- الكاتبتان سارة وهاجر عبدالرحمن لـ «الأنباء»: من خلال ردود الأفعال الجسدية نستطيع أن نشخص الحالة الشعورية للإنسان
- الكتاب يساعد قارئه على فهم لغة الجسد وتفسيرها والتعرف على ما وراء الإيماءات والتعبيرات الجسدية بصورة مبسطة
أجرت الحوار: آلاء خليفة
«اكشف الستار عن مشاعر الآخرين من خلال لغة الجسد»، هذه هي رسالة الكاتبتين القطريتين التوأم سارة وهاجر عبدالرحمن اللتين تتشابهان ليس فقط في الشكل الخارجي، وإنما أيضا في الاهتمام بلغة الجسد والتي جعلتهما تبدعان في إصدار كتاب «مسرح المشاعر»، حيث شاركتا به في معرض الكويت الدولي للكتاب الـ 42.
ويستعرض الكتاب مدلولات لغة الجسد، وكيف يمكننا من خلالها تشخيص الحالة الشعورية للإنسان، وإذا ما كان سعيدا أو حزينا، مرتاحا أم متوترا، صادقا أو كاذبا، مما يساهم في بناء علاقات بناءة أكثر صدقا وصحة.
«الأنباء» التقت سارة وهاجر عبدالرحمن أثناء مشاركتهما في المعرض للحديث عن كتاب «مسرح المشاعر»، وكذلك تسليط الضوء على لغة الجسد، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية من هما سارة وهاجر عبدالرحمن؟
٭ نحن أختان توأم من دولة قطر، نعمل مدربتين في مجال لغة الجسد وقمنا مؤخرا بإصدار أول كتاب لنا في هذا التخصص بعنوان «مسرح المشاعر».
ما المقصود بلغة الجسد؟
٭ المسرح هو أبو الفنون كما يقولون، وبناء على أنه يعد بداية ظهور الفن فإن لغة الجسد أيضا هي الأدب لقوى التواصل إذ كانت الإيماءة والإشارة والحركة هي لغة الإنسان البدائي قبل ظهور لغة التخاطب، وبالرغم من ظهورها الآن إلا أن لغة الجسد مازالت موجودة، لكنها لم تعد وسيلة أساسية للتواصل بين الناس كما كانت سابقا، بل أصبحت أداة لكشف المشاعر، فمن خلال ردود الأفعال الجسدية نستطيع أن نشخص الحالة الشعورية للإنسان، هل هو سعيد أو حزين، مرتاح أم متوتر، صادق أو كاذب، مما يساهم في بناء علاقات بناءة أكثر صدقا وصحة، وادراكنا لمفاهيم لغة الجسد وعواملها يسهم في ترك انطباعات أكثر إيجابية عن ذواتنا.
والجدير بالذكر ان الحزن، الفرح، القبول، العدوان، الفخر والخزي جميعها مشاعر تظهر في ملامح الوجه ومن السهل التعرف عليها بالفطرة وكم هو بسيط ان يقوم احدنا بتحديدها بدقة من خلال المعرفة والإدراك فعندما نقرأ الدراسات في مجال لغة الجسد ونلتحق بالورشات التدريبية فنحن نغذي قدراتنا الفطرية لتصبح لدينا معرفة ذات فعالية عالية فلا نكتفي بمجرد تكوين شعور اتجاه ما نراه بل إننا نحدد الشيء الذي يزرع فينا هذا الشعور فاكتساب العلم والمعرفة لا يكفي لان تصبح قارئا متمرسا في لغة الجسد فان تعلم لغة الجسد يشبه تعلم اللغة الانجليزية الى حد ما فكلاهما يحتاج إلى ممارسة.
ولغة الجسد هي «لغة المشاعر» التي تترجم على هيئة إيماءات وإشارات غير لفظية والتي من خلالها يمكن ان نستشف شعور الشخص في لحظة معنية.
وما أهميــة لغة الجسد وكيف تمارس؟
٭ كتاب «مسرح المشاعر» يساعد القارئ على فهم لغة الجسد وتفسيرها والتعرف على ما هو وراء الإيماءات والتعبيرات الجسدية بصورة مبسطة، وبالتالي سيمكنه فهم مشاعر الآخرين من خلال إيماءاتهم وتقييم العلاقات من خلال لغة الجسد وتحسين القدرة في التعامل مع الآخرين من خلال الإشارات غير اللفظية، ولكن الأمر لا يقتصر على ربط كل حركة جسدية مع تفسير واحد فقط فليس كل من يقوم بحك أنفه يكذب، فقد يكون مصابا بالإنفلونزا، وهناك استثناءات وعوامل لابد من مراعاتها، والمحلل المحترف هو من يتعامل معها بشكل جيد.
وما تلك العوامل؟
٭ الظروف المحيطة، من طبيعة الطقس والموقف والمكان والعلاقات، بالإضافة إلى مجموعة الإيماءات، فتفسير المشاعر يحتاج إلى أكثر من إشارة لتأكيده، وهنا ننصح بالتدقيق على أدق الحركات الجسدية لجمع اكبر عدد من الإيماءات ذات المعنى الواحد، فهذا ما يقطع الشك باليقين وكذلك طبيعة الشخصية ولتجنب الوقوع في الخطأ لا بد أن نفهم السلوك الطبيعي للشخص وكيف يكون في حالات الاسترخاء والحركات التي تصدر منه ومدى تواصله البصري مع المتلقي وبالتالي نستطيع فهمه بشكل أعمق وأدق.
ومن الأمور التي لا بد أن ندركها للتقليل من الأخطاء في قراءة لغة الجسد هي تأثير الثقافات أو الاختلافات الثقافية واسعة كانت أو ضيقة، فكل مجموعة من البشر يحملون قيما مشتركة، وهذه القيم تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في الفكر والسلوكيات التي يحملها الفرد، وتؤثر في استجابته لبعض السلوكيات التي يرى البعض منها صحيحة ومسموحة والبعض الآخر منها خاطئة ومرفوضة لذا لا بد أن نضع موضوع اختلاف الثقافات نصب أعيننا في أثاء قراءة لغة الجسد.
وماذا عن إصداركم الجديد «مسرح المشاعر»؟
٭ إن كتاب «مسرح المشاعر» نتيجة لمكتسبات من علوم وتجارب متواضعة في مجال لغة الجسد، ويعتبر المسرح أداة مهمة لتشخيص قضايا المجتمع، حيث يصوغ لنا العمل المسرحي عددا من الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها بعدة قوالب سواء كانت درامية او تراجيديا او كوميديا فيساهم بشكل مباشر او غير مباشر برفع السقف الثقافي وزيادة الوعي للأفراد في عدة أصعدة فنجد أن لغة السياسة أصبحت مفهومة بالنسبة للشارع العام وكذلك لغة الاقتصاد وكل ما شابه ذلك ولكن عندما نريد أن نفهم لغة المشاعر سنجد أن لدينا أداة قوية جدا تساعدنا على ذلك وهي «لغة الجسد» لذلك أطلقنا عليها اسما جديدا وهو «مسرح المشاعر»، وكما ينزع المسرح الستار عن القضايا فلغة الجسد تنزع الستار عمن حولنا لنكشف عن مشاعرهم الداخلية وكما يقولون ان المسرح هو أبو الفنون بناء على انه يعد بداية ظهور الفن فإن لغة الجسد هي الأب لقوى التواصل فقد كانت الإيماءة والإشارة والحركة هي لغة الإنسان البدائي قبل ظهور لغة التخاطب، كما يقدم المسرح القضايا بعدة قوالب اخترنا ان نقدم للقراء مفاهيم علم لغة الجسد في صفحات ورقية كما نقدمها على هيئة منشورات إلكترونية في حسابنا على انستغرام @twin_of_world.
وقد اعتمدنا أسلوبا مبسطا في طرح أفكارنا ورؤانا في هذا الكتاب، كما ضمناه رسومات توضيحية في كل صفحة كما هو أسلوبنا في صفحات «السوشيال ميديا» منذ أن عرفنا الناس منذ نحو 5 سنوات.
هل جميع الناس يؤمنون بلغة الجسد؟
٭ لا، فبعض الناس يعتبرون لغة الجسد نوعا من أنواع الخرافة ولا يعتبرونها شيئا علميا دقيقا، ونحن نحاول دوما من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام والكتاب الذي قمنا بإصداره مؤخرا أن نوضح لجميع الناس ما لغة الجسد وأهميتها للإنسان.
من خلال تواجدكما ومشاركتكما في معرض الكويت الدولي للكتاب كيف وجدتما إقبال الجمهور على كتاب «مسرح المشاعر»؟
٭ الشعب الكويتي الشقيق شعب مثقف ويحب القراءة والاطلاع والمعرفة في كل المجالات ومنذ اليوم الاول للمعرض لاحظنا إقبالا كبيرا من الجمهور على السؤال عن كتابنا وماذا يعني مسرح المشاعر وما لغة الجسد وحرص الكثيرون منهم على اقتناء الكتاب ونحن نعتبر «الكويت» عاصمة الثقافة الخليجية «لذا فقد كنا حريصين اشد الحرص على المشاركة في معرض الكويت الدولي للكتاب.
أفضل وسيلة لقراءة الآخرين
أكدت سارة وهاجر عبدالرحمن خلال الحوار ضرورة الحرص على ممارسة قراءة الآخرين بشكل مستمر لكي تتطور مهاراتهم ويتجنبوا الوقوع في الأخطاء، موضحتين أن أفضل وسيلة لقراءة الآخرين هي البرامج الحوارية الفنية، لان انفعالات الفنان حينها تكون طبيعية للغاية ويجيب عن أسئلة المذيع بعيدا عن الأدواء التي يقدمها في المسلسلات، بالإضافة إلى مشاهدة البرامج السياسية والرياضية وبرامج المقالب ومن خلالها يمكن قراءة أنواع مختلفة من الشخصيات، كما ينصح خبراء لغة الجسد بالذهاب إلى الأماكن العامة وقراءة مشاعر الناس في مختلف الأماكن لمعرفة السلوكيات المرتبطة بكل مكان.
وأضافتا أن لغة الجسد تعد أداة مساعدة لتشخيص المشاعر وليست لإطلاق الأحكام.