع التنموي الحيوي.
وفي 23 فبراير 1995 سلم سفيرنا السابق لدى اليابان د.سهيل خليل شحيبر شيكا بمبلغ 6 ملايين دولار لنائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الياباني يوهي كونو تنفيذا لتوجيهات سمو الأمير الراحل، رحمه الله، بمساعدة ضحايا زلزال ضرب اليابان وأدى الى مقتل 5426 شخصا وتشريد قرابة 200 ألف شخص.
وقد غطت الأجهزة الإعلامية اليابانية باهتمام كبير تلك المبادرة التي قامت بها الكويت لضحايا الزلزال المدمر.
وفي 29 مايو 1995 تبرع سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله، أثناء وجوده في العاصمة البريطانية لندن بمبلغ نصف مليون جنيه استرليني لبناء مستشفى للاجئين العراقيين في إيران، وذلك في إطار مشروع الصندوق الخيري للاجئين الموجودين في لندن.
وقد أشاد وزير الخارجية البريطاني السابق دوغلاس هيرد باللمحة الذكية والعمل الخيري السخي من سمو الأمير الراحل، رحمه الله، بتبرعه للصندوق الخيري لإغاثة اللاجئين العراقيين.
وفي 21 يونيو 1995 سلم سفيرنا في بريطانيا خالد الدويسان الى عدد من المؤسسات الخيرية البريطانية تبرعات بلغت في جملتها مليونا و115 ألف جنيه استرليني مقدمة من سمو الأمير الراحل، رحمه الله.
وفي الوقت نفسه قدم السفير الدويسان تبرعا آخر بمبلغ 250 ألف جنيه موزعة بالتساوي بين صناديق المساعدة التابعة للقوات المسلحة البريطانية وذلك تقديرا للدور الذي قامت به القوات البريطانية في حرب تحرير الكويت ووقوفهم بشجاعة الى جانب الحق الكويتي وقت الشدة.
وفي 8 مايو 1996 تحمل سموه، رحمه الله، جميع المصاريف المتعلقة بعلاج عضو البرلمان السنغالي شريف حيدرا الذي يحتاج الى عملية زرع كلى، كذلك أمر سموه بصرف تذكرتي سفر لشخصين آخرين لمرافقة المريض والبقاء في الكويت مدة علاجه على حساب سموه الخاص.
وفي 6 يونيو 1996 أشاد مجلس أمناء جامعة الخليج العربي بالمكرمة الأميرية بتمويل كرسي الميكروبيولوجيا الطبية وعلاج المناعة بجامعة الخليج العربي، وقد رفع رئيس الجامعة الى سمو الأمير الراحل، رحمه الله، باسم جميع منسوبي الجامعة وافر الشكر والامتنان لهذا التبرع الكريم.
وفي 12 يناير 1998 تبرع سموه، رحمه الله، الى جمهورية جزر القمر الإسلامية، وقامت الهيئة الخيرية الإسلامية التي تلقت تبرع سموه بإيصال وتركيب 4 مولدات طاقة كهربائية ضخمة كل منها الف كيلو وات وقدم رئيس جمهورية جزر القمر الشكر والامتنان الى سمو الأمير الراحل، رحمه الله.
وفي 15 يناير 1998 وبمبادرة من سموه، رحمه الله، أثناء زيارته جمعية المكفوفين ونادي المعاقين والصم قدم سموه تبرعا سخيا لكل جمعية من الجمعيات الثلاث بمبلغ 20 ألف دينار.
وفي 21 اكتوبر 1998 تبرع، رحمه الله، بمبلغ نصف مليون دولار لرئيس أوزبكستان إسلام كريموف وجاءت المكرمة الأميرية للمشاركة في بناء مسجد الإمام البخاري في مدينة سمرقند.
وفي 6 ابريل 1999 قرر سموه، رحمه الله، التبرع باسم أسرة آل الصباح الكريمة بقيمة مليون دولار لشعب كوسوفو المسلم الذي تعرض للقتل والتشريد والتهجير القسري على أيدي القوات الصربية.
وفي 3 مايو 1999 تبرع سمو الأمير الراحل، رحمه الله، بمبلغ 20 ألف دينار لدعم مكتب المخترعين بالنادي العلمي، وتأتي المكرمة تقديرا من سموه لأبنائه العلماء من المخترعين والموهوبين ولتسجيل وحفظ براءة حقوق الاختراعات التي يتوصلون اليها لخدمة المجتمع.
وفي 13 مايو 1999 تبرع سموه، رحمه الله، بسجاد فاخر مخصص للصلاة تبلغ مساحته 200 متر لصالح المقر الثاني للمركز الإسلامي في مدينة نيويورك والذي يؤمه المسلمون القاطنون في غرب المدينة مانهاتن.
يذكر ان سمو الأمير الراحل، رحمه الله، كان اول المساهمين في بناء المركز منذ ان وضع حجر الأساس لمئذنة الجامع التابع للمركز في عام 1988 وذلك على هامش مشاركته في افتتاح الدورة الـ 43 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي 15 أكتوبر 1999 أعلنت الكلية الملكية البحرية البريطانية انها تلقت باعتزاز تبرعا من سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، بمبلغ 60 ألف جنيه استرليني مخصص لتجديد أحد المباني في الكلية التي تخرج فيها أعضاء من العائلة الملكية البريطانية والعديد من الطلبة الكويتيين على مدى سنوات.
وتقديرا لدور سموه، رحمه الله، فقد تقرر إطلاق اسم سموه على المبنى الخاص بالرياضة في الكلية بعد تجديده تقديرا لهذا التبرع السخي من سموه، إلا ان سموه، رحمه الله، رفض ان يطلق اسمه على هذا الجناح الذي تبرع بتجديده وأمر بأن يكون باسم الكويت.
وفي 25 أكتوبر 1999 تبرع، رحمه الله، بمبلغ مليون دولار لصالح معهد العالم العربي في باريس، ويأتي هذا التبرع السخي تعبيرا عن حرص سموه على المحافظة على التراث العربي.
وفي 15 نوفمبر 1999 أشاد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي السابق عز الدين العراقي بمبادرة سموه لمواقفه المساندة للمنظمة وتبرعه بمبلغ 3 ملايين دولار اضافية للحصة المالية السنوية المفروضة على الكويت بصفتها احدى الدول الأعضاء بالمنظمة.
وفي 29 فبراير 2000 أمر سموه، رحمه الله، بتقديم مساعدة مالية وقدرها 15 مليون دولار الى الجمهورية اللبنانية الشقيقة لإصلاح بعض ما دمرته الغارات العدوانية الإسرائيلية وتحديد الدعم اللازم لإعادة إعمارها.
كما تفضل، رحمه الله، بمكرمة أميرية بمنح مبلغ 100 دينار لكل مواطن من العاملين في الجهات الحكومية والمتقاعدين وأصحاب المعاشات الخاصة، وذلك احتفالا بمرور 40 عاما على استقلال الكويت و10 سنوات على التحرير.
وفي 30 اكتوبر 2001 تبرع سموه، رحمه الله، نيابة عنه وعن الأسرة الحاكمة بمبلغ مليون دولار لصالح الشعب الأفغاني الذي نزح الآلاف منه عن مدنه الداخلية بسبب الأحداث الأخيرة.
وتشكل مبادرات سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، بمساعدة المنكوبين من الزلازل والفيضانات والسيول والجفاف علامة في سجله المستمر في العطاء لخدمة الإنسانية في كل أرجاء العالم، فما ان تحل كارثة انسانية بأي دولة من دول العالم إلا ويعلن سموه، رحمه الله، ارسال مواد إغاثة عاجلة لمساعدة المتضررين وتخفيف المعاناة والظروف القاسية الناجمة عن الكارثة.
وكان اختيار سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، شخصية العام 1995 ليس بالغريب او المصادفة في أضخم استطلاع للرأي في المنطقة قامت به «مؤسسة المتحدون والتسويق الدولية» وبمشاركة 5 ملايين مواطن عربي وجاء ذلك لما قدمه سموه من دعم مالي للمؤسسات العالمية التي ترعى الفقراء ولمواقفه المشرفة من أجل رفعة العرب أجمعين.