أحمد النصار
«إذا مـرضنا فـإلـى الطبـيب نسـعى. . وإذا مــرض الطبـيب فإلى أين يسعى؟».
هذه العبارة تجسد وتلخص مـأساة الخـدمـة الصـحيـة في البـلاد، وأصدق مـثـال على هذا مـستـشـفى الأمراض السـارية الذي يقع في مـنطقـة الاندلس، وهي الـتي أبدى ســــاكنـوها اسـتـيـاء كـبــيـرا شـديدا من وجوده.
«الأنبـاء» جـالت بين مـرافق المسـتـشـفى الآيـلة للسـقـوط، وذلك عــــقـب زيارة الـوزيرة د. معصومة المبـارك للمستشفى والتي هالها مـا رأت حتى قالت: مــا أقـدر أصــدق أن البـشــر يتعالجون هنيه.
عـاينا الخـرير الذي طال كل شيء، فــالأبواب مـهــشـمــة والنوافــذ مكسـرة وأرضــيـة الممــرات ينطبق علـيـهــا المثل القــائل «من كل زيج رقــعـة»، حـيث ان السـيــرامـيك بألوان وسـماكـات مخـتلفة، ولم تجـد سـيـاسـة التـرقـيع التي كـان معـمولا بها سـابقا مع العلم ان من قـام بتلك الترقـيعـات ليس شركـات، بل عمالة فردية، كـما ابلغنا احد المصادر.
وتوجـهنا الى دورات الميـاه المخصصة للموظفين واصابتنا رائحـتـهـا الكـريهـة بالزكـام، وشاهدنا احد المراجـعين خارجا من دورة الميـاه صائحـا الحمـد لله حمدا كـثيرا لأنني لم أكن من العاملين في هذا المستشفى.
ثم توجهنا ناحية الخزن الذي يقع امام البـوابة الرئيسـية، واذا بنـا نرمـق كل مـــــا هـو تابـع للمـــســتــشــفـى من الآثاث والكمبيوترات والأجهزة الخاصة ملقى في باحة الخزن الخـارجية وقـد علق عليه احـد الحاضـرين قـائلا: «اننا نرحب بالحاضـرين بنشر غسيلنا امامهم».
ولاحـظنـا ان مـــــــرافـق المستشـفى هي من الكيربي وقد اصـابـهـا الصـدأ وتحـللت من الامطار المتعاقـبة طوال سنوات عديدة.
ومن عـجائب المسـتشفـى ما ذكـره لنا احـد العــاملين به من كــبــار السن، حــيث قــال ان المستشفى كان موقعا للإرسالية البـريطانيـة تـقـيم به من بعـد الحرب العالمية الـثانية، ومازال المسـتـشـفى يحـتـفظ ببـعض الصـور لجــهـود الارســاليـة البـريطانيـة، مـا يدل على قـدم المستشفى الذي احتضر منذ زمن وتوفي مـتـأثرا بالإهمـال، وهو الآن لا ينتظر سـوى إعلان دفنه في عزاء مهـيب لكي يتم الانتقال للمــبنى الجـديد الـذي يحـاول البعض وأده وهو لم يكمل عامه الأول من بنـائه بســبـب عــدم امداده بالكهرباء.
الصفحة في ملف ( pdf )